كابوس الآباء الذي يحاول الطب معرفة أسبابه.. ما هي متلازمة “موت الرضع المفاجئ” وكيف تحمي طفلك؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/18 الساعة 12:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/18 الساعة 12:58 بتوقيت غرينتش

في حالة صادمة تُعد كابوساً لأي أسرة حظيت بمولود جديد، يحاول الأطباء والباحثون كشف أسباب وفاة الأطفال الرُّضَّع بعد ولادتهم بأشهر معدودة بدون أسباب صحية واضحة.

ومتلازمة "موت الرضع المفاجئ" (SIDS) هي الموت غير المبرر، وتكون عادةً أثناء النوم، لطفل يبدو أنه يتمتع بصحة جيدة يبلغ أقل من عام من عمره.

تُعرف متلازمة موت الرضع المفاجئ أحياناً باسم موت المهد، وذلك لأن الأطفال يموتون غالباً في أسرّتهم أثناء النوم الطبيعي.

ورغم أن السبب غير معروف إلى حد كبير، يبدو أن متلازمة موت الرضع المفاجئ قد تكون مرتبطة بعيوب في جزء من دماغ الرضيع، الذي يتحكم في التنفس والاستيقاظ من النوم.

وقد اكتشف الباحثون بعض العوامل التي قد تعرّض الأطفال لخطر أكبر من غيرهم. محددين أيضاً التدابير التي يمكن اتخاذها للمساعدة في حماية الطفل من تلك المتلازمة.

يجري باحثون دراسات عديدة لمعرفة أسباب موت الرضع المفاجئ وطرق الوقاية منه - ShutterStock
يجري باحثون دراسات عديدة لمعرفة أسباب موت الرضع المفاجئ وطرق الوقاية منه – ShutterStock

العوامل الفيزيائية المرتبطة بـSIDS

1- عيوب الدماغ: يولد بعض الأطفال بمشاكل تجعلهم أكثر عرضة للوفاة بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ. ولدى كثير من هؤلاء الأطفال لم يكتمل الجزء من الدماغ الذي يتحكم في التنفس والاستيقاظ من النوم بما يكفي للعمل بشكل سليم.

2- انخفاض الوزن عند الولادة: تؤدي الولادة المبكرة أو كون الرضيع جزءاً من ولادة متعددة لتوائم إلى زيادة احتمالية عدم اكتمال نمو دماغ الطفل كلياً، لذلك يكون أقل تحكماً في العمليات التلقائية مثل التنفس ومعدل ضربات القلب.

3- عدوى الجهاز التنفسي: العديد من الأطفال الذين ماتوا بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ أصيبوا قبل الموت بالزكام، ما قد يُسهم في مشاكل التنفس التي قد تؤدي للوفاة أثناء النوم.

العوامل البيئية الأخرى لموت الطفل أثناء للنوم

يمكن أن تفاقم العناصر الموجودة في سرير الطفل ووضعية نومه مع مشاكل الطفل الجسدية مخاطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.

 والأمثلة لتلك العوامل تشمل ما يلي وفقاً لموقع Mayo Clinic للصحة والطب:

  • نوم الطفل على بطنه أو جانبه: قد يواجه الأطفال الذين يوضعون في هذه الأوضاع للنوم صعوبة في التنفس أكثر من أولئك الذين يوضعون على ظهورهم خلال النوم.
  • النوم على سطح ناعم وطري: يمكن أن يؤدي الاستلقاء على لحاف رقيق أو مرتبة ناعمة أو سرير مائي إلى سد مجرى الهواء للرضيع في جسمه.
  • تقاسم السرير مع آخرين: في حين أنه قد ينخفض خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ، إذا كان الرضيع ينام في نفس الغرفة مع والديه، لكن يزداد الخطر إذا كان الطفل ينام في نفس السرير مع الوالدين أو الأشقاء أو الحيوانات الأليفة.
  • ارتفاع درجة الحرارة: يمكن أن يؤدي الشعور بالدفء الشديد أثناء النوم إلى زيادة خطر إصابة الطفل بمتلازمة الموت المفاجئ.
هناك بعض الخطوات التي من شأنها حماية الطفل من التعرض لمثل هذه الحالة - ShutterStock
هناك بعض الخطوات التي من شأنها حماية الطفل من التعرض لمثل هذه الحالة – ShutterStock

اكتشاف أسباب جديدة لمتلازمة موت الرضع المفاجئ

يقول الطبيب الأمريكي توماس كينز، اختصاصي أمراض الرئة للأطفال، إن أحد الأسباب التي تجعل المتلازمة لا تزال مأساوية وغامضة للغاية هو أنه من المحتمل ألا تكون ناجمة عن آلية بيولوجية واحدة، بل مجموعة من العوامل التي تجتمع معاً.

