طفلك مُدرب على استخدام المرحاض لكنه بدأ يعاني من الحوادث فجأة؟ أسباب التبول اللاإرادي المتجدد

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/21 الساعة 14:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/21 الساعة 14:29 بتوقيت غرينتش
التبول الليلي اللاإرادي عند الأطفال يأتي بنمطين، الأولي والثانوي المتجدد - ShutterStock

في حين أن التبول اللاإرادي يمكن أن يكون أحد أعراض مرض كامن يعاني منه الطفل، فإن الغالبية العظمى من الأطفال الصغار، الذين يتبولون في الفراش لا يعانون من مرض كامن يسبب لهم التبول اللاإرادي.

في الواقع، يعاني فقط حوالي 1% من الأطفال الذين يتبولون في الفراش بشكل روتيني من مرض محدد، يعمل كمحفز أو مسبب للتبول دون وعي لدى الصغار.

هذا لا يعني أن الطفل الذي يبلل الفراش يمكنه التحكم في الأمر، أو يفعل ذلك عن قصد، فهم ليسوا كسالى أو متعمدين أو عُصاة ولا مبالين.

إذ غالباً ما يكون التبول الليلي بدون قصد مشكلة تنموية، وعادة ما يتخلص معظم الأطفال منه ببساطة، ولا يحتاجون إلى العلاج أبداً عندما تمر المرحلة بصورة طبيعية.

لكن بالنسبة للطفل الذي كان محافظاً على نمط تعلُّم استخدام المرحاض، ثم بدأ يعاني فجأة من التبول اللاإرادي أثناء الليل وخلال النوم، فقد يكون هذا العرض بمثابة راية حمراء لحالات تستلزم الرعاية والعلاج الطبي.

فيما يلي نوضح أسباب التبول اللاإرادي المفاجئ عند الأطفال المُدرَّبين على استخدام المرحاض أثناء الليل، وما إن كان يُعد مؤشراً خطيراً لحالات صحية أو نفسية يعاني منها الطفل.

التبول المفاجئ والمتجدد بعد التدريب هو حالة تستلزم التدخل والانتباه - ShutterStock
التبول المفاجئ والمتجدد بعد التدريب هو حالة تستلزم التدخل والانتباه – ShutterStock

أنماط التبول اللاإرادي عند الأطفال

هناك نوعان من التبول اللاإرادي الذي يعاني منه الأطفال، أولي وثانوي. الأولي الأساسي يعني التبول اللاإرادي المستمر لدى الطفل منذ طفولته المبكرة دون انقطاع.

الطفل الذي يعاني من التبول اللاإرادي الأولي لم يجف أبداً في الليل، لأي فترة زمنية متصلة في حياته.

أما بالنسبة للتبول اللاإرادي الثانوي، فهو التبول اللاإرادي الذي يبدأ بعد جفاف الطفل ليلاً لفترة طويلة من الوقت والتدريب، والتي تستمر دون أخطاء على الأقل لمدة 6 أشهر متواصلة.

أسباب التبول اللاإرادي الثانوي بشكل مفاجئ عند الطفل

ما الذي يسبب التبول اللاإرادي الثانوي؟

يمكن أن يكون التبول اللاإرادي الثانوي علامة على مشكلة طبية أو حالة نفسية كامنة. من المرجح أن يعاني الطفل المصاب بالتبول اللاإرادي الثانوي من أعراض أخرى، مثل التبول اللاإرادي أثناء النهار أيضاً.

وتشمل الأسباب الشائعة للتبول اللاإرادي الثانوي ما يلي، بحسب موقع WebMd للصحة والطب:

1- التهاب المسالك البولية

يمكن أن يسبب تهيج المثانة ألماً أو تهيُّجاً وشعور بالانزعاج عند التبول، علاوة على حث الشعور القوى بالتبول والإلحاح على فترات متقاربة، وكثرة التبول خلال اليوم.

كما قد تشير التهابات المسالك البولية عند الأطفال إلى مشكلة أخرى، مثل خلل تشريحي ومشاكل بالمثانة أو المسالك البولية.

2- المعاناة من داء السكري

يعاني مرضى السكري من ارتفاع مستوى السكر في دمائهم خلال اليوم.

وعادة ما يزيد الجسم من كمية البول في محاولة للتخلص من السكر. الاضطرار إلى التبول بشكل متكرر هو عرض شائع لمرض السكري.

