يُعتبر البنجر من الخضراوات الجذرية المنتفخة الحلوة التي يختلف كثير من الناس حول ما إذا كانت شهية ولذيذة، أو يكرهونها بشكل تام.
ومع ذلك، راجت مؤخراً صيحات تناول البنجر ضمن عصائر السموثي الخاصة بتنظيف الجسم والمعدة Detox Drinks، أو حتى تناوله في عصير خاص به مع تحليته ببعض العسل أو دبس التمر؛ لفوائده الصحية المتعددة.
النبات ليس جديداً على الساحة، لكنه ارتفع إلى مرتبة الأطعمة الخارقة على مدار العقد الماضي أو نحو ذلك بعد أن تمت دراسة ما يمكن أن يعزز صحة الجسم عند المواظبة على تناوله وتحضيره بالصورة الملائمة.
إذ تُظهر الأبحاث أنّ شرب عصير البنجر، المعروف أيضاً باسم عصير الشمندر، قد يفيد صحتك بشكل كبير وله العديد من الفوائد. في هذا التقرير نستعرض أبرز فوائد عصير الشمندر وكيف يمكن تحضيره.
1- يساعد في خفض ضغط الدم وتقوية عضلات القلب
لفت موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية إلى أن عصير الشمندر يمكنه أن يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، مما يساهم في حماية صحة القلب والأوعية الدموية.
ووجد الباحثون، في دراسة تم نشرها بمجلة AHA Journals للأبحاث العلمية، عام 2014، أن الأشخاص الذين شربوا 250 ملليلتراً من عصير الشمندر يومياً انخفض لديهم ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.
ويُعتقد أن النترات، وهي مركبات في عصير البنجر، تتحول إلى أكسيد النيتريك في الدم، ما يساعد على توسيع واسترخاء الأوعية الدموية، وبالتالي ينخفض ضغط الدم.
كما تشير نتائج دراسة منشورة عام 2015 إلى فوائد إضافية للنترات في عصير البنجر. إذ أظهرت دراسة أخرى بمجلة AHA للأبحاث، أن الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب شهدوا زيادة بنسبة 13% في قوة العضلات بعد ساعتين من شرب عصير البنجر.
2- يحافظ على الوزن ويحسّن القدرة على تحمُّل الجهد البدني
عصير البنجر قليل السعرات الحرارية ولا يحتوي على دهون تقريباً. لذلك فهو خيار رائع لتناوله كل صباح، إذ يمنح الجسم المغذيات اللازمة ويحقق زيادة الطاقة لكي تبدأ يومك بنشاط.
ووفقاً لدراسة نُشرت عام 2012، بمجلة PubMed العلمية، فإن شرب عصير الشمندر يزيد من مستويات نترات البلازما ويعزز الأداء البدني العام.
وأثناء الدراسة، قام راكبو الدراجات المدربون الذين شربوا كوبين من عصير البنجر يومياً، بتحسُّن تجربتهم التي تبلغ 10 كيلومترات بنحو 12 ثانية.
في الوقت نفسه، قاموا أيضاً بتخفيض الحد الأقصى لإنتاج الأوكسجين في الجسم.
3- مصدر للعناصر الغذائية اللازمة للجسم
يُعتبر الشمندر أو البنجر مصدراً جيداً للبوتاسيوم، وهو معدن إلكتروليت يساعد الأعصاب والعضلات على العمل بشكل صحيح. ويمكن أن يساعد شرب عصير البنجر باعتدال في الحفاظ على مستويات البوتاسيوم في مستواه الأمثل بالجسم.
أما إذا انخفضت مستويات البوتاسيوم بشكل كبير، فقد يحدث التعب والضعف وتشنجات العضلات. كما قد يؤدي الانخفاض الشديد في مستوى البوتاسيوم إلى اضطرابات نظم القلب التي تهدد الحياة.
علاوة على ذلك، لا يمكن أن يعمل جسمك بشكل صحيح بدون المعادن الأساسية. إذ تعمل بعض المعادن على تعزيز جهاز المناعة بينما يدعم البعض الآخر صحة العظام والأسنان.
وإضافة إلى البوتاسيوم، يوفر عصير البنجر:
- الحديد.
- المغنيسيوم.
- المنغنيز.
- الصوديوم.
- الزنك.
- النحاس.
- السيلينيوم.