وقد أشارت الدراسات السابقة وفقاً لموقع Kids Health لصحة الأطفال إلى أن النشاط المنخفض، أو التلف في أجزاء من أدمغة الأطفال التي تتحكم في معدل ضربات القلب والتنفس والاستيقاظ من النوم، بالإضافة إلى بعض العوامل البيئية مثل الفراش الناعم أو التدخين السلبي، من أبرز الأسباب الواضحة لموت الرضيع.

ولاختبار ما إذا كان هناك شيء مختلف صحياً لدى أطفال متلازمة موت الرضع المفاجئ، قارن بحث جديد أجراه مستشفى ويستميد للأطفال في سيدني بأستراليا، عينات الدم المجففة من اختبار وخز كعب حديثي الولادة لـ655 طفلاً سليماً، و26 طفلاً ماتوا بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ، و41 طفلاً رضيعاً ماتوا لأسباب أخرى.

ووجدوا أن حوالي تسعة من كل عشرة أطفال ماتوا بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ، كانت لديهم مستويات أقل بكثير من إنزيم معين، مقارنة بالأطفال في المجموعتين الأخريين.

الإنزيم الناقص في دم الأطفال المتوفين بالمتلازمة يسمى butyl cholinesterase، والمعروف اختصاراً بـBChE، وفقاً لمجلة eBioMedicine التي نشرت الدراسة الجديدة، في عدد شهر يونيو/حزيران 2022.

من الضروري وضع الطفل على ظهره أثناء النوم خلال عامه الأول - ShutterStock
من الضروري وضع الطفل على ظهره أثناء النوم خلال عامه الأول – ShutterStock

طرق للوقاية من مخاطر موت الرضع المفاجئ

لا توجد طريقة مضمونة للوقاية من متلازمة موت الرضع المفاجئ، ولكن يمكنك مساعدة طفلك على النوم بأمان أكبر باتباع هذه النصائح:

  1.  وضعية النوم: ساعد طفلك على أن ينام على ظهره وليس على بطنه أو جانبه خلال العام الأول من عمره، مع متابعته خلال الليل لكي لا يتدحرج ليغير وضعيته.
  2.  حافظ على سرير الأطفال خالياً من الطبقات والوسائد قدر الإمكان. استخدم مرتبة صلبة وتجنب وضع طفلك على حشوة سميكة ورقيقة أو غاية في الطراوة، كذلك لا تترك الوسائد أو الألعاب المنفوشة أو الحيوانات المحشوة في سرير الطفل، إذ يمكن أن تتسبب في خنق طفلك.
  3.  درجة حرارة الجسم: للحفاظ على دفء طفلك، قم بإلباسه أطقم الأطفال الثقيلة عوضاً عن تغطيته بالبطاطين الثقيلة، كذلك لا تغطي رأس طفلك عند نومه أبداً.
  4. اجعل طفلك ينام في غرفتك: من الناحية المثالية يجب أن ينام طفلك معك في غرفتك خلال شهوره الأولى، على أن يكون بمفرده في سرير أو هيكل آخر مصمم لنوم الرضيع.
  5. أسرّة الأشخاص البالغين ليست آمنة للرضع: يمكن أن ينحصر الطفل ويختنق بين طبقات الفراش الكبير للوالدين، أو في المسافة بين المرتبة وإطار السرير، أو المسافة بين المرتبة والجدار. كما يمكن أن يختنق الطفل أيضاً إذا انقلب الوالد النائم عن طريق الخطأ وغطى أنف أو فم الطفل، أو نقل أغطية ووسائد الفراش على رأس الطفل بالخطأ.
  6. الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل تقلل من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.
  7. استخدام اللهاية: قد يؤدي مص اللهاية من دون حزام أو خيط في وقت القيلولة ووقت النوم إلى تقليل مخاطر متلازمة موت الرضع المفاجئ. وفي حال كنتِ ترضعين رضاعة طبيعية فانتظري تقديم اللهاية لطفلك، حتى يبلغ من العمر 3 إلى 4 أسابيع. أما إذا لم يكن طفلك مهتماً باللهاية فلا تجبريه على ذلك، حاولي مرة أخرى في يوم آخر. وإذا سقطت اللهاية من فم طفلك أثناء نومه فلا تضعيها في فمه مرة أخرى.
ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد