هل تختنق بالحزن عند مشاهدة فيلم درامي مؤثر؟ إليك أسباب غصة الحلق عندما تقاوم الرغبة في البكاء

أسباب وأعراض غصة الحلق متعلقة بالتغيرات الجسدية عند الشعور بالانفعال العاطفي

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/25 الساعة 16:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/25 الساعة 16:29 بتوقيت غرينتش
الرغبة في البكاء تؤدي للعديد من التغيرات الجسدية- iStock

إذا كنت مثل الغالبية العظمى من البشر، واختبرت شعوراً غريباً بعد مشاهدة فيلم درامي على التلفاز في إحدى الأمسيات الشتوية الباردة، كأن غصة في حلقك تحاول أن تبتلعها لكيلا تبدأ في نوبة من البكاء، فاعلم أنك لست وحدك.

ما هو تفسير الشعور بغصة الحلق ولماذا تحدث؟

تُسمى حالة "الاختناق بالبكاء" بـ"غصة الحلق" المصاحبة للشعور بالحزن والرغبة في البكاء، وهي تحدث نتيجة معركة بين أنواع العضلات المختلفة الموجودة في التجويف بين الأحبال الصوتية والذي يُسمى Glottis.

ويحدث هذا الشعور للإنسان عندما يكون حزيناً، أو عندما يحاول منع نفسه من الانخراط في البكاء.

لمزيد من التوضيح، يمتلك الجسم البشري نظامين عصبيين ذاتيين: النظامين السمبثاوي، والباراسمبثاوي. وعندما تبدأ في الشعور بالضيق، أو تعاني من أي تجربة مرهقة، فإن جسمك يحفز نظامه العصبي السمبثاوي.

أسباب الغصة تتوقف على استجابة الجسم للمحفزات العاطفية - iStock
أسباب الغصة تتوقف على استجابة الجسم للمحفزات العاطفية – iStock

ويؤدي هذا التحفيز إلى اتصال بين تضخم الغدة الدرقية والغدة النخاعية والغدد الكظرية، وهو ما يطلق الهرمونات في تدفق الدم لديك، مسبباً تبعات مثل ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم والأيض.

هذه التبعات تجعل الجسم في حاجة إلى مزيد من الأوكسجين، ومن ثم يبدأ النظام العصبي السمبثاوي في العمل عندما تحاول تجنب الانهيار في البكاء، فتشعر كأنك ابتلعت كرة غولف.

يستجيب جسمك لهذا الدافع العرضي عن طريق تجويف الأحبال الصوتية عبر مجرى العمود الفقري وعضلات الغدة الدرقية، وهو ما يعطي فرصة أكبر للأوكسجين للدخول إلى رئتيك.

لذلك عندما تحاول أن تبتلع لعابك، أو تحبس أنفاسك لتفادى البكاء، فإن عضلاتك اللولبية القطنية أو ARYEPIGLOTTIC في هذا التجويف، وعضلات الغدة الدرقية، تتصارعان على غلق تجويف Glottis. وتسبب هذه القوى المعارضة الإحساس بوجود غصة الحلق.

ما الذي يحدث عند الاستسلام للرغبة في البكاء؟

البكاء وذرف الدموع على وجه التحديد، هما استجابة لمحفز عاطفي شديد، سواء بمشاعر الحزن العارم أو السعادة والانبهار.

لكي تبدأ عملية البكاء، يتم إنتاج الدموع بواسطة الغدد الدمعية التي هي على شكل اللوزة. واعتماداً على نوع المنبه أو المثير للبكاء، تنتج تلك الغدد ثلاثة أنواع من الدموع.

1- النوع الأول هو الدموع القاعدية

يتم تحريرها في كل مرة تقوم فيها برمش عينيك، وهي تعمل على ترطيب العين والحفاظ عليها من الغبار أو الجفاف أو الحرارة.

2- النوع الثاني عبارة عن دموع ارتدادية

ويتم إفرازها رداً على أحد المهيجات، كما يمكن أن تنهمر تلك الدموع عند تقطيع البصل.

ويتألف هذان النوعان للدموع من العناصر والمكونات نفسها، مثل الماء والملح والبوتاسيوم والليزوزيم المضاد للبكتيريا.

3- أما الدموع العاطفية فهي شيء آخر تماماً

وفقاً لموقع QRIUS، لا يبدو أن هناك إجماعاً بين الباحثين على سبب اختلاف هذا النوع من الدموع إلى اليوم، ومع ذلك فقد توصلوا إلى أن تلك الدموع تحتوي على هرمون الأردوينو كورتيكوتروبين والبرولاكتين، وما يتراوح بين 20% و25% أكثر من مجموعات البروتين، و30 ضعفاً من المنغنيز عن الدموع العادية.

