التجميد أو الشطب.. عقوبات تنتظر أحمد موسى بعد إحالته لمجلس التأديب

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/19 الساعة 12:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/19 الساعة 12:13 بتوقيت غرينتش

قال محمد شبانة، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن إحالة الإعلامي أحمد موسى إلى لجنة التأديب داخل المجلس جاء كإجراء طبيعي وفق للائحة النقابة، التي تنص على إحالة عضو النقابة المحال للجنة تحقيق إلى مجلس التأديب في حالة عدم حضوره جلسة التحقيق مرتين.

وأكد شبانة في تصريح خاص لـ"عربي بوست"، أن لجنة التحقيق وجّهت الدعوة مرتين إلى أحمد موسى للتحقيق معه بخصوص الشكوى المقدمة إلى النقابة عقب أزمة نشر صور المخرج الشهير خالد يوسف، فكان الإجراء الطبيعي بعد ذلك هو الإحالة إلى التأديب.

وأشار عضو مجلس النقابة إلى أن مجلس التأديب لديه مواعيد محددة للتحقيق مع المحالين إليهم، ومن المنتظر أن يكون التحقيق مع موسى خلال أسبوعين على الأكثر، موضحاً أن كافة الخيارات مطروحة أمام المجلس، الذي لديه كافة الخيارات وقراراته نافذة، وفي حالة الإدانة تبدأ العقوبات من توقيف العضوية أو تجميدها لفترة، وقد تصل إلى شطبه من عضوية النقابة من الأساس.

وهاجم موسى النقابة بعد قرارها إحالته للجنة التأديبية، قائلًا إن "نقابة الصحفيين لا تعمل للمهنة بل لتصفية الحسابات، مثلها مثل جماعة الإخوان".

وقال موسى في برنامجه "على مسؤوليتي"، مساء الاثنين، إن "النقابة لم تتحرك ضد الإرهابيين بل صمتت، الناس الموجودة في النقابة زائلون ولن يستمروا كثيراً".

بداية الأزمة

وكانت نقابة الصحفيين المصريين قد قررت إحالة موسى لهيئة التأديب، وذلك بعد إجرائها التحقيقات في القضية رقم 177 لسنة 2015، التي أكدت أن موسى نشر صوراً فاضحة للمخرج خالد يوسف أثناء تقديمه لبرنامج "على مسؤوليتي" بقناة "صدى البلد" يوم 11 ديسمبر/كانون الأول 2015 متبعاً نشر هذه الصور بالقول إنه ليس متأكداً من صحتها، وقائلاً إن لديه فيديوهات أخرى.

وبعد يومين من بث الصور تقدم موسى باعتذار رسمي، وقال إن خالد يوسف لم يتقدم بأي بلاغ ضده، وإنه مدين له بالاعتذار، مؤكداً أنه لم يكن يقصد الإساءة لصورة المخرج خالد يوسف في الإعلام، ورغم ذلك أكملت النقابة تحقيقاتها بناءً على الشكاوى المقدمة إليها.

تاريخ سيئ

ويبدو أن الحلول الودية التي كان يلجأ إليها موسى لحل أزماته في المخالفات المهنية التي تكررت كثيراً لن تنفع هذه المرة، وسوف يواجه عقوبة تجاة واقعة يوسف، ولكن هناك العديد من السقطات المهنية التي وقع فيها خلال الفترة السابقة.

ومن أبرز تلك المخالفات السقطة الإعلامية الكبيرة بعرض موسى في حلقة الأحد 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيديوهات للعبة حرب باعتبارها الضربات الجوية الروسية ضد داعش في سوريا.

من أغرب وقائع موسى والتي كانت سبباً في التحريض على قتل العشرات من معتصمي جماعة الإخوان المسلمين في ميدان رابعة في أواخر 2013، حديثه الذي قال فيه "الإخوان قتلوا حوالي 80 واحد في الميدان. في منطقة هناك بتاعت الصرف الصحي.. 80 جثة على الأقل قتلت في رابعة.. وكمان بدأوا ياخدوا جثث أخرى يدفنوها في تقاطع مصطفى النحاس مع شارع الطيران في هناك كرة أرضية أسفل هذه المنطقة".

وهي التصريحات التي تأكد كذبها بعد تقرير الطب الشرعي عن الجثث التي وجدت في ميدان رابعة، وأن كل الجثامين التي وصلت إلى مشرحة زينهم جاءت حديثاً في يوم واحد، في إشارة إلى يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، ولم تكن هناك جثث قديمة، كما قامت قناة "الجزيرة" الفضائية بعمل فيلم وثائقي باسم "تحت المنصة" لتفنيد تلك المزاعم.

ظاهرة أحمد موسى

واستعانت الأجهزة الأمنية برجالها من الصحفيين، ومنهم موسى الذي كان ضابط أمن دولة سابق، تم تعيينه كصحفي في صحيفة "الأهرام"، وعمل مندوباً للصحيفة بوزارة الداخلية، ثم تقلد منصب رئيس قسم الحوادث في الصحيفة، وتخطى العديد من الكفاءات والصحفيين الكبار في الجريدة في عهد إبراهيم نافع، وصعد بشكل سريع إلى منصب نائب رئيس تحرير الأهرام.

وشهرة ارتباط موسى بجهاز أمن الدولة ترجع إلى ما قبل ثورة 25 يناير، وهناك العديد من الوقائع التي كشفت عن دوره في نشر الرواية الأمنية في العديد من الأزمات، وكان من أبرزها ما حدث في 2005، والخبر الذي نشره عن واقعة الاعتداءات على صحفيات من أعضاء النقابة يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية "25 مايو 2005″، والتحرش بالصحفية نوال علي وتمزيق ملابسها أمام النقابة، حيث نشر خبراً في صفحة الحوادث بـ"الأهرام" مفاده أن الصحفية نوال هي التي مزقت ملابسها بإرادتها.

وعندما تمت إحالة قيادات الإخوان إلي المحاكمات العسكرية، كتب في "الأهرام" أن الرئيس مبارك – الحاكم العسكري – أحال الإخوان المسلمين لمحاكم عسكرية لأنهم – أي الإخوان – لا يعترفون بالقضاء المدني ولا يقبلون أحكامه.

ووصل الأمر بضحايا موسى إلى التقدم ببلاغات إلى القضاء، وبالفعل صدر بحقه حكم بالحبس عاماً في قضية سبّ وقذف الدكتور الغزالي حرب وعدد من رموز ثورة 25 يناير، وذلك قبل أن يحصل على حكم بالبراءة في الاستئناف، ولكن كراهية موسى وصلت إلى التعدي البدني عليه في عدة سفريات بالخارج كان فيها ضمن الوفود المرافقة للرئيس عبدالفتاح السيسي.

حيث تعرض موسى للضرب أثناء زيارته العاصمة البريطانية لندن لتغطية رحلة الرئيس السيسي، وذلك فيما عزف عدد من الإعلاميين عن السفر في تلك الرحلة بعد اعتداءات سابقة تعرضوا لها من معارضين يتهمونهم بالتحريض على القتل ودعم النظام الحاكم وما حدث من إطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي.

تحميل المزيد