هل تعاني من أزمة مادية في عيد الفطر 2023؟ في الأغلب ستكون الإجابة بنعم، فالوضع الاقتصادي الحالي شديد التعثر سواء في مصر أو في العديد من الدول العربية الأخرى، لذا فعلى الأغلب أنت تكافح كي ينتهي اليوم بلا مزيد من متطلبات المنزل، وبلا مزيد من الديون، وتضع رأسك فوق الوسادة تحمل همّ مصاريف اليوم الجديد.
هذا يحدث في الأوقات العادية، لذا مع مصاريف رمضان تتضاعف الأزمة، ليأتي العيد ويقضي على أي أمل في حلها ببساطة أو في القريب.
بداية أحب أن أطمئنك أنت لست وحدك، كلنا معك في ذات المركب، وكلنا نشعر بالأمر ذاته، قد ترى أنها جملة تقليدية ولكن صدقني ليست كذلك.
أكثر ما يميز هذا الوقت العصيب اقتصادياً هو شعور المؤازرة، شعور أن الخطأ ليس خطأك، أنت لم تقصر في حق ذاتك وأسرتك لذا تعاني مادياً بل أنت جزء من كل يعاني.
الأمر الأهم أنه لا داعي للخجل، في السابق كان الشخص المتعثر مادياً يداري الأمر خجلاً ولكن الآن، الكل يعاني، ويتبادل الأفكار سوياً ليخفف من المعاناة؛ لذا لن تشعر بالخجل من أمر طبيعي يشترك معك به أغلب أفراد طبقتك الاجتماعية.
هل ذهبت فرحة عيد الفطر 2023؟
للأعياد فرحة لا يمكن التغافل عنها، ولعيد الفطر فرحة خاصة فهو بعد شهر كامل من الصيام، حيث تشتري الأسر الكعك والحلوى، والملابس الجديدة، كذلك يتم شراء الأسماك لتناولها في أول أيام العيد بعد الإفطار.
ليس هذا فقط بل اعتادت العائلات الخروج في أيام العيد إما للحدائق والسينمات والمتنزهات، أو السفر للشواطئ، أو حتى للزيارات العائلية والعزومات، ولكن كل مظهر من هذه المظاهر الاحتفالية يحتاج إلى مصاريف إضافية، فما الحل؟
اليوم سنستعرض معاً بعض الأفكار التي يمكن الاستفادة منها أو من بعضها لتقليل الضغوط المادية لـ "عيد الفطر 2023″، وهي الأفكار التي اتبعت بعضها بالفعل بشكل شخصي وكانت نتائجها جيدة وأكثر توفيراً، كي نستطيع اقتناص فرحة العيد بأقل تكاليف ممكنة.
ملابس عيد الفطر فرحة للكبير والصغير.. ارتدِ جديداً دون شراء ملابس
من منا لا يريد ارتداء الجديد في العيد؟ كلنا نريد ذلك لذا هناك بعض الأفكار كي لا نُحرم من ارتداء الجديد بأقل التكاليف.
ليست أحجية، ولكن هل يمكنك الذهاب إلى خزانة ملابسك الآن، قم بفتحها، وابدأ في التقليب في الملابس، أراهنك أنه يمكنك أن تخرج قطعتين أو ثلاثاً من الملابس لم تستخدمها من قبل، أواستخدمتها مرات قليلة.
إذا كنت من الطبقة المتوسطة، والتي تغير اسمها حديثاً لتصبح "المتشبثة"؛ لذا من المعتاد قديماً عند شراء ملابسك أن تتجاهل ارتداء بعض القطع التي تشعر أنها أقل تميزاً، لتبقى في الدولاب طويلاً بلا استخدام، لذا حان وقت استخدامها.
عيد الفطر 2023.. ملابس بالكيلو وبراندات باقل الأسعار
دعنا نفترض أنك شخص تضبط ميزانيتك طوال حياتك ولم تشترِ من قبل قطعاً لا حاجة لك بها، وعندما فتحت خزانة الملابس لم تجد ملابس جديدة مهملة، ما زالت إذاً المشكلة قائمة، نريد ملابس جديدة بأقل تكلفة.
