“العشور”، و”اللمّة”، و”السبيبة”.. عادات الجزائريين في الاحتفال بيوم عاشوراء

تم النشر: 2022/08/08 الساعة 16:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/19 الساعة 09:01 بتوقيت غرينتش
تختلف العادات وتختلف الأطباق حسب المنطقة/ Getty Images

لا يزال الجزائريون، شأنهم شأن سائر المسلمين على هذه المعمورة، يحتفلون بالمناسبة التي نجى الله عزّ وجل، نبيه موسى ومن معه من المؤمنين، وأغرق فيها عدوه فرعون ومن معه من الظالمين.

غير أن احتفال وعادات الجزائريين في عاشوراء له طابع ونكهة مختلفان، من خلال جملة من العادات التي ما زالت العائلات الجزائرية وفية لها؛ عادات وتقاليد ورثوها عن الأجداد، وصارت ترسم أبهج الصور عن علاقة الجزائريين بيوم عاشوراء

مناسبة لتوزيع الزكاة ولمّ شمل العائلات 

يعدّ يوم عاشوراء مناسبة لإخراج زكاة الأموال، حتى إن الزكاة تُسمى عند الجزائريين بـ"العشور" و"العواشير" نسبة إلى هذا اليوم. وقبل أيامٍ من الذكرى، يعكف التجار وأصحاب الأموال على إحصاء أموالهم تحسّباً لإنفاق جزءٍ منها في هذا اليوم على الفقراء والمساكين والمحتاجين. 

لا يقف احتفال الجزائريين بهذه الذكرى عند الجانب الشرعي، بل يتعدّاه إلى عاداتٍ اجتماعية باتت مرتبطة حصراً بيوم عاشوراء . 

وكون عاشوراء يوم عطلة مدفوعة الأجر بالجزائر، يُحتفل به في اليوم العاشر من شهر محرم، تحرص العائلات الكبيرة على لمّ شمل أبنائها وأحفادها على مأدبةٍ تُسمّى "اللمة" وتُقام غالباً في المساء.

يُساهم في تحضير "اللمة" جميع أفراد العائلة، ضمن جوٍّ أُسَري‮‮ ‬تملؤه المحبة والود‮؛ كما لا تغيب المدائح والقصائد الدينية عن لمّة عائلات الجزائريين في هذه المناسبة، حتى وقتٍ متأخر من الليل. 

‬أمّا محافظات الجنوب، فتشتهر بعادةٍ تُسمّى "السبيبة"، ‬حيث ‮يعقد الجزائريون القاطنون بالصحراء جلساتٍ للصلح بين الأهل والجيران المتخاصمين بهدف نشر قيم التسامح بين الناس.

وتعود عادة "السبيبة" ‬‬إلى زمن‮ٍ ‬غابر في التاريخ؛ يُقال إنها بدأت مع قبيلتين من أهل الصحراء احتدم بينهما الخلاف والصراع،‮ ‬وفي‮ ‬يوم عاشوراء عُقدت جلسة صلح ولمّ شمل القبيلتين المتخاصمتين. ومنذ ذلك الوقت، ‬أصبح‮ عاشوراء‮ ‬يوماً للذكرى يحتفل به سكان الجنوب الجزائري من خلال إقامة جلسات صلحٍ بين المتخاصمين.

الوزيعة للفقراء والقشقشة للأطفال 

في شرق ووسط الجزائر، يطبّق الجزائريون في هذه الذكرى عادة "الوزيعة"؛ وهي عادة متجذرة منذ القدم عند الجزائريين، حيث يجمع أهالي تلك المناطق- وخصوصاً القاطنين في القرى والمداشر- الأموال من بعضهم البعض لشراء العجول أو قطيعٍ من الأغنام بهدف ذبحها، ثم توزيعها على السكان.

والتوزيع يكون من دون أدنى تمييزٍ، بين فقير وغني، بهدف إشاعة الفرح وتعميق قيم التكافل والتعاون. 

وفي قسنطينة بالشرق الجزائري، يتم تقسيم "القشقشة"- وهو صحن مليء بالحلويات والمكسّرات من لوز وجوز وفول سوداني وتين مجفف- وتوزيعه على جميع الأطفال.

أما الفتيات، فلهنّ نصيبٌ من عادات عاشوراء بالجزائر. تقوم الجزائريات في هذا اليوم بقصّ شعرهنّ أو تقصيره بعض الشيء، اعتقاداً منهن أنه تعشير أو زكاة من الشعر حتى يزداد طولاً وكثافة.

وتعمد أخريات إلى تزيين عيونهن بالكحل العربي، اعتقاداً منهن أن نظرهن سيصبح ثاقباً، ناهيك عن الحناء والبخور الذي تفوح رائحته في ذلك اليوم من كلّ بيتٍ جزائري. 

أبرز أطباق الجزائريين في عاشوراء

لكل منطقة من الجزائر طبقها الخاص وطريقتها الخاصة في الاحتفال. ففي الشرق الجزائري مثلاً، يحتفل الجزائريون بيوم عاشوراء بإعداد طبق التريدة أو"شخشوخة" مع الديك الرومي أو الدجاج، وهي أطباق تقليدية جزائرية تتميّز بمذاقها الحار كونها تُعدّ بالفلفل الحار ومختلف أنواع البهارات القوية.

أمّا سكان الوسط الجزائري، فيحتفلون بعاشوراء بإعداد طبق "الرشتة"؛ وهو نوعٌ  من معجنات المطبخ الجزائري تشبه المعكرونة أو "الكنافة" مع اختلاف في طريقة تحضير عجينتها، وتكون عادة بالدجاج وبمرقٍ أبيض.

وبالنسبة للجهة الغربية من الجزائر، فيحضّر قاطنوها طبق "الكسكسي" بالقديد. والقديد هو لحم مجفف يقوم الجزائريون بالاحتفاظ به من عيد الأضحى، لاستعماله في إعداد طبق "الكسكسي" الخاص بعاشوراء. 

ويحرص الجزائريون في الجنوب على تحضير طبق الفول والحمص، وتوزيعه على الجيران  والأطفال كهديةٍ بمناسبة الاحتفال بعاشوراء. 

تحميل المزيد