4- مصدر جيد للفوليك أسيد
حمض الفوليك هو أحد فيتامينات ب الذي يساعد على منع عيوب الأنبوب العصبي، مثل تشقق العمود الفقري عند الأجنة وتشوهات انعدام الدماغ، ما قد يقلل أيضاً من خطر إنجاب طفل خديج.
ولأن عصير الشمندر مصدر جيد لحمض الفوليك. فإذا كنتِ حاملاً أو في سن الإنجاب، فإن إضافة حمض الفوليك إلى نظامك الغذائي يمكن أن تساعدك في الحصول على الكمية اليومية الموصى بها من 600 ميكروغرام.
5- يعزز صحة الكبد
قد تصاب بحالة تعرف باسم مرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول إذا أصبح الكبد مثقلاً، بسبب العوامل التالية:
- نظام غذائي فقير.
- استهلاك الكحول المفرط.
- التعرض للمواد السامة.
- نمط حياة مستقر.
ويحتمل أن يساعد البيتين المضاد للأكسدة بالبنجر في منع أو تقليل الترسبات الدهنية بالكبد. كما يساعد البيتين أيضاً في حماية الكبد من السموم، وهو ما جعل الثمرة تروج ضمن أنظمة الديتوكس للجسم.
6- يساعد في علاج الأنيميا وفقر الدم
نظراً إلى أن الشمندر غني بالحديد، وهو عنصر أساسي في خلايا الدم الحمراء. وبدون الحديد، لا تستطيع خلايا الدم الحمراء نقل الأوكسجين في جميع أنحاء الجسم، فإنّ تناول عصير الشمندر من شأنه تعزيز حاجة الجسم للحديد.
ويمكن للأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الحديد أن يصابوا أحياناً بحالة تسمى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد. لذا يمكن أن تقلل إضافة مصادر الحديد إلى النظام الغذائي من خطر الإصابة بهذه الحالة.
وتشمل أعراض فقر الدم الناجم عن نقص الحديد ما يلي:
- الإعياء.
- الدوخة والدوار.
- ضيق في التنفس.
- الصداع.
- ضربات القلب السريعة.
الآثار الجانبية المحتملة لتناول عصير الشمندر
حتى يومنا هذا، لا توجد توصيات رسمية لجرعة عصير الشمندر التي قد تسبب الضرر إذا ما تم تجاوزها، وفقاً لموقع Medical News Today.
لكن وفقاً لدراسة سلف ذكرها في التقرير، فإنّ شرب كوب واحد سعة 250 مل من عصير الشمندر يومياً يحقق الفائدة المطلوبة ويخفض ضغط الدم المرتفع.
كما لم يسبب العصير أي آثار جانبية خطيرة، لكن يبلّغ البعض عن تغيير في لون البول.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم، فيجب عليهم تجنب شرب العصير بانتظام.
لكن في معظم الحالات، يمكن للأشخاص تناول البنجر بأمان أو شرب عصير الشمندر دون التعرض لأي آثار جانبية سلبية.
ومع ذلك، يمكن أن يؤثر شرب عصير الشمندر بانتظام على لون البول والبراز، بسبب الصبغات الطبيعية في البنجر. وقد يلاحظ الناس بولاً وردياً أو أرجوانياً، وهو ما يسمى بيلة الشمندر، وبرازاً وردياً أو أرجوانياً. هذه التغييرات اللونية مؤقتة وليست مثيرة للقلق.
كما يحتوي البنجر على مستويات عالية من الأوكسالات، والتي يمكن أن تسبب حصوات الكلى لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذه الحالة.
طريقة تحضير عصير الشمندر
يمكن للناس صنع عصير الشمندر في المنزل باستخدام عصّارة أو خلاط أو معالج طعام.
ولتحضيره يتم تقليم قمم البنجر قبل غسلها جيداً. ثم اترك قشر الشمندر سليماً للحصول على مغذيات إضافية. ثم يُقطع البنجر إلى قطع صغيرة ويُضاف إلى أداة العصر مع إضافة قليل من الماء أو العسل.
وأخيراً، يُصب في كوب ويُشرب على الفور بإضافة مكعبات ثلج لتبريده حسب الرغبة.
وفي حال لم يفضّل الشخص تناول عصير البنجر بدون إضافات، يمكن أن تضيف المكونات الصحية التالية نكهة لذيذة للمشروب الصحي:
- الحمضيات.
- التفاح.
- الجزر.
- الخيار.
- الزنجبيل.
- النعناع.
- الريحان.
- العسل.