يمكن أن يؤثر الحمل على جسم المرأة الحامل بشكل جذري، ولكن بقدر ما تحتاج الحامل في تلك الفترة إلى النوم، فقد لا يحدث الأمر دائماً بسهولة؛ إذ قد تؤثر الهرمونات والتغيرات الجسدية على قدرة المرأة على الخلود لنوم عميق وإيجاد الوضعيات المناسبة التي تحقق الراحة والصحة لجسمها ولجنينها.
في هذا التقرير نستعرض أهمية وضعيات النوم أثناء الحمل الصحيحة للمرأة، وما إذا كانت بعض الأوضاع خلال الليل وساعات الراح قد تهدد سلامة الجنين وصحة المرأة الحامل أو حتى إذ ما كان يمكنها أن تؤثر على سهولة عملية الولادة.
مخاطر النوم على الظهر أثناء الحمل
يوصي الأطباء عموماً بالنوم أثناء الحمل على أحد الجانبين أثناء الحمل، خاصة مع تقدم شهور الحمل والاقتراب من موعد الولادة. وهذا يحدث بسبب مخاوف تتعلق بتدفق الدم؛ إذ عندما يكبر الجنين، تزداد فرصة ضغط تدفق الدم إلى الرحم.
وتشير مراجعة للدراسات الطبية تمت عام 2019 ونشرها موقع health line للصحة والطب، إلى أن النوم أثناء الحمل على الظهر ينطوي على بعض المخاطر، في حين أن النوم على الجانب الأيمن أو الأيسر أكثر سلامة للأم وجنينها.
واتضح أن هناك خطراً متزايداً للإملاص، أو متلازمة موت الرضع عند ولادتهم، لدى السيدات الحوامل اللائي ينمن على ظهورهن بعد 28 أسبوعاً من الحمل. ومع ذلك، هناك الكثير من البيانات المختلطة حول ما إذا كان الاستلقاء على ظهرك أثناء الحمل هو ما يساهم في زيادة خطر الإملاص.
واليوم، لا يتوفر سوى عدد محدود من الدراسات حول هذا الموضوع. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد مما إذا كان هناك ارتباط أم لا بين حالات الإملاص وأوضاع النوم حتى 30 أسبوعاً من الحمل.
النوم على الجانب الأيسر أثناء الحمل
غالبا ما يُشار إلى النوم على الجانب الأيسر باعتباره السيناريو "المثالي" لنوم المرأة أثناء الحمل؛ إذ يسمح وضع الجسم على الجانب الأيسر بتدفق الدم الأمثل من الوريد الأجوف السفلي (IVC).
يمتد هذا الوريد الكبير بشكل موازٍ لعمود الجسم الفقري على الجانب الأيمن وينقل الدم إلى القلب، وبالتالي إلى الجنين في الرحم.
كما يُعد النوم أثناء الحمل على الجانب الأيسر عاملاً مؤثراً في إزالة الضغط عن الكبد والكليتين. وهذا يعني مساحة أكبر للعمل بشكل صحيح، مما يساعد في حل مشاكل التورم في اليدين والكاحلين والقدمين.
النوم على الجانب الأيمن أثناء الحمل
لا يعني كون النوم على الجانب الأيسر خياراً مثالياً للسيدات الحوامل أن النوم على الجانب الأيمن قد يعرض المرأة أو جنينها للخطر. فقد أظهرت مراجعة لعدد من الدراسات والأبحاث العلمية ذات الصلة، عام 2019، ونشرها موقع WebMD للطب والمعلومات الصحية، أن هناك معدل أمان متساوياً في النوم على الجانبين الأيسر والأيمن.
هناك خطر طفيف من حدوث مشكلات ضغط على وريد القلب الأجوف السفلي (IVC) عند النوم على ناحية اليمين، ولكن الأمر يتعلق في الغالب بالمكان الذي يشعر فيه جسم المرأة بالراحة أكثر.
النوم أثناء الحمل على البطن ليس مستحيلاً!
لا بأس بالنوم على البطن، أو الاستلقاء على الوجه والمعدة أثناء فترة الحمل لحين الوصول إلى ما بين الأسبوع الـ16 إلى 18؛ لأنه بخلاف هذا فقد تشعر المرأة وكأنها تحاول النوم فوق بطيخة.
إلى جانب عامل الراحة البديهي، لا يوجد سبب أو داعٍ للقلق عندما تجد المرأة نفسها استيقظت من النوم على بطنها خلال النوم، إذ تحمي جدران الرحم والسائل الأمنيوسي الطفل من الانضغاط تحت حمل الجسم.
ومع ذلك، هناك الكثير من الأضرار الصحية للنوم على البطن، يمكن معرفة المزيد عنها في هذا التقرير.
نصائح لتحقيق الراحة الأمثل عند النوم أثناء الحمل
الحصول على المزيد من الدعم للبطن والظهر عند النوم أثناء الحمل، يمكن دعم الجسم عن طريق وضع وسادة تحت البطن وبين الركبتين. ويُنصح بشراء وسادة حمل خاصة طويلة لضم الجسم بالكامل، أو استخدام واحدة إضافية ذات امتصاص قوي للحركة.
وبحسب موقع WebMD، يمكن أن يساعد وضع الوسادة تحت الجسم على إبقاء المرأة الحامل في وضعية الاستلقاء على جانبها، مما يمنعها من التقلّب إلى معدتها أو ظهرها.
وعند الشعور بضيق التنفس، يمكن وضع وسادة تحت الجنب لرفع الصدر للأعلى قليلاً. أما بالنسبة لمن تعاني من الحموضة المعوية، يمكن رفع الرأس والنصف العلوي من الجسم عن السرير ببضع بوصات باستخدام الأغطية أو الوسائد الهشة. يساعد ذلك الانحناء في الجسم في الحفاظ على الأحماض في أسفل المعدة وعدم ارتفاعها للأعلى بسبب الاستلقاء المنخفض.
وذلك بدلاً من وصولها إلى المريء والشعور بحرقة المعدة.
وبشكل عام، لا داعي للذعر إذا وجدت المرأة الحامل نفسها تقلبت أثناء الليل ووصلت إلى وضعية نوم مختلفة، إذ من الأفضل دوماً ترك الجسم ليتحرك ويكون أكثر راحة من محاولة إيقاظه كل بضع دقائق للبقاء على جانب واحد.