سننها وعدد تكبيراتها وطريقة تأديتها.. كلّ ما تحتاج معرفته عن صلاة عيد الفطر

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/28 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/28 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
صلاة عيد الفطر-المصدر:shutterstock

تُعدّ صلاة عيد الفطر من أهمّ المناسبات الدينية التي يحتفل بها المسلمون،  وتكريماً واحتفالاً بنهاية شهر رمضان المبارك، وهي صلاة تتميّز بطابعها الاجتماعي والروحاني، حيث يلتقي المسلمون في المصليات والساحات العامة لأداء الصلاة معاً، ما يعكس قيم الأخوة والتسامح بينهم ويساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتبادل التهاني والتبريكات بين الناس.

فما هي أهمية صلاة العيد في الإسلام؟

متى تُقام صلاة العيد؟

وكيف يمكن تأديتها؟

هذه الأسئلة وغيرها، سنجيب عنه بالتفصيل في تقريرنا: 

صلاة عيد الفطر

شرع الله عيد الفطر  للمسلمين حتى يحتفلوا به ويصلّوا فيه ويُؤتوا بعضهم الصدقات، وذلك بالاجتماع في المساجد لشكر الله وتكبيره وطلب المغفرة منه، بعد أن أمضوا شهراً كاملاً في الصيام والعبادة.

وتعتبر صلاة العيد سنّة مؤكدة في الإسلام، وقد ثبتت مشروعيتها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يؤديها بانتظام، ولم يثبت عنه أنه تركها. 

سنّة مؤكدة في الإسلام-المصدر:shutterstock
سنّة مؤكدة في الإسلام-المصدر:shutterstock

وتُؤدَّى صلاة العيد عادةً في جماعة، وتُعتبر فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع الإسلامي.

مشروعيّة صلاة العيد

شُرِعت صلاة العيد في السنة الأولى من الهجرة، ودليل مشروعيتها ما رواه أنس -رضي الله عنه- حيث أخبر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة، وكان لأهلها يومان يلعبون فيهما في الجاهلية. فسألهم عن ذلك، فأخبروه بذلك. فقال: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الفطر ويوم الأضحى"، وهذا الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود، وثبت في الصحيح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه شهد صلاة الفطر مع نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر وعمر وعثمان. رواه مسلم.

حكمها

  • ويتّفق علماء الفقه بشكل عام على أن صلاة العيد سنّة مؤكدة، لكن هناك اختلافاً فيما إذا كانت واجبة على الجميع أم لا، حيث يعتبرها بعضهم فرض كفاية، أي إنّه إذا قام شخص بأدائها فسيكون كافياً عن البقيّة، وإلا فسيحمل الجميع ذنب تركها، وقد اعتمد على هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية. 
  • أما الحنفية فقد اعتبروا صلاة عيد الفطر واجبة على جميع الرجال المكلفين، مستدلّين على ذلك بحديث أم عطية التي قالت: "أُمِرنَا أَنْ نُخْرِجَ الْعُوَاطِيَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ". وتُعتَبر صلاة العيد صحيحة فقط إذا كانت مقامة في الجماعة وبشرط الإقامة، ولا تُصلَّى فرادى، كما أنّها ليست واجبة على المسافر، وهذا هو الرأي الأكثر تأييداً من قبل علماء الفقه، بحسب دار الإفتاء الأردنية.

وقت صلاة العيد ومكانها

وقتها

يبدأ وقت صلاة عيد الفطر من ارتفاع الشمس في يوم العيد قدرَ رمح، ويُقدر ذلك بحوالي خمس عشرة دقيقة بعد شروق الشمس، ويمتد وقت صلاة عيد الفطر حتى وقت الزوال، الذي يكون قبيل أذان الظهر بقليل، ويُعتبر وقت صلاة العيد أيضاً وقت صلاة الضحى.

وقت صلاة الفطر-المصدر:shutterstock
وقت صلاة الفطر-المصدر:shutterstock

أما في المذهب المالكي، فلا يجوز أداء صلاة العيد في أي يوم غير يوم العيد نفسه، ولا في يوم العيد بعد وقت الزوال، وقد أفتى بذلك أبو حنيفة. وقد قال ابن عبد البر: "إذا قُضِيَت صلاة العيد بعد خروج وقتها، فإنها تكون مشابهة للفرائض، وقد اتفقوا في السنن عموماً أنه لا يُقضى صلاة العيد". كما جاء في مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.

أما الشافعية، فقد اختلفت أقوالهم في هذا الأمر، حيث اتفق بعضهم مع المالكية، فيما ذهب آخرون إلى أنّ وقت صلاة عيد الفطر يقع في اليوم الثاني في وقت الضحى، وقال الثوري والأوزاعي والإمام أحمد: "يخرجون لصلاة العيد في اليوم التالي". 

وذكر القرطبي أن القول بأنّ صلاة العيد تصلّى في وقتها الخاص أصح، بناءً على السنة الثابتة في ذلك، ولكن يمكن للمشرّع أن يُستثنى من هذه السنة ويُؤمَر بقضاء صلاة العيد بعد خروج وقتها إذا دعت الحاجة لذلك.

 مكانها

حدّثنا العلماء عن عدة أماكن تفضيلية لمكان صلاة العيد، بحسب ما تقتضيه مراعاة مصالح الناس وتجنباً للمشقّة عليهم.

