هزمت مصر 3 مرات وصعقت الجزائر في نهائي “الشان”.. أسرار تفوق منتخبات السنغال على نظيراتها العربية

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/05 الساعة 21:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/05 الساعة 22:49 بتوقيت غرينتش
أسرار تفوق السنغال على المنتخبات العربية (رويترز)

ما أشبه اليوم بالبارحة، عبارة شهيرة يمكن القول إنها طُبقت بحذافيرها في مواجهة منتخبي السنغال والجزائر في المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا للمحليين "الشان".

نجح السنغاليون في التتويج باللقب بعد الفوز على الجزائريين، في وقت متأخر من يوم السبت 4 فبراير/شباط 2023، وبركلات الترجيح بنتيجة 5-4، بعد انتهاء المباراة في أشواطها الأصلية والإضافية بالتعادل السلبي.

أسرار تفوق السنغال على المنتخبات العربية

وبات "أسود التيرانغا" عقدة حقيقية للمنتخبات العربية في الآونة الأخيرة، بعدما تمكنوا من تجاوز عقبة مصر ثلاث مرات، وفي مناسبات مهمة للغاية، ثم أضافوا الجزائر لهذه القائمة.

في المناسبة الأولى، تُوج منتخب السنغال بلقب كأس الأمم الإفريقية "الكاميرون 2022" بعد الفوز في النهائي على "الفراعنة" يوم 6 فبراير/شباط 2022، بعدما احتاج المنتخبان اللجوء لعلامة الترجيح لتفصل بينهما لانتهاء المباراة في الشوطين الأصليين والإضافيين بالتعادل السلبي.

يومها نجح زملاء ساديو ماني في تسجيل 4 ركلات ترجيحية مقابل ركلتين اثنتين لرفاق محمد صلاح، ليرفع منتخب السنغال أول ألقابه القارية على الإطلاق.

وبعد شهر ونصف تقريباً من ذلك، تجددت المواجهة بين مصر والسنغال، وهذه المرة في الدور الفاصل من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر.

فاز كل منتخب على أرضه بهدف نظيف، البداية كانت في مصر يوم 25 مارس/آذار 2022، والرد جاء في السنغال يوم 29 من الشهر نفسه، ليتم الاحتكام لركلات الترجيح مرة ثانية، التي واصلت انحيازها لــ"أسود التيرانغا" بنتيجة 3-1، ليفشل "الفراعنة" في بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخهم.

السنغال حرمت مصر من التأهل لمونديال قطر

وأكدت كرة القدم السنغالية هيمنتها على نظيرتها المصرية، للمرة الثالثة على التوالي، وذلك يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022.

يومها تقابل المنتخبان في المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا للكرة الشاطئية، مباراة بلغت ركلات الترجيح أيضاً بعد التعادل بين الفريقين بهدفين لكل منهما.

ومن علامة الجزاء نجح منتخبا مصر والسنغال في تسجيل الركلات الخمس الأولى، لكن السادسة كانت حاسمة، إذ أهدر "الفراعنة"، وسجل "أسود التيرانغا"، ليظفروا بلقب البطولة التي جرت في مدينة فيلانكولو الموزمبيقية.

أما منتخب الجزائر للمحليين، وبالطريقة ذاتها فأصبح الضحية الجديدة لكرة القدم السنغالية، التي استثمرت غياب المغرب، حامل اللقب في النسختين الأخيرتين، ليرفع الكأس الأولى له في هذه البطولة.

وبفضل هذه الإنجازات، بات منتخب السنغال الفريق الأول في القارة السمراء، الذي يفوز بجميع الألقاب الإفريقية في نفس الوقت.

وترى هيئة الإذاعة البريطانية BBC أنه من العدل القول بأن نجاحات الكرة السنغالية الأخيرة جاءت بفضل لاعبيها المحترفين خارج البلاد، لكن يوف دابو، مدرب فريق غراف دي دكار، اتفق معها واختلف في الوقت ذاته.

وأقر دابو بأنه لم يكن يتوقع أحد في السنغال بلوغ منتخب المحليين لنهائي "الشان" بل الفوز باللقب، وقال: "كان هناك الكثير من منتقدي كرتنا ودورينا، لكن ما حصل هو دليل واضح على أن الأندية تقوم بعمل رائع".

وضمت تشكيلة منتخب السنغال للمحليين لاعبين من ثمانية فرق محلية.

وتؤكد BBC أن الاتحاد السنغالي لكرة القدم منح المدرب ماياسين مار الوقت الكافي لإعداد منتخب قوي يملك القدرة على تحقيق البطولات، خاصة بعد فترة من عدم الاستقرار التي شهدها الفريق بسبب احتراف اللاعبين.

سبب نهضة السنغال كروياً

وأرجع موقع footballbenchmark سبب نهضة كرة القدم في السنغال، إلى اعتبار الدولة الإفريقية واحدة من أكبر مصدري المواهب إلى القارة الأوروبية العجوز، بعد تنشئتهم في الأكاديميات المحلية.

ويؤكد الموقع ذاته أن تشكيلة منتخب السنغال، المتوجة بكأس أمم إفريقيا 2022، ضمت 10 أسماء من أصل 27، اختارها المدرب الوطني أليو سيسي، بدأت رحلتها مع كرة القدم في أكاديميتي غينيراسيون فوت وديامبارس.

من الأولى تواجد كل من بونا سار، بابي سار، إسماعيلا سار، ساديو ماني، حبيب ديالو، كاليدو كوليبالي، ومن الثانية إدريسا غاي، ساليو سيس، بامبا ديانغ، جوزيف لوبي.

ويُنظر إلى غينيراسيون فوت على أنها واحدة من أهم الأكاديميات في السنغال، وكونت شاركة مع نادي ميتز الفرنسي عام 2003، أي بعد ثلاث سنوات من إنشائها، وتم تمديد تلك الشراكة قبل أشهر إلى عام 2030.

وتم العمل في يناير/كانون الثاني 2022 على تدريب 120 لاعباً صغيراً، تبدأ أعمارهم من 12 عاماً وما فوق، حيث سُجلت أسماؤهم في برنامج تدريبي مدته ست سنوات، بهدف تخريج عدد من نجوم الكرة من بينهم.

ويتكفل ميتز بالتكاليف المادية الشهرية للأكاديمية، ولا ينفق النادي السنغالي أية أموال، بل يوفر الشريك الفرنسي للاعبين فرصة التعليم المجاني.

الأمر ذاته طبقته أكاديمية نادي ديامبارس في السنغال، والتي رأت النور عام 2003، حيث أشرفت على تدريب 500 لاعب، 60 منهم تحولوا إلى محترفين، بينما الجزء الأكبر فضّلوا إكمال تعليمهم الجامعي، بعد حصولهم على منح جامعية من أوروبا وأمريكا.

وعقد ديامبارس شراكة مع نادي مارسيليا الفرنسي عام 2018، بميزانية سنوية تبلغ 1 مليون يورو، بهدف تطوير مواهب كرة القدم في السنغال.

تحميل المزيد