أفكار خفيفة وحيل سريعة.. كيف يمكنك استغلال رمضان في خسارة وزنك الزائد؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/13 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/13 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش

في كل عام قبل رمضان بأيام يكثر الحديث عن أنواع الأطعمة التي تود كل سيدة منزل تجربتها في رمضان، وتتبادل الصديقات مختلف الوصفات وكُتيبات الطبخ، فالصائم من وجهة نظر الأغلبية يحتاج لتعويض ما فقده من خلال تنوع الأطعمة، أما الحلويات والعصائر الرمضانية فلا غنى عنها أبداً كل يوم وليلة، ثم يستغرب الناس في نهاية رمضان كيف اكتسبوا كل هذا الوزن فقط في شهر.

أما مقال اليوم فقد أتى لينفي شائعات رمضان، التي تروج وتطبع فكرة أن الوزن الزائد في رمضان أمر اعتيادي، ويقدم للقارئ بعض الأفكار الخفيفة التي ربما ستساعد في خسارة بعض الوزن في رمضان.

أولاً: النية

 أن ندخل على شهر رمضان بنية مختلفة عن كل عام، ونذكر أنفسنا بأن شهر رمضان شهر روحاني للتقرب من الله والتفرغ للعبادة والطاعات، وليس شهر تخمة وكسل، كما أن هذا الجسد الذي يحملنا للصيام والطاعة نحن مسؤولون عنه، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (لا تزولُ قدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن عمُرِه فيمَ أفناه، وعن علمِه فيمَ فعَل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيمَ أنفقَه، وعن جسمِه فيمَ أبلاه))

 يظن البعض أن الأمر بديهي، وأننا جميعاً ننتبه حقاً بشكل فطري لأجسامنا ونخشى المرض، ربما هذه رغبتنا جميعاً (الصحة والعافية)، لكن قليل منا من يراعي أدوات الوصول للصحة والعافية والعناية بها، مثلاً التدخين، السهر، تناول الطعام بشكل مبالغ، الكسل، إهمال التحاليل السنوية، وغيرها من العادات الضارة.
ضع أيضاً نية أني سأهتم بجسمي هذا العام، وسأذهب للتحليل والاطمئنان على جسمي، فمعظم الناس تمر عليهم سنين طويلة بدون تحاليل.

ثانياً: الهدف الصحي الرمضاني

ما المانع أن يكون لكل شخص يود الاهتمام بصحته هدف رمضاني صحي ضمن قائمة الأهداف الأخرى، هدف يعينني على الطاعة، ويجعلني أَخفّ، لكن اجعله هدفاً سهلاً أو متوسط الصعوبة حتى تستطيع الالتزام به، مثلاً: مشي لمدة ٢٠ دقيقة يومياً، تناول السلطة كل يوم مع وجبة الإفطار والسحور، الطبخ بنسبة دهون ودسم قليلة، استبدال القلي بالشوي أو استخدام وعاء القلي الصحي، وللمدخنين تخفيف التدخين، وهكذا، وتذكروا: هدف صغير نحققه أفضل من هدف كبير وصعب لا يمكن تحقيقه، اكتب هدفك الصحي وراقب التزامك به ٣٠ يوماً، تكرار عادة لمدة شهر تجعلنا نساعد أنفسنا على الالتزام بها بعد رمضان.

ثالثاً: رمضان لأجل العادات الجديدة وليس الوزن الجديد

رمضان فرصة ذهبية لخسارة الوزن، يا سلام! نعم هو فرصة لكنها ليست ذهبية وخارقة وستخولني خسارة ٢٠ كم تراكم معظمها خلال سنين طويلة، والآن أود خسارتها في شهر واحد… لا بالطبع لا، من الطبيعي أن نخسر بعض الكيلوغرامات في رمضان عند اتباع حمية، وعادة ما تكون بين ٤ إلى ٦ كغ لمن يلتزم بنظام غذائي صحي، مع وجود حركة كافية ورياضة، لكن رمضان فرصة حقيقية لأجل نوايا جديدة وتدريب جديد على العادات.

رابعاً: ساعات ضبط النفس أقصر من ساعات الصيام

اضبط نفسك في ساعات الإفطار عن التخمة، وتذكر أنك استطعت ضبط نفسك عن كل شيء في ساعات الصيام الطويلة، أرجو منك التوقف هنا لثوانٍ والتفكير بهذه النقطة مجدداً"، لأي إنسان صائم القدرة على ضبط نفسه عن كل أنواع المشهيات من الأطعمة والمشروبات في نهار رمضان الطويل والمتعب والصعب والحار ربما، ومهما كانت طبيعة عمله صعبة أو شاقة، لذا من المنطقي أن يكون هذا الإنسان مساء ضابطاً لنفسه، ويمنعها من المبالغة في تناول الأطعمة والحلويات والعصائر، قال الله تعالى: (وكُلوا واشربُوا ولا تُسرفوا إنَّه لا يُحبُّ المُسرفينَ) (الأعراف:٣١)

