الرجال لا يُلامون على النسيان.. العلم يؤكد: ذاكرة النساء أفضل!

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/09 الساعة 13:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/09 الساعة 13:20 بتوقيت غرينتش

إذا لم يتذكر زوجك شراء نصف لتر من الحليب في طريقه إلى المنزل أو نسي عيد ميلادك، فقد لا يكون هذا خطأه. فقد أظهرت الأبحاث أن الرجال أسوأ من النساء في تذكر القيام بالأشياء.

واعتقادك أنهم لا يصغون عندما يُطلب منهم القيام بشيء ما قد يكون خاطئاً، فيبدو أنهم ينسون ما يقال لهم أحياناً لأسباب خارجة عن إرادتهم!

من المعروف أن النساء منذ فترة طويلة يفاخرن بأنه بإمكانهن تذكر الأشياء بشكل أفضل ولمدة أطول مما يستطيع الرجال. وقد أثبتت دراسة جديدة أن النساء في منتصف العمر يتفوقن على الرجال في جميع مقاييس الذاكرة، على الرغم من أن الذاكرة تتراجع مع دخول النساء بعد سن اليأس.

كما أن هناك العديد من التفسيرات البيولوجية والنفسية لقدرة النساء على التذكر بشكل أفضل من الرجال، التي سنناقشها في هذا التقرير.

ذاكرة النساء أقوى من الرجال

أحدث الدراسات تؤكد تفوق ذاكرة النساء 

في دراسة تم نشرها على الإنترنت في مجلة Menopause، مجلة جمعية سن اليأس في أمريكا الشمالية، تم التوصل إلى أن النساء يتمتعن بذاكرة أفضل من الرجال. وكان أداء النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 45 و 55 عاماً أفضل في جميع مقاييس الذاكرة، على الرغم من تعرضهن لانخفاض في القدرة على التذكر في سن اليأس.

لسوء الحظ، يعد فقدان الذاكرة نتيجة موثقة جيداً لعملية الشيخوخة. تشير التقديرات الوبائية إلى أن ما يقرب من 75% من كبار السن يبلغون عن مشاكل تتعلق بالذاكرة. كما أبلغت النساء عن زيادة النسيان و"ضباب الدماغ" أثناء فترة انقطاع الطمث. بالإضافة إلى ذلك، تتعرض النساء بشكل غير متناسب لخطر ضعف الذاكرة والخرف مقارنة بالرجال. على الرغم من هذه الظروف التي تعمل ضدهن، إلا أن النساء في منتصف العمر ما زلن يتفوقن على نظرائهن من الذكور في جميع مقاييس الذاكرة، وفقاً للدراسة.

قيمت الدراسة المقطعية التي شملت 212 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم بين 45 و55 عاماً الذاكرة العرضية والوظيفة التنفيذية والمعالجة الدلالية والذكاء اللفظي المقدّر من خلال الاختبار المعرفي.

بالإضافة إلى مقارنة الفروق بين الجنسين، وجدت الدراسة أيضاً أن النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث تفوقن على النساء بعد انقطاع الطمث في عدد من مناطق الذاكرة الرئيسية. ارتبط الانخفاض في مستويات الاستراديول لدى النساء بعد انقطاع الطمث على وجه التحديد بمعدلات أقل من التعلم الأولي واسترجاع المعلومات التي تم استرجاعها سابقاً، بينما تم الحفاظ على تخزين الذاكرة وتوحيدها.

كيف تؤثر الهرمونات على الذاكرة؟

كان باحثون من بوسطن، ماساتشوستس، يحققون في كيفية تأثير انقطاع الطمث ومستويات المنشطات الجنسية على جوانب معينة من الذاكرة.

وفقاً لما جاء في موقع Medical News Today، يُعتقد أن هرمونات الستيرويد الجنسي النشطة عصبياً، بما في ذلك إستراديول، تؤثر على التعلم والذاكرة لدى النساء، وقد تكمن وراء الاختلافات الجنسية في التعلم وأداء الذاكرة.

يؤثر إستراديول على بنية ووظيفة مناطق الدماغ المتعلقة بالذاكرة؛ نظراً لتقلب المستويات خلال الدورة الشهرية، يمكن أن يتغير أداء الذاكرة العاملة اللفظية أيضاً.

لمعرفة المزيد، قرر الفريق فحص وظيفة الذاكرة من حيث صلتها بمستويات الإستراديول في منتصف العمر المبكر.

لقد افترضوا أن الفروق بين الجنسين والهرمونات والحالة الإنجابية قد ترتبط بالتغيرات في أداء الذاكرة.

