تعتبر مأكولات العيد في الدول العربية واحدة من أبرز الطقوس المحببة لدى الناس، إذ تتفرد كل دولة عن غيرها بأطباق مميزة، لبعضها دلالات لدى السكان وأخرى تحضر فقط لأنها لذيذة.
مأكولات العيد في الدول العربية
من الأردن، المشهور بتحضير منسف اللحم في أول أيام العيد، إلى الجزائر الشهيرة بالتشيشة بالزعتر، ومروراً بمشاوي ويبرق وملوخية سوريا والدولمة والكاهي والكيمر في العراق، يعتبر طبق العيد طبقاً أساسياً وتقليدياً لا يمكن الاستغناء عنه.
ولذلك سنتعرف في هذا التقرير على أبرز مأكولات العيد في الدول العربية من شرقها إلى أقصى غربها:
الدولمة والكيمر والكاهي في العراق
في العراق، تتعدد الأطباق التي يحضرها الناس أول أيام العيد، ولكن أبرزها الكيمر والكاهي والدولمة.
ففي الساعات الأولى من أول أيام العيد، وبعد أن يعود الناس من زيارة أحبائهم في المقابر، يعتبر طبق الكيمر والكاهي طبقاً أساسياً على وجبة الإفطار.
والكيمر العراقي (القيمق) هو قشطة الحليب المخثرة، يؤكل مع الخبز أو الصمون العراقي، وقد يؤكل مع المربى أو العسل أو الكاهي، ويعد وجبة الفطور الأكثر تقديماً في مناسبات الأعياد، أما الكاهي فيصنع في الأفران الموجودة في جميع المدن العراقية.
أما وجبة الغداء فغالباً ما تكون أحد الأطباق التقليدية مثل الدولمة العراقية أو تشريب اللحم أو البرياني، وغيرها من المأكولات التي لا يكتمل العيد من دونها.
اليبرق والمشاوي والملوخية في سوريا
أما في الدولة الشقيقة سوريا فتختلف مأكولات العيد باختلاف المدينة.
ففي العاصمة السورية دمشق فإنك سترى شوارع المدينة أول أيام العيد وهي مليئة بالدخان، والسبب أنّ طبق المشاوي يعتبر طبقاً رئيسياً في هذا اليوم المميز.
أما في حلب فإنَّ سكانها المشهورين بالمطبخ المميز، فإنهم غالباً لا يكتفون بطبق واحد أول أيام العيد، لتراهم قد حضروا أطباقاً متعددة للضيوف، إذ تسري العادة هناك أن تقوم العائلة بزيارة جميع أقاربها وأصدقائها في أول أيام العيد.
اليبرق والكبة الحلبية واللحمة بكرز (صيفاً) هي أبرز المأكولات الحلبية للعيد.
أما شرق في سوريا، وتحديداً مدينة دير الزور، فستجد البامية هي الأكلة الرئيسية لأول أيام العيد، ويطلق على الطبق اسم "ثرود البامية".
المنسف في الأردن
في الأردن، فإنك وبمجرد أن ترى الناس بدأوا بتحضير المنسف، فإنك ستعلم مباشرة أن العيد قد بدأ.
يعتبر المنسف الأردني الطبق الوطني في الأردن، ورمزاً لأصالة وكرم الضيافة لدى سكانه.
ويتكون المنسف من أرز يوضع فوقه لحم الغنم، ويسقى بالجميد المحضر من حليب الأغنام البلدية والسمن البلدي ويزين بالصنوبر.
السماقية والفسيخ في فلسطين
تعتبر السماقية من الأكلات الشعبية المميزة في معظم المدن الفلسطينية، إذ يتم إعدادها في الأعياد، خاصَّة في عيد الفطر، وهو طبق تاريخي يمتد عمره لمئات السنين، واليوم هو طبق المناسبات السعيدة للغزيين.
يحظى هذا الطبق بشعبية خاصة بين سكان قطاع غزة، ويحضر على مدار العام، أطلق عليه هذا الاسم لاستخدام السماق في إعداده، أما سبب إعدادها في عيد الفطر فهي لأنها خفيفة على المعدة بعد شهر من الصوم، إلى جانب أنها تتمتع بقيمة غذائية كبيرة لما تحتويه من أصناف عديدة.
كما يعتبر تناول الفسيخ في أول أيام عيد الفطر هو إحدى العادات المصرية التي وصلت فلسطين منذ سنوات.
فتة اللحم والفسيخ في مصر
تعد أكلة الفسيخ في صبيحة عيد الفطر عادة مصرية متأصلة بالتاريخ، لما لها من أهمية رغم شدة ملوحته.
ويُقال إن المصريين يتناولون الفسيخ أول أيام عيد الفطر لأنه يدفع الناس لشرب الماء بكثرة، ما يعوض السوائل التي فقدها الجسم خلال فترة صيام شهر رمضان.
أما الطبق الأساسي الثاني للمصريين في عيد الفطر فهو فتة اللحم مع الخبز والأرز، أو كما يطلق عليه أيضاً اسم "فتة العيد".
وبحسب "الجزيرة نت" يرجع الفضل الأول في إعداد طبق الفتة إلى قدماء الفراعنة الذين اكتشفوا سر المذاق الرائع الناجم عن مزج الخبز مع الأرز واللحم، واعتبروها من الأكلات الفاخرة التي تُقدم في القصور والمناسبات الراقية، وسُميت الفتة بهذا الاسم لأنها تُطهى من "فتات" الخبز مضافاً إليها الأرز وقطع اللحم.
التشيشة بالزعتر في الجزائر
من عادات وتقاليد الجزائر في أول يوم عيد الفطر تناول التشيشة بالزعتر، وهي عبارة عن حساء أولي رئيسي يتناول على الإفطار.
تبدأ النساء الجزائريات بتحضير التشيشة بالزعتر بعد صلاة الفجر مباشرة، ليكون جاهزاً للتناول قبل القهوة والحلويات، ويعتقد أنّ سبب تناول هذا الحساء الخفيف هو من أجل مساعدة المعدة على الاعتياد مجدداً على الإفطار المبكر بعد شهر الصيام.
فيما هناك مناطق أخرى في الجزائر تفضل بدء يومها بطبق خبز الملوي مع التمر.
في حين يعتبر "قاطو العيد" أي حلوى العيد، حلوى أساسية، والتي يتبادل الجزائريون فيما بينهم كعربون محبة وود بين أفراد العائلة الجيران.
أما الطبق الرئيسي فهو أكلة "الشخشوخة" التقليدية، التي تعتبر الأكلة الأكثر رواجاً في الجزائر، والتي يصفها الكثيرون منها بلقب "المعشوقة".
رغيفات العيد والكسكس في المغرب
أما في المملكة المغربية فيعتبر الرغيف المعسل المحشو باللوز أو كما يسمى "رغيفات العيد" واحداً من أهم أطباق الإفطار في عيد الفطر، إضافة إلى أنواع فطائر أخرى مثل: "المسمن" و"الحرشة"و"البغرير"، والرغيف المحشو بالجبن عند أهل الشمال، و"رزيزة القاضي" التي تقدم رفقة الزبدة والعسل المخلوطين.
في حين يعتبر طبق "الكسكس" أهم طبق يجب وجوده على مائدة عيد الفطر، إذ إن له مكانة خاصة لدى الناس، ويحضر إما من اللحم بالبرقوق أو الدجاج المجمر أو الرفيسة.