هل شاهدت من قبل مقاطع فيديو على السوشيال ميديا لأشخاص يتناولون وجبات دسمة بشراهة كنوع من التحدي؟ تحظى مثل هذه التحديات بشعبية كبيرة ويتناول هؤلاء الأشخاص ما قد يزيد على 4000 سعر حراري في الوجبة الواحدة، ورغم ذلك تظل أجساد معظمهم نحيفة ورشيقة، ما يثير تساؤل واندهاش المشاهدين لهذه التحديات عن سر هذه الرشاقة.
هذا التحدي يسمى mukbang (موكبانغ) وينطق موكبان وهو عبارة عن بث فيديو يحدث عبر الإنترنت يظهر فيه أشخاص يستهلكون كميات هائلة من المواد الغذائية ويتفاعلون مع المشاهدين في الوقت ذاته، وفي بعض الأحيان يقوم أصحاب البث بإعداد الطعام أمام جماهيرهم قبل البدء في التهامه.
ستجد عمليات بث الفيديو هذه على youtube و afreeca و Twitch وغيرها من المنصات.
تحدي الأكل الكوري.. النشوة الدماغية
إن كلمة موكبانغ هي اختصار بين الفعل 먹다 باللغة الكورية والذي يعني ( أَكَلَ) وكلمة 방 التي تعني البث المرئي أو السمعي. أي أن كلمة موكبانغ تصف وضعية تناول الطعام على الشاشة.
انتشر تحدي موكبانغ عام 2010 في كوريا الجنوبية. أثناء البث يتم استهلاك جميع أنواع الأطعمة من البيتزا إلى السوشي أمام الكاميرا. في معظم الحالات يحصل هؤلاء الأشخاص على الأرباح ما يدفعهم إلى استهلاك كميات كبيرة من الطعام بشكل غير عادي ويمكن أن يحقق mukbangers المحترفون ما يصل إلى 9000 دولار شهرياً.
تمكّن شاب كوري عمره 14 سنة من جني 1500 دولار أمريكي في الليلة الواحدة بسبب مشاهدة الآلاف له وهو يتناول عشاء ويقوم بالدردشة مع أشخاص مختلفين على موقع البث المباشر أفريكا تي.
يستطيع جمهور هذا الشاب إهداء صاحب البث نقاطاً على شكل بالونات تبلغ قيمة كل منها 10 سنتات.
وأثناء تناول الطعام يضع صاحب البث مايك حساس أمامه فيصدر عنه صوت لتناول الطعام ليحصلوا على ما يسمونه "النشوة الدماغية" في تجربة حسية صارت تعرف بـ "إيه إس إم آر" أو (ASMR)، ويعتبره الكثير من الأشخاص شيئاً رائعاً يفيد بأن الطعام شهي ولذيذ.
و(ASMR) هو اختصار لمصطلح Autonomous sensory meridian response (الاستجابة الزوالية الحسية الذاتية) وتحدثه محفزات بصرية أو حسية أو سمعية لتكون ردة الفعل الجسدية على هيئة شعور بالحكة أو الدغدغة أو القشعريرة في فروة الرأس ما يعطى شعور بالراحة والاسترخاء.
لماذا أصبح الموكبانغ اتجاهاً على وسائل التواصل الاجتماعي؟
في بداية ظهور هذا النوع من التحديات ظن بعض المشاهدين أنه شيء جديد ومضحك، لكن ظل التساؤل قائماً عن سبب بقائه جذاباً لدرجة أن الآلاف يمكنهم مشاهدة صاحب البث وهو يتناول الطعام.
يعتقد الكثيرون أن انتشار هذه الظاهرة يرجع لكثرة عدد الكوريين الذين يعيشون في عزلة عن المجتمع، لذلك قد يحاول البعض أن ينسوا شعورهم بالوحدة من خلال مشاهدة الموكبانغ، حيث تتميز مقاطع الفيديو بأنها تفاعلية للغاية ويأكل أصحاب البث فيها الطعام الذي نتوق إليه جميعاً في أضعف لحظاتنا.
الصينية Mi Zijun مي زيجون هي أحد نجوم الموكبانغ لديها أكثر من 4 ملايين ونصف متابع على ويبو weibo أوضحت أنها كثيراً ما تتلقى رسائل من المعجبين يشكرونها على مشاركتها الوقت معهم أثناء تناول الطعام.
تأتي مصادر الدخل الرئيسية لهؤلاء الأشخاص من "مكافآت" من المعجبين خلال ساعة إلى ساعتين من البث المباشر.
عادة ما يتم تمثيل هذه المكافآت برموز "زهرة" أو "سيارة فاخرة" أو "صاروخ" لكل منها قيمة مالية معينة.
بدأت ظاهرة الموكبانغ في الانتشار من كوريا الجنوبية للبلدان الأجنبية والعربية بعد ذلك.
أضرار الموكبانغ
والموكبانغ هو سلاح ذو حدين، حيث يمكن أن يشجع عادات الأكل غير الصحية، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بأن الأشخاص قد يعتادون مشاهدة عملية الإفراط في تناول الطعام ما يغريهم بأن يقوموا بذلك الأمر بأنفسهم.
يعرف أصحاب البث بأن المشاهدين لا يرغبون حقاً في مشاهدتهم يأكلون أشياء صحية كالسلطة؛ لأن الموكبانغ يمثل للمشاهدين الشيء المبالغ فيه أو extremes.
لماذا يظل معظم أصحاب فيديوهات الموكبانغ نحيفين رغم كل هذا؟
وعلى الرغم من عادات الأكل السيئة التي يمارسونها، وتناولهم للطعام الدسم بهذا القدر من الشراهة فإن معظمهم لديهم جسم رشيق ويبدون نحيفين للغاية.
يزعم "بانز" الذي لديه ملايين المعجبين على يوتيوب أنه يمارس الرياضة يومياً لحرق جميع الدهون، لكن يجب أن ننوه إلى أن تناول الكثير من الدهون المشبعة وما يصاحبه من أمراض القلب قد لا يفيد معه ممارسة الرياضة بشكل أكبر، وقد لا يكون التمرين المنتظم كافياً لتقليل الخطر والقضاء عليه.
قالت نجمة أخرى من نجوم الموكبانغ تسمى شوجي shoogi إنها عادة ما تستعمل أسلوب "تقيؤ الطعام الذي تتناوله" لمساعدتها على البقاء نحيفة.