أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأحد 15 يناير/كانون الثاني 2023، بأن مسؤولين إيرانيين أبلغوا سوريا أنه يتعين عليها الآن دفع المزيد مقابل شحنات النفط الإضافية، مما سيزيد السعر إلى مثلي سعر السوق الذي يصل إلى أكثر من 70 دولاراً للبرميل.
حيث نقلت الصحيفة الأمريكية عن أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إن إيران رفضت أيضاً تسليم شحنات جديدة بالدفع المؤجل، وطلبت من النظام السوري الدفع مقدماً مقابل إمدادات النفط الجديدة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
حسب "وول ستريت جورنال"، فقد تلقت طموحات إيران في وضع نفسها باعتبارها وسيطاً رائداً للسلطة في الشرق الأوسط، ضربة جديدة، هذه المرة من قبل اقتصادها المتعثر وكيف أنها تعيق قدرة طهران على إمداد الحلفاء بالنفط الرخيص مثل سوريا.
كما أشارت إلى استخدام إيران النقد والنفط المنخفض الثمن في حملة لتوسيع نفوذها بسوريا وتحدي خصومها الإقليميين، خاصةً المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
الصحيفة قالت أيضاً إن إيران وروسيا هما الراعيتان العسكريتان الرئيسيتان لرئيس النظام السوري بشار الأسد، "مما يساعده على قمع التمرد المسلح الذي بدأ خلال انتفاضات الربيع العربي المؤيدة للديمقراطية في عام 2011″، على حد تعبير "وول ستريت جورنال".
أزمة الوقود في سوريا
يبدو أنّ توقف إيران عن تزويد النظام السوري بالنفط أثّر بسرعة على إنتاج المواد الأساسية في المناطق التي يسيطر عليها.
إذ قالت وكالة "الأناضول"، إنه بعد ارتفاع أسعار الوقود إلى مستويات قياسية، تلاه نقص حاد في إمداداته، اضطرت كثير من الأفران في مناطق سيطرة النظام في سوريا، إلى التوقف بسبب عدم قدرتها على تأمين الوقود اللازم لصناعة الخبز.
زادت الأزمة في الأيام القليلة الماضية، مع توقف تنظيم "واي بي جي- بي كي كي" الإرهابي، الذي يسيطر على معظم حقول النفط شرقي سوريا، عن تزويد مناطق النظام بمشتقات النظام. وتتزامن هذه الأزمة مع اشتداد البرد الذي نجمت عنه زيادة في الحاجة لمشتقات النفط، داخل البلاد.
حسب الوكالة التركية، لا تلوح في الأفق أية بوادر على حل الأزمات المعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بل إن أزمات النقد وتراجع أسعار الصرف لمستويات قياسية، بدأت تظهر تبعاتها على الحياة اليومية للمواطنين.
فقد أدى توقف غالبية الأفران عن العمل إلى نقص في الخبز وارتفاع أسعاره بشكل كبير، وصل إلى 3000 ليرة سورية (نصف دولار) لربطة تضم 7 أرغفة تكفي شخصين يومياً.
وفيما ارتفع سعرها إلى ضعف هذا الرقم في السوق السوداء، لا يزال متوسط الأجور في سوريا لا يتجاوز 20 دولاراً شهرياً، وفق أسعار الصرف الحالية.
تسبب نقص هذه المادة الأساسية في ازدحام شديد أمام بعض الأفران التي تعمل ليوم أو يومين في الأسبوع، لتضيف معاناة جديدة للمواطنين في مناطق النظام الذين يعيشون منذ 10 سنوات، أزمات اقتصادية متتالية.