«مختل أم عبقري؟»: ما هي خطة 2-7-2 التي قتلت تياغو موتا؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/30 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/30 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش
تياغو موتا.. مختل أم عبقري؟

في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019، دخل لاعب برشلونة وباريس سان جيرمان السابق تياغو موتا، عالَم التدريب من أوسع أبوابه، بعد أن منحته إدارة نادي جنوى فرصة قيادة الفريق المحبَط بعد سلسلة طويلة من الهزائم. تلك التجربة كانت بالغة الأهمية والصعوبة على حد سواء بالنسبة للإيطالي ذي الأصول البرازيلية، خصوصاً أنه الفريق الأول الذي سيقوده في دوري الأضواء.

إدارة جنوى وبعد مرور 8 جولات فقط من عمر موسم الكالتشيو الحالي، قررت الانفصال عن أوريليو أندرياتزولي، بعد أن حقق 5 نقاط فقط منذ بداية الدوري، قبل أن يتولى لاعب إنتر ميلان وباريس سان جيرمان السابق قيادة الفريق. الطريق الذي وافق موتا على السير فيه كان مفروشاً بالألغام، وعلى الرغم من ذلك، وافق على تدريب الفريق، مستعيناً قرر بالأفكار الفنية والتكتيكية التي عمِل على تطويرها عندما كان يدرب شبان الباريسيين.

خطة 2-7-2 وثورة حراسة المرمى

"فكرتي هي من أجل تعزيز الجانب الهجومي، في حال نجح الفريق في الضغط على المنافس والسيطرة على الكرة، فإنه سيكون قادراً على صنع مزيد من الفرص، أريد من اللاعب الذي يمتلك الكرة أن يجد دائماً 3 أو 4 حلول قبل التمرير"

وبالدخول في تفاصيل خطة تياغو، فإنها تقتضي تطوير مركز حراسة المرمى، ومنح ذلك المركز أدواراً أخرى على أرض الملعب. فسيكون الحارس مُطالَباً بأن يتقدم ويساند لاعبي خط الدفاع؛ من أجل افتكاك الكرة، والضغط على المنافس بأكبر عدد ممكن من اللاعبين. فالمدرب الذي سبق أن قاد فريق شباب باريس سان جيرمان، يسعى لتقدُّم 4 لاعبين نحو منطقة الجزاء دفعة واحدة مع وجود لاعبين ينطلقان من الأجنحة، على أن يتولى حارس المرمى مهمة تأمين خط الوسط رفقة بقية اللاعبين، للتحرك معاً والمساهمة في تمرير الكرة عند الحاجة.

هذه الخطة لم تكن الخيار الأول لموتا مع جنوى، بسبب عدم توافر نوعية اللاعبين المطلوبين وجودتهم، لذلك لم ينجح تياغو في تطبيق خطته مع جنوى.

لماذا قررت إدارة جنوى الانفصال عن تياغو بعد 10 مباريات فقط؟

قبل تسلُّم تياغو موتا تدريب جنوى، كان الفريق بالمركز التاسع عشر في ترتيب الدوري الإيطالي، لذا لم يكن أمامه الوقت الكافي لطرح أفكار جديدة من أجل جذب انتباه الإدارة والجماهير. ففي الحقيقة، كل ما كان مُطالَباً به هو إبعاد الفريق عن مراكز الهبوط، بعد أن خيَّم الخوف والروح الانهزامية على اللاعبين الذين فقدوا الشغف والجماهير التي خابت ظنها.

لكنه لم يقم بأي إضافة ملموسة على صعيد النتائج؛ بل ساءت النتائج وتدهورت أكثر، حتى سيطر شبح هبوط الفريق على المدينة. ففي المباريات العشر التي قادها، لم يفز سوى مرتين، وتلقى 5 هزائم، وتعادل 3 مرات. ليتذيل ترتيب الدوري الإيطالي، قبل أن تسوء العلاقة بينه وبين الإدارة، لتتم إقالته في 28 ديسمير/كانون الأول، ويتم تعيين دافيدي نيكولا (لاعب جنوى السابق) بدلاً عنه.

ربما تسرَّع تياغو موتا بتدريب جنوى، إذ كان توقيت خوض هذه المغامرة غير مناسب، خصوصاً أن الفريق يبحث عن مَخرج لتفادي الهبوط، ولا يسعى نحو ثورة كروية. فقد اعتبرت الصحافة الإيطالية أن مهمته كانت شبه مستحيلة، مقارنة بجودة اللاعبين المتوافرة والأفكار التي يودُّ تطبيقها. لكن ما يمكن أخذه بعين الاعتبار هو أنه استفاد من هذه التجربة، وسيساعده ذلك في تحسين أدائه كمدرب، مع الفرق التي سيدربها في المستقبل.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مصطفى فرحات
مدون رياضي
مدون رياضي
تحميل المزيد