من الضروري مراجعة الطبيب عند ملاحظة أعراض صحية أخرى عند الطفل - ShutterStock
من الضروري مراجعة الطبيب عند ملاحظة أعراض صحية أخرى عند الطفل – ShutterStock

3- شذوذ بنيوي أو تشريحي في الجسم

يمكن أن يؤدي وجود خلل في الأعضاء أو العضلات أو الأعصاب المشاركة في التبول إلى سلس البول، أو مشاكل بولية أخرى يمكن أن تظهر على شكل تبول لاإرادي عند الأطفال الصغار.

4- توقف التنفس أثناء النوم

من بين الحالات التي قد تسبب التبول اللاإرادي المفاجئ عند الأطفال معاناتهم من اضطرابات النوم المختلفة.

وعندما يتعطل تنفس الطفل خلال الليل، يعمل دماغه بجهد أكبر لاستيعاب الأكسجين مقارنة بوظائفه الأخرى، مثل التحكم في المثانة.

وبالتالي غالباً ما يحدث توقف التنفس أثناء النوم عند الأطفال بسبب تضخم اللوزتين واللحمية التي تسد مجرى الهواء في مجال التنفُّس.

في هذه الحالة، يمكن أن تؤدي إزالة اللوزتين واللحمية بعمليات جراحية بسيطة، إلى تحسين التنفس وإنهاء مشكلة التبول اللاإرادي المفاجئ لدى الطفل.

5- المشاكل العصبية

يمكن أن تؤدي الاضطرابات في الجهاز العصبي، أو إصابة أو مرض الجهاز العصبي، إلى خلل في التوازن العصبي الدقيق الذي يتحكم في التبول والقدرة على ضبط الجسم وتأجيل الإلحاح عند الأطفال.

6- المشاكل النفسية والعاطفية

الحياة المنزلية المجهدة عند الأطفال، مثلما يحدث في المنزل الذي يكون فيه الوالدان والمربون في صراع وخلافات، قد تؤدي أحياناً إلى تبول الأطفال في الفراش أثناء الليل، وعدم القدرة على السيطرة على أنفسهم.

كما أن التغييرات الجذرية على نمط حياة الطفل وروتينه اليومي، مثل بدء الدراسة أو ولادة طفل جديد أو الانتقال إلى منزل جديد، هي ضغوط أخرى يمكن أن تسبب التبول اللاإرادي المفاجئ، حتى وإن كان الطفل قد تدرب لفترة طويلة على استخدام المرحاض بمفرده.

كما يبدأ الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء الجسدي أو الجنسي في بعض الأحيان في التبول اللاإرادي دون مقدمات، وهي الحالة التي تستلزم متابعة طبيب نفسي متخصص لعلاجها.

قد تكون الحالة بسبب اضطرابات النوم عند الطفل - ShutterStock
قد تكون الحالة بسبب اضطرابات النوم عند الطفل – ShutterStock

متى تتحدث مع طبيب أطفال متخصص؟

يتخلص معظم الأطفال من التبول اللاإرادي الأولي والثانوي من تلقاء أنفسهم، ما لم يكن الأمر عائداً إلى بعض الحالات الصحية التي أسلفنا ذكرها.

لكن هذا لا يعني أنه لا يجب استشارة طبيب الأطفال ومناقشة مخاوفك. من الجيد التحدث إلى طبيب متخصص إذا:

  1. كنت تشك في إصابة طفلك بعدوى في المسالك البولية.
  2. كان طفلك مدرباً لمدة 6 أشهر على الأقل على استخدام المرحاض وبدائله، ولكنه بدأ في التبول اللاإرادي مرة أخرى فجأة. إذ يمكن أن يكون هذا علامة على حالات طبية تستدعي العلاج المتخصص.
  3. إذ بدأ طفلك في التبول أثناء النهار وخلال اليوم أيضاً.
  4. إذا كان طفلك أكبر من 7 سنوات، ولا يزال يتبول في الفراش.

وبشكل عام، من الضروري العمل على إعادة تدريب الطفل من جديد على استخدام المرحاض بصبر ودون توبيخ، واستخدام وسائل الحماية، مثل حفاضات الأطفال الملائمة لعمره، وذلك أثناء المتابعة مع طبيب الأطفال المتخصص للحصول على الاستشارة والتشخيص.

تحميل المزيد