أولاً: إذا كان المسجد واسعاً ويستوعب جميع المصلين، فإنه من الأفضل تأدية الصلاة فيه.

مكان الصلاة-المصدر:shutterstock
مكان الصلاة-المصدر:shutterstock

ثانياً: في حالة ضيق المسجد وعدم تمكّنه من استيعاب الجموع، يكون من الأنسب أداء الصلاة في المصليات الواسعة، حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج في يومي الفطر والأضحى إلى المصليات.

 ثالثاً: بالنسبة للمرضى أو كبار سن، فمن الأفضل لهم تأدية صلاة عيد الفطر في المساجد حتى وإن كانت ضيقة، كما فعل علي -رضي الله عنه- عندما كلف أبا مسعود الأنصاري بإمامة المسجد لصلاة العيد لضعفاء الناس.

كيفية صلاة عيد الفطر

يجمع العلماء بخصوص كيفية صلاة عيد الفطر على أنها تُصلّى ركعتين خلف الإمام، وتُقام دون أذان ولا إقامة.

عندما يبدأ الإمام صلاة عيد الفطر، يكبّر الإمام والمأمومون سبع تكبيرات في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، ويكبّر الإمام خمس تكبيرات في الركعة الثانية بعد القيام من الركعة الأولى، ويُستحب رفع اليدين مع كل تكبيرة، كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

كيفية صلاة عيد الفطر-المصدر:shutterstock
كيفية صلاة عيد الفطر-المصدر:shutterstock

كما يُستحب للإمام قراءة سورة "الأعلى" في الركعة الأولى، وسورة "الغاشية" في الركعة الثانية، ويمكن أيضاً للإمام قراءة سورة أخرى في كل ركعة حسب الرغبة. 

وبمجرد الانتهاء من الصلاة، يلقي الإمام خطبتين، ويجلس بينهما، ويعتبر حضور الخطبتين والاستماع إليهما سُنَّة وليس واجباً، وفقاً لما اتفق عليه العلماء.

سنن صلاة عيد الفطر

ومن سنن عيد الفطر على المسلم أن يغتسل وينظف جسمه قبل الخروج للصلاة، وذلك استجابة لدعوة الله سبحانه وتعالى بالتجمل بأفضل الثياب، وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر بقوله: "خذوا زينتكم عند كل مسجد"، وذلك خاصة في صلوات الجماعة مثل صلاة الجمعة والعيدين.  

كما حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلم على التطيّب بالعطور عند الخروج للصلاة في العيد والجمعة.

وينبغي للمسلم أن يحرص على تقليم الأظافر والعناية بالمظهر الشخصي قبل الخروج للصلاة، وكذلك يُحثّ على الاحتفاء بالمناسبة وإظهار النعمة التي وهبها الله.

ومن السنن المستحبة في عيد الفطر أن يبدأ المسلم يومه بتناول بضع تمرات قبل الخروج لصلاة العيد، وذلك اقتداءً بتقليد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بتناول التمرات وتحديداً بطريقة وترية، وهو ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو في يوم الفطر حتى يتناول التمرات.

تناول التمرات-المصدر:shutterstock
تناول التمرات-المصدر:shutterstock

كما يعتبر التبكير إلى مصلى العيد والمثابرة على التكبير قبل صلاة العيد من السنن المستحبة في الإسلام. وقبل الصلاة، يتوجب على المسلمين التكبير بقول: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، وهو التكبير الذي  يظهر التوحيد والتعظيم لله، ويعبر عن الفرحة والشكر لله ببلوغ العيد.

كما يعكس التكبير الجماعي في هذا اليوم تأكيداً على وحدة المسلمين وتعبيراً عن فرحتهم المشتركة، وقد أمر الله تعالى بالتكبير في هذا اليوم في القرآن الكريم، حيث قال: (لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185).

حكم صلاة العيد للمنفرد 

فيما يتعلق بحكم صلاة العيد للمنفرد، انقسمت آراء العلماء إلى رأيين:

  • القول الأول:

يعتقد الحنفية والمالكية أنه لا يجوز قضاء صلاة العيد لمن فاتته جماعة، لأنها صلاة حدّد وقتها ولا يمكن أن تؤدى سوى فيه، فضلاً عن أنّها من النوافل التي لا يصح قضاؤها، ولديها العديد من الشروط التي قد لا تتحقق في الصلاة المنفردة.

صلاة المنفرد-المصدر:shutterstock
صلاة المنفرد-المصدر:shutterstock
  •  القول الثاني:

 يرى الشافعية والحنابلة أن صلاة العيد سنة للمنفرد،  ويُستحب  قضاؤها لمن فاتته بالهيئة التي يُصلى بها جماعة، كما يمكنه أداؤها في أي وقت بعد فواتها، لكن يُفضل أن يكون القضاء  في اليوم الأول من العيد. 

وإذا أدرك المسلم الإمام في التشهد، ينهي المنفرد صلاته مع الإمام، ثم يؤدي ما فاته بالهيئة نفسها. 

 أما إذا كان الإمام يخطب بعد الصلاة، فيؤدي المنفرد ركعتين تحية المسجد، ثم يستمع للخطبة، ويقضي صلاة العيد فيما تبقى من اليوم، سواء قبل زوال الشمس أم بعده، بنفس الهيئة والكيفية.

تحميل المزيد