الحقيقة أن الشراء من البراندات مرتفعة السعر لم يعد خياراً مناسباً، كذلك البراندات المتوسطة قد تكون أسعارها الآن تتخطى ميزانيتك، لذا يجب أن تفكر خارج الصندوق، مع انتشار محلات الملابس المباعة بالكيلو، فهذا حل مناسب، ولكن يجب أن تلاحظ عدة ملاحظات:
1- اختر مكان المحل وفق ميزانيتك الحالية، فسعر "الكيلو" يتوقف على حسب المنطقة المتواجد بها محل البيع في المناطق الراقية ستكون أغلى سعراً، ولكن ستتميز ببراندات عالمية وأذواق أكثر أناقة.
2 – تأكد من أن المحل لبيع الملابس الجديدة، فالملابس المستعملة لها أيضاً محلات بيع بالكيلو، ولكن يكون موضحاً أنها مستعملة، لذا أنت تبحث عن محلات الملابس الجديدة.
3 – الملابس في هذا النوع من المحلات نوعان؛ إما براندات عالمية انتهت موضتها لذا يتم بيعها بـ "الكيلو"، أو ملابس براندات عالمية تحوي عيوباً بسيطة لا تلاحظ لن يرضى بها مشترو هذه الماركات الشهيرة، وهي عيوب لن تقلل من جمال القطع المستخدمة.
فزِرّ "ساقط" لن يقلل من قيمة قطعة قيمة حيث يمكن استبداله بدبوس مزخرف أنيق، أو حتى استبدال طقم الأزرار كاملاً، كذلك ستجد "جواكت" أنيقة، ولكن ضاع "الكاب" الخاص بها، أو فستاناً فقد حزامه، أو قطعة ملابس بلا عيوب، ولكن لونها صاخب أو غير تقليدي، لذا أمامك خيارات كثيرة لتنتقي ما تريد.
5 – اختر القطع الأقل وزناً، الخيارات أمامك كثيرة؛ لذا ابتعد عن توفيق قطع ثقيلة الوزن كي تدفع أقل، هناك قطع خفيفة شديدة الرقة ستعطيك مظهراً رائعاً وستجدها بسعر زهيد حقاً.
اشترِ قطعة واحدة جديدة
أما الحل الأخير إن لم يناسبك أي من الحلول السابقة فهو أن تشتري من الأماكن المعتادة لك، ولكن قطعة واحدة فقط تغير من شكل أطقم قديمة لديك.
هناك دائماً في كل طقم يُرتدى قطعة أكثر بروزاً تخطف العين، "جاكت، شال، طرحة.. إلخ"، اختر قطعاً قديمة محايدة من دولابك وابتعد عن المميز، اختر قطعاً ذات ألوان تقليدية كالأسود الأبيض والبيج أو الجينز والتصميمات البسيطة التي لا تلفت العين ولن ينتبه أحد إلى أنها قديمة من الأساس.
اشترِ قطعة مميزة واحدة فقط جديدة لتخطف هي العين، وتكون هي محور مظهرك، صدقني لن يشعر أحد بأن جزءاً من ملابسك قديم، خاصة مع إضافة بعد الإكسسوار المختلف كحزام جديد، أو حلق لم يستخدم منذ فترة، وهكذا ستشعر أنت شخصياً أنك لم تفوّت بهجة الملابس الجديدة.
كعك العيد لا غنى عنه.. غيّر بائعك المعتاد
حلول كعك عيد الفطر قد تكون أكثر صعوبة ولكنها ليست مستحيلة، خاصة مع الأسعار المرتفعة التي تناثرت حولنا أكبر نصيحة للتغلب على أي ضائقة مادية تمر بها هي.
لا تكن عبداً للروتين القديم
روتينك القديم في الشراء لم يعد يصلح، لذا آن أوان تغييره، والتغيير لا يعني دائماً التقليل من الجودة بل يمكنك فقط اختيار محلات لصناعة الحلوى أقل شهرة؛ حيث الأسعار ستكون بكل تأكيد أفضل من المعتاد.
قلل الكميات المعتادة
الواقع أن الحلوى لا يحبذ الإكثار منها؛ حيث يمكنك التقليل من كمية كعك العيد، تكفي الأسرة علبة صغيرة أو متوسطة منوعة تستمر ليومين أو ثلاثة، إن كانت أزمتك المادية أكبر فيكفي علبة صغيرة تكفي يوم العيد، ويمكنك شراء نوع واحد فقط إضافي كالبسكويت بكمية أكبر لتستمر باقي أيام العيد مع الأسرة.
