يبتكر الكثير من الناس في تحضير وصفات السحور المشبعة والمليئة بالمكونات والعناصر الغذائية المختلفة، ولكن يتضح أن هناك مكونين فقط بإمكانهما أن يمثلا وجبة مثالية ومشبعة على طاولة السحور خلال شهر رمضان، وهي الحليب والقمح.
وبتحضير وصفة "البليلة" بهذين المكونين، يمكن تقديم قائمة طويلة من الفوائد الصحية والغذائية عند تناولها كل ليلة في وجبة السحور، وتحقيق الشعور بالشبع والامتلاء لمدة طويلة؛ ما يجعلها وصفة مثالية لهذا الشهر لتعويض الإحساس العام بانخفاض الطاقة بسبب الصيام. فيما يلي نستعرض فوائد البليلة في رمضان وطريقة تحضيرها بشكل صحي:
فوائد البليلة في رمضان
تباينت الدراسات العلمية المتخصصة في تحديد فوائد البليلة بالحليب، أو القمح المسلوق والمنقوع في الحليب الساخن، باعتبارها واحدة من الأكلات الشعبية المعروفة في عدد من الدول العربية؛ مثل مصر والمملكة العربية السعودية وغيرها، والشائع حولها الكثير من المزايا الصحية المزعومة.
ولكن يتضح أنه ببعض الشروط المتبعة عند تحضيرها وتناولها، يمكن تحقيق الكثير من الفوائد الصحية التي لا يمكن مضاهاتها بالوجبات الخفيفة الأخرى نظراً لغناها بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.. ومن أبرز فوائد البليلة في رمضان:
1- مصدر غني بالمعادن لتعزيز الطاقة
توضح أخصائية التغذية العلاجية، مروة كمال، أن البليلة بإمكانها مد الجسم بالطاقة، فهي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، والتي تعد مصدراً رئيسياً للطاقة للجسم، الأمر الذي يجعلها وجبة مثالية لتعويض الإجهاد المصاحب لصيام شهر رمضان.
2- تعزيز صحة الأمعاء وتقوية المناعة
علاوة على ذلك، تساعد الألياف الموجودة في القمح على تنظيم حركة الأمعاء، وتقليل خطر الإصابة بالإمساك وتحسين صحة وبيئة البكتيريا الجيدة المتواجدة في الجهاز الهضمي.
ومن فوائدها المحتملة أنها قد تساعد بالفعل على التقليل من فرص الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، مثل: القولون العصبي، وسرطان القولون.
ولأنها غنية بالفيتامينات والمعادن المتنوعة، تعمل البليلة على تعزيز المناعة، وحماية الجسم من الأمراض.
3- تعزيز الشعور بالشبع والامتلاء
تعمل الألياف في وجبة البليلة المُعدة من القمح المنقوع والحليب على إبطاء عملية الهضم، الأمر الذي يعزز الشعور بالشبع، إضافة لغناها بكميات كبيرة من البروتينات التي تعمل على زيادة إنتاج بعض الهرمونات الكابحة للشهية.
تساعد الوجبة أيضاً في الحفاظ على الوزن لأنها تحتوي على الكثير من الألياف التي تعزز الشعور بالشبع.
4- ضبط معدلات السكري وضغط الدم
تلعب الألياف دوراً أساسياً في الحفاظ على مستوى الضغط والسكر فى الدم. ولأنها وصفة تعتمد بشكل أساسي على القمح، فهي غنية بكميات كبيرة من البوتاسيوم؛ ما يساعد على ضبط مستوى الكولسترول في الدم.
5- وجبة غذائية متكاملة
يحتوي القمح على نسبة عالية من البروتين والكربوهيدرات والسيلينيوم، بالإضافة للكالسيوم والزنك والحديد والمغنيسيوم وفيتامينات: أ، ب، هـ، ود.
كما يُعد الحليب الطبيعي واحداً من أهم مصادر البروتين والكالسيوم وعدد من الفيتامينات الأخرى، هذه القيمة الغذائية العالية تجعل وصفة البليلة واحدة من أكثر الوجبات المتكاملة التي يمكن تناولها في السحور.
6- تساعد على فقدان الوزن بشكل صحي
توضح أخصائية التغذية وفاء سعيد أن وجبة القمح والحليب من شأنها المساهمة في فقدان الوزن، فهي من الوصفات التي يمكن تناولها عند اتباع الحميات الغذائية، لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف، التي تساعد على الشعور بالشبع والامتلاء، ولكن يجب الحرص على عدم إضافة السكر إليها، وتحليتها بعسل النحل.
تقوية الذاكرة وتعزيز صحة العظام
تساعد البليلة أيضاً على تحسين الذاكرة، وتقليل خطر الإصابة بالزهايمر الناتج عن التقدم في العمر؛ لذا ينصح عدد من الأطباء كبار السن بتناولها بانتظام. وتشير وفاء سعيد إلى أن القمح في تلك الوصفة هو من الحبوب الكاملة التي تعمل على تنشيط خلايا الجسم، ولاسيما خلايا المخ، لذلك ينصح الأطباء بتناولها لتقليل خطر الإصابة بالزهايمر والخرف.
كما يوفر الحليب في تلك الوصفة نسبة عالية من الكالسيوم للجسم؛ ما يساعد على حماية العظام من الهشاشة، ويدعم صحة العظام.
طريقة تحضير البليلة بشكل صحي في رمضان
- يتم نقع نصف كوب من القمح الكامل المقشور في الماء النقي لعدة ساعات قبل الطهي، وذلك لكي يتشرب القمح ما يكفي من الرطوبة لجعله طرياً عند المضغ.
- يتم طهي القمح بعد تصفيته في ضعف كميته من الحليب الطبيعي، مع إضافة ملعقة شاي من الفانيليا لتعزيز النكهة.
- يمكن إضافة ملعقة طعام من نشا القمح لإضفاء قوام "المهلبية" للبليلة. مع تعزيز الوصفة ببعض جوز الهند المبشور حسب الرغبة.
- بعد طهي القمح ونضجه بالكامل في الحليب، يمكن تحلية الوصفة بالعسل الأبيض.