ما العوامل التي أفشلت أجهزة المخابرات الإسرائيلية في وقف عملية “طوفان الأقصى”؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/11 الساعة 08:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/11 الساعة 08:48 بتوقيت غرينتش
مقاتلون من كتائب القسام - الأناضول

حماس هي جماعة إسلامية فلسطينية تأسست عام 1987 خلال الانتفاضة الأولى، التي كانت انتفاضة فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأقسمت حماس على تدمير إسرائيل وخاضت عدة حروب مع إسرائيل منذ توليها السلطة في قطاع غزة، وهو جيب ساحلي يسكنه حوالي مليوني فلسطيني. وإسرائيل دولة يهودية تأسست عام 1948 بعد أن قسمت الأمم المتحدة فلسطين التاريخية إلى دولتين؛ واحدة لليهود والأخرى للعرب. واحتلت إسرائيل معظم أراضي فلسطين التاريخية، بما في ذلك القدس الشرقية، التي يعتبرها الإسرائيليون والفلسطينيون عاصمتهم. وسيادة إسرائيل على القدس الشرقية غير معترف بها دولياً. يعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أحد أطول الصراعات وأكثرها تعقيداً في العالم، حيث تعود جذوره إلى أوائل القرن العشرين.

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حدث تصعيد كبير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عندما شنت حركة حماس عملية مفاجئة ضد إسرائيل أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى". وأثارت العملية حرباً شديدة أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص من الجانبين حتى الآن. كما فاجأت العملية إسرائيل، وكشفت نقاط ضعفها.

هنا سنحلل كيف أعدت حماس ونفذت عمليتها، ولماذا فشلت أجهزة المخابرات الإسرائيلية؛ الموساد والشاباك، في إيقافها. وسوف نستكشف أيضاً كيف غيرت هذه العملية ميزان القوى والتصور بين إسرائيل وحماس، وما هي بعض العوامل ووجهات النظر التي أثرت على نتيجة الصراع. وكيف تمكنت حماس من خداع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية؛ الموساد والشاباك وغيرهما، وشن عملية مفاجئة ضد إسرائيل؟ وما هي بعض العوامل ووجهات النظر التي ساهمت في فشل أجهزة المخابرات الإسرائيلية في وقفها؟

تعتبر وكالتا الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد والشاباك، على نطاق واسع من أفضل وكالات الاستخبارات في العالم. ولديهما تاريخ طويل من النجاح والإنجازات في جمع المعلومات ومنع التهديدات من أعداء إسرائيل. إلا أنهما فشلتا في وقف عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حماس، الأمر الذي شكل ضربة قوية لسمعتهما ومصداقيتهما.
هناك العديد من العوامل ووجهات النظر التي ساهمت في فشل إسرائيل؛ مثل:

– الاستهانة بقدرات حماس ونواياها: افترضت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن حماس قد ضعفت بسبب الحصار الاقتصادي والانقسامات الداخلية والعزلة الإقليمية. كما تجاهلت التحذيرات والمؤشرات التي تشير إلى عملية محتملة لحماس؛ مثل زيادة إطلاق الصواريخ من غزة، والاحتجاجات الجماهيرية في المسجد الأقصى، وتصريحات قادة حماس.
– الوقوع في فخ معرفي: كان لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عقلية ثابتة وإطار صارم منعها من التكيف مع الواقع المتغير والتهديد المتطور الذي تشكله حماس. وكان لدى هذه الأجهزة أيضاً تحيز تأكيدي؛ مما يعني أنها بحثت فقط عن الأدلة التي تدعم افتراضاتها الحالية وتجاهلت أو رفضت الأدلة التي تتعارض معها.

– أعماها نجاحها وغطرستها: لقد اعتمدت أجهزة المخابرات الإسرائيلية أكثر من اللازم على تفوقها التكنولوجي ومصادرها البشرية التي أصبحت قديمة وغير فعالة. كما أنها فشلت في فهم سيكولوجية حماس ودوافعها التي تغيرت من موقف دفاعي إلى موقف هجومي.

– التشتت والإرهاق بالتحديات والأزمات الأخرى: كانت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية مشغولة بالبرنامج النووي الإيراني والحرب الأهلية السورية وتهديد حزب الله في لبنان وتطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية. كما واجهت الحكومة مشاكل داخلية، مثل التدخل السياسي، وعدم الكفاءة البيروقراطية، والمعضلات الأخلاقية.

– مواجهة تعقيد وتنوع المجتمع والسياسة الفلسطينية: كانت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تواجه صعوبة في اختراق ورصد أنشطة وخطط حركة حماس وغيرها من الفصائل التي تعمل في بيئة شديدة الانقسام والاستقطاب. وتتمتع حماس ببنية لامركزية وسرية لها أجنحة وخلايا مختلفة تعمل بشكل مستقل.

– التعامل مع دور وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية: أحد العوامل التي ساهمت في فشل أجهزة المخابرات الإسرائيلية في إيقاف عملية حماس "طوفان الأقصى" هو دور وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية. وواجهت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية تحدياً من استخدام حماس لتطبيقات الرسائل المشفرة؛ مثل تليغرام وسيجنال، للتواصل والتنسيق مع عملائها وحلفائها بشكل أكثر فعالية وكفاءة. وتتيح هذه التطبيقات للمستخدمين إرسال الرسائل والصور ومقاطع الفيديو والملفات المحمية بواسطة التشفير الشامل؛ مما يعني أنه لا يمكن الوصول إليها إلا من قبل المرسل والمتلقي. ولم تتمكن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية من اعتراض أو فك تشفير هذه الرسائل، الأمر الذي أعطى حماس ميزة في تخطيط وتنفيذ عمليتها.

– التعامل مع تأثير جائحة كوفيد-19: وتأثرت أجهزة المخابرات الإسرائيلية بالوباء؛ مما اضطرها إلى تحويل جزء من اهتمامها وميزانيتها للتعامل مع الأزمة الصحية وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية. كما أدى الوباء إلى تعطيل بعض عملياتها الروتينية؛ مثل السفر والمراقبة والتجنيد.

هذه بعض العوامل ووجهات النظر التي ساهمت في فشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية؛ الموساد والشاباك وغيرهما، في وقف عملية حماس "طوفان الأقصى".

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net


مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ألطاف موتي
باحث اقتصادي باكستاني
عضو اللجنة الدائمة للمسؤولية الاجتماعية للشركات، واتحاد غرف التجارة والصناعة الباكستانية كراتشي، باكستان. باحث سياسي واقتصادي، ومستشار الهيئات التجارية الحكومية وغير الحكومية، ورئيس شبكة التعليم في باكستان.
تحميل المزيد