ذكرت صحيفة واشنطن بوست، الأحد 14 مايو/أيار 2023، نقلاً عن وثائق مخابرات أمريكية مسربة، أن يفجيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة عرض الكشف عن مواقع القوات الروسية للحكومة الأوكرانية، لكن كييف رفضت العرض المقدم لعدم ثقتها فيه.
وجنود فاغنر في طليعة هجوم روسي دموي يسعى للسيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية، وقالت الصحيفة إنه في مقابل سحب أوكرانيا لجنودها من المنطقة، عرض بريغوجين في يناير/كانون الثاني إبلاغ جهاز المخابرات الأوكراني بمواقع القوات الروسية.
وهدد بريغوجين، الحليف المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علناً بسحب قواته من المنطقة المحيطة بباخموت، حيث يقودون الهجوم الروسي، ما لم يتلقوا الذخيرة التي هم في أمس الحاجة إليها.
وقال، الثلاثاء، في رسالة صوتية، إنه ورجاله سيعتبرون خونة إذا تركوا المنطقة.
كييف ترفض
الصحيفة الأمريكية ذكرت أيضاً أن عرض بريغوجين جاء من خلال اتصالاته بجهاز المخابرات الأوكراني، فيما قال أحد المسؤولين إن رئيس فاغنر طرح العرض بشأن باخموت أكثر من مرة، لكن كييف رفضته لأن المسؤولين لا يثقون في بريغوجين، واعتقدوا أن مقترحاته قد تكون خادعة.
كما حذر مسؤول أمريكي من وجود شكوك مماثلة في واشنطن حول نوايا بريغوجين. وتحدث المسؤولون الثلاثة، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، بسبب حساسية الموضوع.
والأحد، قال قائد مجموعة فاغنر الروسية الخاصة، إن الطائرات الحربية الروسية الأربع التي تحطمت في منطقة على الحدود مع أوكرانيا ربما تكون قد أسقطت بأيدي قوات روسية.
ولم يعلق المسؤولون الروس على تقارير وسائل الإعلام الروسية التقليدية والاجتماعية عن تحطم طائرتين مقاتلتين من طراز سو-34 وسو35 وطائرتي هليكوبتر عسكريتين من طراز مي-8، في منطقة بريانسك، السبت.
خلاف بين "فاغنر" وقادة عسكريين
وخلال الفترة الماضية، اندلع خلاف بين زعيم مجموعة "فاغنر" الروسية، وكبار القادة العسكريين مع انتقاداته المتوالية لكبار القادة العسكريين في البلاد، حيث اتهمهم بالمسؤولية عن مقتل العشرات من قواته؛ لأنهم لم يرسلوا لهم الدعم والإمدادات اللازمة من موسكو.
وظهر بريغوجين في مقطع فيديو، الخميس 4 مايو/أيار، وقف فيه أمام جثث العشرات ممن زعم أنهم مقاتلون من مجموعته قُتلوا في الحرب الروسية مع أوكرانيا، وأخذ يهاجم القيادة العسكرية الروسية بسيلٍ من الشتائم.
وفي اليوم السابق، اتهم بريغوجين علناً قوات من الجيش النظامي الروسي بـ"الفرار" من مواقعها في باخموت، وسخر من احتفالات يوم النصر في الميدان الأحمر، وانتقد شخصاً لقَّبه بـ"الجد السعيد"، ولم يذكر اسمه، لكنه زعم أنه المسؤول عن إدارة العمل الحربي، وقال إنه ليس إلا "حماراً لا يفهم شيئاً".
وقبل ذلك، هدد رئيس فاغنر بسحب جزء من مسلحيه من جبهة باخموت شرقي أوكرانيا، في حال عدم تسليم الجيش الروسي الذخيرة اللازمة، في الوقت الذي تواجه فيه الميليشيا خسائر تصل إلى ما يقرب من 65% من مجنديها الجدد، كما أنها تعاني نقصاً في المقاتلين، ومشكلات لوجستية وأزمات في سلاسل الإمداد.