أول اغتيال من نوعه منذ 20 عاماً.. ماذا وراء تصفية إسرائيل فارس “عرين الأسود”؟

تم النشر: 2022/10/24 الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/24 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش
الشهيد الفلسطيني تامر الكيلاني

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس الأحد، أن الجيش الإسرائيلي بكافة أذرعه أعلن الحرب على مجموعة "عرين الأسود" الناشطة في مدينة نابلس ومناطق الضفة الغربية، بعد تنفيذها سلسلة من العمليات ضد القوات الإسرائيلية.

أوضح موقع "واللا" العبري أن الجيش الإسرائيلي وعقب استشهاد الشاب تامر الكيلاني، 33 عاماً، الناشط في مجموعة "عرين الأسود" أعلن الحرب على المجموعة، وتجري الآن عمليات اغتيال لرؤوس المجموعة المقاومة واحداً تلو الآخر، وفق قوله.

في ذات السياق، بيّنت "القناة 13" الإسرائيلية، أن الشهيد الكيلاني استشهد الليلة جراء انفجار دراجة نارية مفخخة، تم ركنها من قِبل أحد العملاء وتفجيرها عن بعد خلال مرور الكيلاني بجوارها.

الخطير في هذا الاغتيال، أن عملية اغتيال كهذه لم تحدث منذ الانتفاضة الثانية قبل أكثر من 20 سنة في الضفة الغربية، ما يعني أن الأوضاع الداخلية تتفاقم في المناطق التابعة للسلطة الفلسطينية، وعلى وشك الانفجار.

كان الكيلاني مسؤولاً عن تنفيذ سلسلة من عمليات إطلاق النار ضد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، بالإضافة إلى أنه المسؤول عن إرسال شاب فلسطيني لتنفيذ عملية في تل أبيب قبل اعتقاله عند ساحة "الساعة" في يافا، هذا حسب الإعلام الإسرائيلي.

هذا الاغتيال يعني أيضاً تغير السياسة الأمنية للكيان الصهيوني، فبعدما كان يطارد المقاومين في القرى والمدن ويضرب عليها حصاراً، صار ينفذ عمليات استباقية، والبداية كانت ضد قادة وفرسان "عرين الأسود"، وهو حدث مع الشهيد الشاب تامر الكيلاني.

لذلك قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه إذا كانت إسرائيل بالفعل تقف وراء اغتيال الكيلاني، فهي توضح الطريقة المختلفة والمعقدة التي اختارت إسرائيل من خلالها التعامل مع عناصر المقاومة في الضفة، في ظل تخوفات أمنية إسرائيلية من تقليد شبان آخرين لعمليات مشابهة لعمليات "عرين الأسود" في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.

هذا التغير في التعامل الأمني، يأتي بعدما طالب كل من رئيس الحكومة يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس باستخدام أساليب جديدة في مواجهة الفلسطينيين قبل الانتخابات الإسرائيلية، وتنفيذ عمليات تكتيكية ضد المقاومة، لقمع حالة المقاومة الشعبية، والهدف هو منع نشوب أي انتفاضة شعبية في الضفة الغربية.

ولعملية الاغتيال هذه هدف آخر، تقويض مجموعة "عرين الأسود" بالإضافة إلى منع هجمات مستقبلية كان من الممكن أن يُخطط لها الشهيد الكيلاني.

ولأن الكيلاني لا يمثل نفسه أو "عرين الأسود" فقط، بل يمثل جيل كامل من المقاومين للاحتلال، كان من البديهي أن تصدر فصائل فلسطينية دعوة، إلى تصعيد المقاومة بكافة أنواعها في الضفة، رداً على تصاعد عمليات قتل إسرائيل لرجال المقاومة في الضفة الغربية، أحدثهم الكيلاني، فارس "عرين الأسود".

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

غنيم فراج الحسيني
كاتب وصحفي كويتي
تحميل المزيد