الكعك المصنوع منزلياً أفضل وأرخص
يظل هذا الخيار قائماً حيث يحوي 3 فوائد؛ بهجة صناعة الكعك مع الأسرة، وتقليل التكلفة والتي ستصل على الأقل لنص تكلفة الشراء، والتأكد من شرائك خامات جيدة وأفضل.
لا تقم بالمبالغة في كمية الكعك المصنوع كي لا يمثل ذلك عبئاً مادياً أكبر ومجهوداً زائداً.
"ديش بارتي" خيار الأغلبية الاقتصادي
لم تعد العزومات مناسبة حقاً هذه الأيام، ففكرة أن تتكفل أسرة واحدة بإطعام عدة أسرة منهكة مادياً، بل ربما أن تصنع كل أسرة صغيرة مأدبتها المتنوعة الخاصة للعيد أمر أيضاً مؤثر اقتصادياً، لذا أصبح الخيار البديل هو إقامة "ديش بارتي".
فكرة "الديش بارتي" هي إحضار كل شخص/أسرة وجبة واحدة فقط أو طبقاً من نوع واحد فقط من المأكولات، وهكذا ستكون التكلفة محدودة، ولكن عندما تجتمع الأسر سوياً ستجد تنوعاً مذهلاً فوق الطاولة من مأكولات مختلفة ومنوعة وشهية يتذوقها الجميع.
هكذا لن تحرم عائلتك من التلاقي والاجتماع، وكذلك ستجد أنكم سوياً صنعتم مأدبة متنوعة وغنية بما لذ وطاب دون تكلفة زائدة على أي من الأسر المشاركة.
استبدل الخروجات الباهظة
قد تكون مدن الملاهي والسينمات والنوادي والشواطئ وغيرها من أماكن الخروج باهظة الثمن، لذا يمكن دائماً تنظيم جلسة منزلية شيقة، اشترِ إحدى ألعاب الكروت الجماعية المرحة، وبعض المحمصات التي يمكن صناعتها منزلياً كالفشار أو الترمس، مع فيلم أو مسرحية يحبها الجميع.
لا تدع عدم القدرة على الذهاب إلى أماكن مرتفعة الثمن سبباً في إفساد فرحة العيد، فتجمع الأسرة أو الأصدقاء سوياً هو المهم وهو ما يصنع البهجة وليس المكان.
اصنع تغييراً ما في المنزل مبهجاً
أنت وعائلتك تحتاجون إلى الشعور بالبهجة، وإلى صنع تغيير ما يعوض ما نقص من أشياء اعتيادية، لذا اصنع تغييراً ما في المنزل، إن لم تكن تضع زينة في العيد فضعها، أو حتى ليجتمع الأطفال أو الأصدقاء معاً لصنع بعضها من الأوراق الملونة، لا تنسَ شراء بضع البالونات وتوزيعها على المنزل، كذلك فإن توزيع شموع جميلة وإضاءاتها أثناء التجمع مساءً سوياً قد تكون فكرة جيدة لإضفاء بعض البهجة والتغيير.
هناك عشرات الأفكار التي يمكنك أن تصنع بها تغييراً ما في روتين العيد لديك لتشعر بأن هناك جديداً يحدث هذا العام ويعوض ما نقص.
لن ننسى العيدية
إن كنت تحمل همّ العيدية للصغار في العائلة، فيمكن دائماً استبدالها بأكياس من الحلوى، اشترِ بعض الأكياس من التُل أو الورق الملون رخيصة الثمن، ومن بائع الجملة يمكنك شراء ثلاث أو أربع علب صغيرة من الحلوى المتنوعة مع كيس من البالونات، لتوزع الحلوى والبالون على الأكياس وتوزعها على الصغار كبديل أرخص وأكثر بهجة للعيدية النقدية التي تثقل كاهل الأسر.
أخيراً نحن ما زلنا نتنفس؛ لذا من حقنا أن نشعر بالبهجة، أن نفرح أن نقتنص لحظات السعادة في أيام مباركة وجميلة كعيد الفطر رغم كل الأزمات حولنا، ورغم الوضع الاقتصادي المؤلم، لا يجب أن نستسلم لظاهرة اكتئاب الأعياد، وندع ما نقص من إعدادات العيد يؤثر على سعادتنا به، بل نعوضه بغيره نستطيع شراءه، ونصر أن نسعد حقاً.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.