خامساً: وجبة الإفطار هي بداية يومك

 اعتبِر وجبة الإفطار هي فعلاً (إفطار)، أي اجعلها خفيفة قدر استطاعتك، وكأن بداية يومك من ناحية الطعام هو وقت المغرب في رمضان، ولا أعني أن تكون الوجبة فقط تمرة واحدة وكوب لبن، ولكن ألا تكون مكونة من السمبوسة وطبق شوربة وسلطة وطبقين من الأرز والدجاج، ونوعين من المقبلات، ثم نختمها بقطعتين حلويات، وحبة فاكهة. خفِّف من كل الأنواع، وحاول إنهاء وجبتك وأنت تشعر بالشبع وليس التخمة، قال النبي الكريم: (ثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه)

سادساً: السحور ضروري

 لمن يرغب في خسارة الوزن في رمضان عليه أن يتناول وجبة السحور؛ لأنه يساعد في ضبط الشهية وتأخير إفراز هرمون الجوع، الذي يسبب شراهة الطعام عند تناول وجبة الإفطار؛ لذا احرصوا على أخذ وجبة سحور تحتوي على بروتين وخضراوات ونشويات معقدة تهضم ببطء، مثل: سندويتش فول بالخبز الأسمر، مع طبق خضار أو بيض مقلي بزيت قليل مع الجبن والخضار مع التوست الأسمر، شوفان مطبوخ مع الحليب والفاكهة.

سابعاً: الماء عوضاً عن العصائر

 الجسم الجاف في نهاية يوم الصيام يحتاج لماء وليس لعصير، ومخطئ من يظن أن العصير حاجة للجسم، العصائر احتياج وهمي، ولو شربت منها فلا تجعلها يومية، واختر في يومك هذا إما كوب عصير أو قطعة حلوى، لا تجمع سكريات من كل المصادر، ولا تحضر معك كل يوم عصيراً من السوبرماركت، ولا تطلب تحضير عصير طبيعي يومياً، وتذكر أن العصير الطبيعي سكره وسعراته الحرارية عالية، وشربه يومياً في رمضان يعني وزناً أعلى في نهاية الشهر، تذكر أن شعورك بالعطش يعني أن جسمك يطلب شرب ماء منعش يرطب الجسم، ولا تنسَ توزيعه على مدار اليوم وليس فقط عند السحور.

ثامناً: الحلويات فخ رمضاني كبير

 بالمناسبة، أنا شخص أحب طقوس رمضان جداً، وأحب تفعيلها في بعض الأيام عند اجتماع الأهل والأصحاب، لكنها في أيام قليلة ومحددة، وحتى ضمن هذه الأيام، وكمختصة في مجال التغذية لا أشعر أن تخصصي وقناعاتي في مجال الصحة تمنعني من الاستمتاع بأجواء رمضان الاحتفالية واجتماعات الأهل، لكن بلا إفراط أو تفريط، الحلويات سعراتها الحرارية عالية جداً، فمعظمها مقلي ومشبع بالسكر والدهون، ومن الممكن جداً أن تعادل اثنتان من القطايف سعرات في وجبة كاملة، فتناولوا منها بقدر، ولا تجعلوها عادة يومية بعد وجبة الإفطار.

تاسعاً: الحركة، هل تذكرون الطريقة القديمة للسهر طوال الليل والنوم طوال النهار في رمضان؟ والشعور بالكسل والخمول عند الاستيقاظ وانتظار الإفطار بدون طاقة أو همة، وللأمانة لاحظت أن الناس باتوا أكثر نشاطاً من السابق وأكثر وعياً بفكرة أن رمضان لا يعني النوم والاستلقاء طوال النهار، ولكن قلة ممن يضيف إلى يومه رياضة ولو خفيفة.
جرّب أن تمشي ٢٠ دقيقة وترى أثر هذا النشاط على طاقتك وصحتك ووزنك.

عاشراً: استمر بعد العيد! العادات تحتاج لوقت طويل لتترسخ، وخاصة إذا كانت عادات قديمة ومتأصلة، اصبر عليها حتى تكتسبها ولا تتوقف بعد العيد، رمضان شهر للتدريب، وليس فقط شهراً واحداً في السنة كلها لممارسة عادات صحية، هو بداية العادات، وما بعده إكمال لما بدأت بتغييره في رمضان. 

حادي عشر: راقب تطورك

 الصحي والنفسي والجسدي، قارن واكتب فوائد التغيير التي لمستها، جرب أن تكون منصفاً مع ذاتك وشجعها على الإكمال، تجربة رمضان لا تعني إيقافها صباح العيد، بل تعني أن أكمل ما بدأت به لأحقق نتائج حقيقية مستمرة. 

ثاني عشر: كن مبادراً وقدوة ولا تنتظر التغيير من الجميع

أُدرك تماماً أن كثيراً ممن يرغبون في التغيير في رمضان لا يجدون بيئة داعمة، وإن وُجدت فهذا أمر عظيم، اعتمد في كسب العادات الصحية الجديدة على ذاتك وابدأ بنفسك، وتذكر أن بعض الأفكار الصحية في عالم التغذية تحتاج لوقت طويل ليقتنع بها مَن حولك، جرّب أن تستمر بنفسك لترى الأثر الإيجابي، وليلاحظ مَن حولك ذلك التغيير بالقدوة أفضل من ألف كلمة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

رولا علوش
اختصاصية تغذية
رولا علوش، مهندسة غذائية وحالياً طالبة ماجستير في تخصص التغذية والحميات في إسطنبول. مهتمة بمجال الوعي الصحي الإنساني وارتباطه بجودة الحياة، ولي برامج ومشاركات إعلامية في المجال الصحي الغذائي.
تحميل المزيد