كثيراً ما نسمع العديد من النصائح التي تطلب التوقف عن الطبخ في أواني الألومنيوم القديمة؛ لأنها قد تسبب السرطان، ومع ذلك، تظل تلك النوعيات من الآنية إحدى أكثر أدوات الطهي انتشاراً واستخداماً حول العالم.
إذ غالباً ما تكون أواني الطبخ المصنوعة من الألومنيوم غير مكلفة، كما أنها خفيفة الوزن، لذلك ليس من المستغرب أن يختار العديد من الطهاة أواني الطبخ المصنوعة من هذا المعدن، ويفضلوها على جميع الأدوات الأخرى.
ولكن هل من الآمن حقاً استخدام أواني الطبخ المصنوعة من الألومنيوم؟ وهل هناك أي أطعمة يجب عليك تجنب طهيها فيه؟
ممنوع استخدام أواني الألومنيوم في طهي الطعام الحامض
لا ينبغي استخدام أواني الطبخ المصنوعة من الألومنيوم لطهي الأطعمة الحمضية. صحيح أنه موصل جيد للحرارة، لكنه يتفاعل بقوة مع الأطعمة الحمضية مثل الطماطم والخل وعصير الحمضيات.
ونتيجة لذلك، قد يتسرب المعدن إلى الطعام، مما يغير نكهته ومظهره ويترك أواني الطهي ذات سطح منقّر ومكشوط، إضافة للتأثير الصحي الوارد.
أما من الناحية العلمية، ليس هناك تأكيد دقيق على الآثار الصحية طويلة المدى لتناول الألمنيوم، على الرغم من أن الكميات الموجودة في الأطباق والأواني المعدنية المعتادة تعتبر آمنة عادةً. ومع ذلك، اعتماداً على نوع الطعام الذي يتم طبخه فيها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى بعض الآثار الجانبية المحتملة.
وعندما يمتزج الألومنيوم مع الأطعمة الحمضية، يتسرب المعدن إلى الوجبة. ويعد غلي صلصة الطماطم في قدر من هذا المعدن بمثابة وصفة لترشيح الألومنيوم وتمثل خطراً صحياً على الجسم. هذا بالإضافة إلى إتلاف الوعاء وتآكله.
بالمقارنة، فإن خبز الكيك مثلاً في صينية خبز من الألومنيوم يزيل كمية أقل من المعدن نظراً لأن الطعام أكثر جفافاً وأقل حمضية وأقل ملوحة، وله اتصال جسدي أقل بالمعدن، ويستغرق وقتاً أقل للطهي؛ وبالتالي لن يسبب نفس المخاطر.
وبشكل عام، تشير الدراسات العلمية المتخصصة إلى أنه من غير المرجح أن يتم استهلاك الألومنيوم من أواني الطعام بشكل يهدد الصحة العامة، لأن الغالبية العظمى منه لن تنتقل إلى مجرى الدم من الجهاز الهضمي.
في المقابل، من المرجح أن يعاني معظم الأشخاص من تراكم مثير للقلق للمعدن من خلال التعرض المهني فقط، والذي يحدث على الأرجح عن طريق استنشاق كميات كبيرة من غباره بدون قناع واقٍ لدى عمال المصانع.
التسمم بالألومنيوم ومرض الزهايمر والفشل الكلوي
وجدت دراسات علمية متخصصة أيضاً أن الأشخاص الذين يعانون ضعفاً بيولوجياً للألومنيوم في دمائهم شهدوا انخفاضاً في الأداء في اختبارات الانتباه والتعلم والذاكرة. ومع ذلك ارتبط الأمر بالعمال في المصانع، وليس بالنسبة لاستخدام أواني الطهي المصنوعة من المعدن.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى قد يكونون أكثر عرضة لتسمم الألومنيوم عن غيرهم باستخدام تلك الأواني. لذلك إذا كنت تعاني من تلف أو ضعف وظائف الكلى، فقد لا يتمكن الجسم من إزالة المعدن من الجسم، وينتهي بك الأمر بالتسمم.
كيفية تقليل تناول الألومنيوم
1– تجنب المكونات المتفاعلة مع المعدن: على الرغم من أنه من غير المرجح أن يمثل الألومنيوم مشكلة بالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء، إلا أنه لا يزال من الضروري تقليل استهلاكه قدر الإمكان، خاصة إذا كنت تعاني من ضعف في وظائف الكلى.
هذا لا يعني التخلص من القدور والمقالي المصنوعة من الألومنيوم، لكنه يعني عدم الطهي باستخدام هذا المعدن إذا كان الطبق الذي تحضره حمضياً أو يتضمن الصلصة المصنوعة من الطماطم، أو الوصفات التي تتضمن عصير الليمون.
2- استبداله بالأدوات الأكثر أماناً للطهي:
من المستحسن استخدام أواني الطهي الآمنة وغير القابلة على التفاعل مع الطعام، مثل الأواني المصنوعة من الستانلس ستيل، أو السيراميك، أو الأدوات الزجاجية عالية الجودة.
3– تجنب استهلاك المعلبات والأطعمة المحفوظة والمصنّعة: هناك استراتيجية أخرى لتجنب استهلاك الجسم لمعدن الألمنيوم، وهي مفيدة أيضاً للصحة بشكل عام، وهي تقليل تناولك للأطعمة المصنعة والمعلبات، والتي تساهم في تعريض الجسم لمستويات أعلى من المعدن.
كذلك بالنسبة للمضافات الغذائية، بما في ذلك مثبتات فوسفات ألومنيوم الصوديوم وكبريتات ألومنيوم الصوديوم، موجودة في العديد من الأطعمة بما في ذلك المخبوزات المصنوعة من الدقيق ذاتي التخمير وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.