أراد الباحثون أيضاً معرفة مجالات الذاكرة التي من المرجح أن تكون ضعيفة عند النساء بعد انقطاع الطمث وما إذا كان مستوى وظيفة الذاكرة في منتصف العمر المبكر قد يتنبأ بالظهور المستقبلي لمرض الزهايمر، بناءً على تاريخ العائلة.

التفسيرات النفسية المحتملة للاختلافات بين الجنسين في الذاكرة

ذاكرة النساء أقوى من الرجال

هناك فرضيتان تمت مناقشتهما بشكل شائع لشرح الفروق المحتملة بين الجنسين في الذاكرة، وهما فرضية شدة التأثير وفرضية النمط المعرفي.

تنص فرضية شدة التأثير على أن الإناث يظهرن وظيفة ذاكرة فائقة لأن شدة استجاباتهن للتجارب العاطفية تتجاوز متوسط ​​ردود أفعال الذكور، مما يساعد على تسهيل تشفير تتبع الذاكرة. علاوة على ذلك، فإن الكبت العاطفي هو استراتيجية تنظيم عاطفي قد تتداخل مع ترميز المعلومات أو استرجاع الذاكرة. ومع ذلك، يبدو أن لدى الإناث ذاكرة عرضية أكبر للأحداث، وتشير بعض دراسات التصوير العصبي إلى أن الإناث لا تعالج الذكريات العاطفية بشكل مكثف أكثر من الذكور.

أما فرضية النمط المعرفي فتقترح أن الإناث تخزن الأحداث بتفصيل أكبر من الذكور، بينما يقوم الذكور بترميز "جوهر" الأحداث، على عكس التفاصيل الأكثر تحديداً. أحد التكهنات لهذا هو درجة تنشيط نصف الكرة الأرضية. على سبيل المثال، تشير بعض الدراسات إلى أنه، بالنسبة للذكريات العاطفية، يرتبط نشاط اللوزة الدماغية في نصف الكرة الأيمن بالاحتفاظ بالذاكرة على المدى الطويل للذكور، في حين يرتبط نشاط اللوزة الدماغية في نصف الكرة الأيسر بذكريات طويلة المدى للإناث.

كما تشير بعض الأدلة إلى أن النصف المخي الأيمن منحاز نحو معالجة "جوهر" الذكريات، في حين أن النصف المخي الأيسر منحاز نحو معالجة مفصلة أدق. ولكن على الرغم من أن الإناث يتذكرن روايات أطول وأكثر ثراءً وتقييمية لذكريات السيرة الذاتية، فقد ثبت أن الذكور يتذكرون المزيد من المعلومات الواقعية.

خاصة فيما يتعلق بذكريات السيرة الذاتية، قد تفسر ممارسات ذكريات الوالدين والطفل جزئياً الفروق بين الجنسين الملحوظة، حيث تميل الأمهات إلى التذكر بشكل أكثر تفصيلاً ومناقشة الأحداث العاطفية مع بناتهن بمزيد من التفصيل عند مقارنتها بأبنائهن.

40 عاماً من دراسات الذاكرة

هناك أبحاث تفترض أن الرجال لا يتذكرون الأشخاص الذين التقوا بهم، أو موقع الأشياء في غير مكانها، أو من قال ماذا، بنفس القدر الذي تفعله النساء. للتحقق مما إذا كانت هناك أي حقيقة وراء هذه التقارير، قامت مجموعة بحثية في Karolinska Institutet بإنشاء نظرة عامة على جميع الدراسات السابقة التي بحثت في أداء الذاكرة العرضية للرجال والنساء.

يتضمن هذا تحليلاً لـ617 دراسة تم إجراؤها بين عامي 1973  و2013 ، وتضم أكثر من 1.2 مليون مشارك، وتم نشرها في مجلة Psychological Bulletin.

النساء أفضل في تذكر المعلومات الشفهية

يقول مارتن أسبيرهولم، طالب الدكتوراه في قسم علم الأعصاب السريري، معهد كارولينسكا، والمؤلف الأول للدراسة: "تتمتع النساء بميزة أكبر عندما يمكن استخدام العمليات اللفظية للتذكر، بينما كان الرجال يتمتعون بميزة بالمعلومات القائمة على المزيد من المعالجة المكانية".

كما تؤدي النساء أداءً أفضل عندما يتعلق الأمر بتذكر المعلومات اللفظية، مثل الكلمات والجمل والنصوص والأشياء، وكذلك موقع الأشياء والأفلام. يمكن للرجال أن يتذكروا الصور المجردة بشكل أفضل وأن يتذكروا طريق عودتهم من مكان إلى آخر. علاوة على ذلك، هناك ميزة أنثوية عندما يتعلق الأمر بتذكر الوجوه والذكريات الحسية، مثل الروائح.

تحميل المزيد