زيدان هو الفائز الأكبر، وفشل جديد لميسي أمام ريال مدريد.. الرابحون والخاسرون في “كلاسيكو الأرض”؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/13 الساعة 11:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/13 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
مدرب نادي ريال مدريد السابق زين الدين زيدان/رويترز

ضرب ريال مدريد عدة عصافير بحجر واحد، بعد انتصاره على برشلونة في كلاسيكو الأرض، ضمن الجولة الثلاثين من الدوري الإسباني، حيث أنهى مسيرة رائعة للفريق الكتالوني التي استمرت 19 مباراة بدون هزيمة، وتسجيل رقم رائع بالفوز بثلاث مباريات في الكلاسيكو للمرة الأولى منذ موسم 1977-1978 وأثبت زين الدين زيدان علو كعبه على فريق برشلونة باختلاف مدربيه، بالإضافة إلى فتح نافذة الصراع على اللقب على مصراعيه مع الجار والغريم أتلتيكو مدريد. 

مباراة الكلاسيكو كالعادة لم تخلُ من المشادات الكلامية والجدل التحكيمي المرافق له، وسيطرة شبه متوازنة للفريقين على مدار الشوطين، حيث تسيد فريق ريال مدريد الشوط الأول بشكل شبه تام، وتوهان لاعبي برشلونة خاصة خط الدفاع الذي اُرهق كثيراً بالهجمات المرتدة السريعة التي كان رأس الرمح فيها اللاعب الشاب فينيسيوس جونيور الذي يمتاز بالسرعة والمهارة المميزة، ولكن ما يعيبه هو ختامه للهجمات وتسرعه، وهو أمر يجب على زيدان العمل عليه كثيراً لضبط إيقاع اللاعب للاستفادة من مجهوده ومجهود زملائه في تحسين إنهائه للهجمات التي يقودها.

الرابحون

  • كريم بنزيمة

يعيش المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة أفضل لحظات مسيرته مع فريق ريال مدريد تهديفياً وقيادةً، فبعد هدفه الجميل في مباراة الكلاسيكو، فإن اللاعب يكون قد سجل هدفه العاشر في آخر تسع مباريات له مع الفريق، بالإضافة إلى ذلك كان هذا هو الهدف الأول للاعب الفرنسي في مبارياته العشر الأخيرة ضد برشلونة، وهو أمر هام للغاية أثبت به أنه الرقم الصعب في تشكيلة زيدان.

كما لا ننسَ أن اللاعب في هذه المباراة بالذات كان حيوياً للغاية ومساهماً هجومياً ودفاعياً مع الفريق؛ حيث بدا ريال مدريد وكأنه يسجل في كل حركة شارك فيها تقريباً، وقد تخوف الكثيرون عند استبداله، ولكن يبدو أن أهميته لدى المدرب زيدان تفوق كل شيء؛ حيث وجد أنه من الأنسب المحافظة عليه للمباراة الأهم أمام فريق ليفربول الإنجليزي.

  • ثنائي الدفاع ميليتاو وناتشو

الكثيرون أشفقوا كثيراً على المدرب وهو يدخل مباراة الكلاسيكو بدون ثنائي الدفاع القائد والملهم (سيرخيو راموس) بسبب الإصابة و(رافائيل فاران) بسبب الإصابة بكورونا، ولكن ثقة المدرب في ثنائي الدفاع (ميلتاو) و(ناتشو) أثبتت أن التحضير النفسي هو المهم قبل الجوانب التكتيكية، فاللاعبان وضح أن بينهما تفاهماً رائعاً وانسجاماً كبيراً بثباتهما وعدم وقوعهما في الأخطاء القاتلة.

  • زين الدين زيدان

مرة أخرى انتصر زين الدين زيدان لنفسه ولخططه التكتيكية، فكثيراً ما تعرض النجم الفرنسي السابق للسخرية واعتباره مجرد مدير فني يجيد التحفيز النفسي أكثر من الخطط التكتيكية في المباريات، ولكنه يفوز في كل مرة بالمعركة التكتيكية خاصة في المباريات الكبيرة.