ومن المقرر لتلك العناصر أن تُفرز استجابةً للتوتر. إذ تعمل على تنظيم حالتك المزاجية.

كما تحتوي الدموع العاطفية أيضاً على لوسين انكيفالين، وهو الببتيد الأفيوني الذي يمنحك نفس آثار مكافحة الألم التي يشعرنا بها تناول مسكنات المورفين.

تحقق الدموع تغيرات عاطفية في الجسم لتسكين الألم وتهدئة الأعصاب - iStock
تحقق الدموع تغيرات عاطفية في الجسم لتسكين الألم وتهدئة الأعصاب – iStock

لماذا يحدث التضارب؟ وكيف يبدأ الشعور بالاختفاء؟

كما يشرح نايك نايت، خبير النوم، لصحيفة The Independent البريطانية، فإن نظامك العصبي اللاإرادي- النظام الشامل الذي يتحكم في الأنظمة العصبية الأخرى مثل الجهاز العصبي السمبثاوي- يبدأ في العمل، ويسبب مجموعة من ردود الفعل المختلفة داخل جسمك حسب الظروف.

هذا النظام هو نفسه الذي يتحكم في استجابة "القتال أو الهروب" إلى جانب وظائف الجسم اللاواعية الأخرى مثل الهضم.

وعندما يتحول هذا النظام إلى وضع التحفيز المفرط، فإنه يرسل أولاً الأوكسجين في جميع أنحاء الجسم؛ ليسهل عليك استجماع القوة لمواجهة الخطر الجسدي، أو الهروب في الاتجاه المعاكس للأمان.

ولنشر الأوكسجين إلى جميع عضلاتك، يجب أن يتنفسه جسمك أولاً.

وفي محاولة لاستنشاق مزيد من الهواء، يخبر الجهاز العصبي تجويف الأحبال الصوتية في الحلق الذي يُدخل الهواء إلى الرئتين دون ابتلاع الطعام معها، أن يظل مفتوحاً لأطول فترة ممكنة.

بطبيعة الحال، لا نشعر حينها إلا بتوتر العضلات الناجم عن محاولة جسمك إبقاء هذا التجويف أو المزمار مفتوحاً حتى عند البلع.

في العادة، عندما لا تبكي، ينفتح المزمار وينغلق عند البلع طوال اليوم. هذا يضمن أن تبتلع الطعام والبصاق في اتجاه بينما تتنفس الهواء في الاتجاه الآخر، دون أي اختلاط بينهما.

ولكن، عندما تبكي أو تكون على وشك البكاء، فإن المزمار الخاص بك يحاول أن يظل مفتوحاً، لكنه يضطر إلى الإغلاق في كل مرة تحاول ابتلاع شيء. 

وهذا من شأنه أن يعبث بعضلات الحلق، مما يعطي إحساساً بوجود غصة الحلق.

وبالطريقة نفسها: يحفز جهازك العصبي إفراز الدموع.

عندما تبدأ في البكاء، تبدأ أيضاً في التنفس بشكل أثقل للحصول على مزيد من الأوكسجين في نظامك. لتعويض ذلك، فإن المزمار يظل مفتوحاً. في هذه المرحلة، تبكي حقاً. وتتدفق الدموع إلى أسفل، ويتراكم المخاط في أنفك وحلقك، مما يتسبب بالرغبة في الابتلاع.

بمجرد القيام بذلك، تتشوش عضلات الحلق وتغلق تجويف المزمار، وهذا الإجهاد والتضارب يسببان تورماً داخل الحلق، ويزول الشعورتدريجياً عند الاستسلام للبكاء وتنشيط القنوات الدمعية.

لا تتمالك دموعك المرة المقبلة - iStock
لا تتمالك دموعك المرة المقبلة – iStock

إضافة إلى الشعور بغصة الحلق، فإن البكاء يقوّي جسمك وعقلك ويحسّن حالتك العاطفية بشكل فوري لا يمكن مضاهاته بالبدائل النفسية الأخرى. لذلك لا تشعر بالحرج من ذرف بعض الدموع عند مشاهدة فيلمك الدرامي القادم.

كما يمكنك التعرُّف على فوائد البكاء العديدة في هذا التقرير.

تحميل المزيد