وصف القادة الروس بـ”الحثالة والكلاب”.. زعيم فاغنر يخرج عن صمته ويشتم قيادة بلاده العسكرية

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/05 الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/05 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش
مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريفوزين / رويترز

نُشر يوم الخميس 4 مايو/أيار 2023 مقطع فيديو وقف فيه يفغيني بريغوجين، رئيس شركة فاغنر العسكرية الروسية، أمام جثث العشرات ممن زعم أنهم مقاتلون من مجموعته قُتلوا في الحرب الروسية مع أوكرانيا، وأخذ يهاجم القيادة العسكرية الروسية بسيلٍ من الشتائم، واتهم قادة الجيش الروسي بالمسؤولية عن مقتلهم؛ لأنهم لم يرسلوا لهم الدعم والإمدادات اللازمة من موسكو.

بريغوجين قال في مقطع الفيديو، الذي نُشر على تطبيق تليغرام: نحن "ينقصنا 70% من احتياجاتنا من الذخيرة!"، ثم سلط كشافاً صغيراً على الجثث الموضوعة في الهواء الطلق بالقرب من الجبهات الأمامية للقتال على ما يبدو، وادعى أن هؤلاء القتلى إنما هم ضحايا يوم واحد فقط من القتال.

واحتج بريغوجين في مقطع الفيديو: "شويغو، غيراسيموف، أين… الذخيرة؟" منادياً سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، وفاليري غيراسيموف، رئيس أركان القوات المسلحة الروسية. وتابع مشيراً إلى الجثث خلفه: "دماؤهم لم تبرد بعد"، وقد "جاؤوا إلى هنا متطوعين، وهم مع ذلك يموتون حتى تتمكنوا أنتم من الرقود مثل القطط السمينة في مكاتبكم الفاخرة".

وصرخ قائد المرتزقة الروسي: "إنهم آباء لديهم أبناء، وأبناء لهم آباء. وأنتم أيها الحثالة لا تُعطوننا ما نحتاج إليه من الذخيرة. يا كلاب، سيأكلون أمعاءكم في الجحيم!".

فاغنر تهدد بسحب قواتها

يأتي ذلك بعد أيام قليلة من تهديد بريغوجين ، بسحب جزء من مسلحيه من جبهة باخموت شرقي أوكرانيا، في حال عدم تسليم الجيش الروسي الذخيرة اللازمة، في الوقت الذي تواجه الميليشيا خسائر تصل إلى ما يقرب من 65% من مجنديها الجدد، كما أنها تعاني نقصاً في المقاتلين، ومشكلات لوجستية وأزمات في سلاسل الإمداد. 

وقال بريغوجين في مقابلة مع الصحفي الروسي سيميون بيغوف، السبت 29 أبريل/نيسان 2023، إن مقاتلي فاغنر فرضوا سيطرتهم على معظم مدينة باخموت، مشيراً إلى وجود نقص في الذخيرة لديهم.

كما لفت إلى أن مستودعات الجيش الروسي ممتلئة بالذخيرة، مضيفاً أن الوضع الحالي يُنذر بزوال "فاغنر" بعد فترة وجيزة.

وأوضح بريغوجين أن الشركة طلبت 4 آلاف ذخيرة، رغم أن الاشتباكات تتطلب 80 ألف ذخيرة يومياً.

وأكد أن الجيش الأوكراني يرسل باستمرار تعزيزات إلى جبهة باخموت، "فيما تم قطع الذخيرة عن مسلحي فاغنر".

وفي ظل تعثر القوات الروسية خلال الحرب الأوكرانية، تزايد حضور قوات فاغنر في الصراع، وتوالى ظهور بريغوجين على الخطوط الأمامية في الأشهر الأخيرة، إذ أخذ ينسب لقواته الفضل في المكاسب التي حققتها روسيا في بعض المناطق، لا سيما في المعارك الدائرة حول مدينة باخموت الأوكرانية، بحسب ما ذكره موقع CNN International الأمريكي.

تكتيكات فاغنر

مع ذلك، تشتهر مجموعة فاغنر باستهانتها بأرواح جنودها، ويذهب خبراء إلى أن التكتيكات الوحشية والوسائل غير المحكومة بقوانين، التي تتبعها المجموعة عادةً  قد أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، فالمجندون الجدد يُرسلون إلى المعارك وهم لم يتلقوا إلا قليلاً من التدريب الرسمي، وهو تكتيك وصفه الجنرال الأمريكي مارك هيرتلينغ بأنه مثل "إطعام المفرمة باللحم".

ولكن كلما ارتفعت مكانة بريغوجين، زادت اشتباكاته مع شويغو وغيراسيموف، ما دعا بعض الخبراء للزعم بأن هناك صراعاً دائراً بين القادة في موسكو في ظل إخفاق الحملة العسكرية الروسية وعجزها عن التقدم في خططها.

من جهة أخرى، فإن نداءات بريغوجين طلباً للذخيرة وأساليبه تلك ليست بالجديدة، فقد نشر في فبراير/شباط كذلك كومةً من الجثث، واتهم قادة الجيش الروسي بـ"الخيانة"، مدعياً تقاعسهم عن دعم مجموعة فاغنر وإمدادها بما تحتاج إليه من إمدادات وذخائر في أوكرانيا. وبعد مدة وجيزة من هذا المنشور، قيل إن مجموعة فاغنر تلقت شحنة من الذخيرة.

لكن يبدو أن الدعم لم يتواصل، أو لم  يستمر على النحو الذي يرضي بريغوجين. ولذلك فقد هدد الأسبوع الماضي بسحب قواته من باخموت إن لم تقدِّم موسكو مزيداً من الذخيرة. ثم ادعى في مقابلة مع المدون الروسي سيميون بيغوف، الذي يكتب في مدوناته تحت الاسم المستعار WarGonzo، أن المسؤولين عن شراء الأسلحة في موسكو "توقفوا عن تزويدنا بالذخيرة.

تحميل المزيد