حيث دخل الفرنسي مباراة بخطة 2-4-4 مع تعليمات واضحة للثنائي لوكا مودريتش وكاسميرو بالضغط على لاعبي برشلونة، وبالتحديد ليونيل ميسي، في وسط الملعب، وعدم ترك الفرصة له للاختراق، وفي الوقت نفسه استغلال مهارة الكرواتي (لوكا مودريتش) في توزيع الكرات الطويلة للسريع جداً البرازيلي (فينسيوس) لشن الهجمات المرتدة الخاطفة. 

وحتى عندما أجرى زيدان تبديلات مشكوكاً فيها، بدا أن ريال مدريد دائماً وكأنه يسجل في أي دقيقة مع اندفاع برشلونة لتسجيل هدف تقليص الفارق ثم البحث عن التعادل، في الواقع كان من الممكن أن يفوز ريال مدريد بنتيجة أكثر راحة، حيث لم يكن لدى رونالد كومان الكثير من الحلول على ذكاء زين الدين زيدان التكتيكي وإدارته للمباراة بكفاءة.

الخاسرون

  • ليونيل ميسي

عانى نجم الفريق (ليونيل ميسي) كثيراً في هذه المباراة، حيث لم يستطع الهروب من الرقابة اللصيقة التي وُضعت حوله تارة من (لوكا مودريتش) وتارة أخرى من (كاسيميرو) اللذين لم يعطياه أي مجال للمناورة أو الاختراق، حيث تحول بدلاً من ذلك لليمين أو اليسار بدون فاعلية تُذكر.

وبحسب الإحصائيات، فإن اللاعب قد فشل في التسجيل من خلال آخر 25 تسديدة له ضد ريال مدريد، من ضمنها سبع تسديدات في مباراة الكلاسيكو الأخيرة، ومن المؤكد أن تسجيله في هذا الكلاسيكو وانتصار فريقه ربما سيحفزه على البقاء؛ نظراً إلى أن اللاعب لم يحسم حتى الآن مسألة تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية هذا الموسم.

  • عثمان ديمبيلي

من المفاجئ أن يستمر اللاعب الفرنسي (عثمان ديمبيلي) لمدة 81 دقيقة في المباراة، على الرغم من عدم قدرته النسبية على التأثير في المقدمة الهجومية وعدم تشكيل أي خطورة تُذكر، فإلى جانب عدد قليل من التمريرات في منطقة الجزاء، لم يستطع الفرنسي استحضار أي شيء عما عُرف عنه من مهارة في الاختراق، حيث افتقد إلى الحسم والفاعلية في مباراة الكلاسيكو، وسقط معظم عبء هجوم برشلونة مرة أخرى على أكتاف ليونيل ميسي، فحصيلته في المباراة كانت 17 تمريرة وتسديدتين فقط ولم يكن أي منهما على المرمى.

  • رونالد كومان

قبل مباراة الكلاسيكو أصر المدير الفني لبرشلونة (رونالد كومان) على أنه حتى في حالة الخسارة، فإن هذا الأمر لن يؤثر على فرصهم في الحصول على لقب الدوري في نهاية الموسم، وهذا صحيح بالنظر إلى جدول الترتيب الآن، ولكن مع ذلك، ما يجب أن يقلق الهولندي هو أن برشلونة لم يفُز بالدوري أبداً عندما فاز ريال مدريد عليه مرتين متتاليتين.

بالإضافة إلى ذلك، وضح بشدة أن المدرب يفتقر إلى الحنكة والبراعة في المباريات الكبيرة، ومع وجود رئيس جديد في النادي، فإن خطر خروجه من الباب الضيق بنهاية الموسم وارد جداً إذا لم يحقق شيئاً بنهاية الموسم؛ لذا يجب على المدرب الهولندي العمل سريعاً على إعادة تركيز لاعبيه مرة أخرى للقتال حتى النهاية، حيث لا يزال برشلونة متأخراً بنقطة واحدة فقط عن منافسيه، لكن ريال مدريد يبدو من غير المرجح أن يتعثر، ولا يزال أتلتيكو مدريد في السباق، لذا يمكن أن تستمر هذه المعركة الثلاثية حتى اليوم الأخير من الموسم.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مدثر النور أحمد
كاتب سوادني
مدثر النور أحمد هو كاتب سوداني مهتم بالرياضة والتكنولوجيا والخصوصية على الإنترنت. لديه حُب وعِشق مختلفان للرياضة وخاصة كرة القدم.
تحميل المزيد