تعتبر رطوبة الشتاء من التحديات الشائعة التي تواجه الأشخاص خلال فصل الشتاء؛ حيث يتزايد مستوى الرطوبة في الهواء خلال هذا الفصل بسبب عدة عوامل، ما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ضيق التنفس والتحسس والتهاب الجيوب الأنفية والربو..
لتجنب هذه المشكلات الصحية، نقترح عليكم في هذه المقالة بعض الحلول التي تساعدكم في الحد من الرطوبة الزائدة ونصائح للحفاظ على مستوى مناسب من التهوية لتجنب تراكم الرطوبة.
فما هي رطوبة الشتاء؟ وما الأمراض التي تسببها ؟ وكيف يمكننا تجنب مضارها في فصل الشتاء ؟
ما هي الرطوبة في الشتاء؟
تعتبر الرطوبة في الشتاء ظاهرة طبيعية تنشأ نتيجة للعديد من العوامل. فيمكن أن يكون تسخين المنازل واستخدام أنظمة التدفئة المركزية، سبباً رئيسياً في زيادة معدلها في الهواء في فصل الشتاء.
فعندما تقوم أجهزة التدفئة بتسخين الهواء البارد، تقل قدرة الهواء على استيعابها، ما يؤدي إلى تكاثفه على الأسطح الباردة مثل النوافذ والأبواب.
الرطوبة في الشتاء/مواقع التواصل
هناك أيضاً عوامل أخرى قد تسهم في زيادتها في المنازل خلال فصل الشتاء، مثل تهوية غير كافية، وتسربات الهواء، واستخدام الأجهزة المنزلية التي تطلق بخار الماء، مثل المواقد وأجهزة تنقية الهواء.
وتعرّف كمية بخار الماء بأنّها الحالة الغازية غير المرئية للماء. يتم تحديد كمية الترطيب في منزلك من خلال درجة حرارة الهواء وضغط الهواء، يجب أن تتراوح مستوياتها الداخلية المثالية في منزلك بين 30 بالمئة إلى 50 بالمئة (الرطوبة النسبية). والهدف هو أن يكون بين 35 بالمئة و40 بالمئة، بحسب موقع HOMES GARDENS كما يتفق خبراء الصحة على أن هذا مستوى رطوبة مريح للحيوانات الأليفة أيضاً.
ويمكن أن تتسبب زيادة مستوى الرطوبة في العديد من المشكلات، بدءاً من ظاهرة التكاثف على النوافذ والأسطح، وصولاً إلى تشكل العفن وتأثيراته الضارة على صحة الإنسان. من هنا، تصبح مكافحة رطوبة الشتاء وإدارتها بشكل فعّال حتى لا تكون أكثر أو أقل مما نحتاج إليه ضروريةً للحفاظ على جو داخلي صحي ومريح في المنزل.
فكيف يؤثر انخفاض الرطوبة في الشتاء على صحتنا؟
أعراض انخفاض الرطوبة
انخفاض الرطوبة النسبية في الأماكن المغلقة في الشتاء له تأثير سلبي على راحة الإنسان؛ حيث يتكون جسم الإنسان البالغ عادة من 60% من الماء، لذلك في البيئة الجافة التي تكثر خاصة خلال فصل الشتاء تفقد أجسامنا رطوبتها بشكل طبيعي.
ووفقاً لـMAYAO CLINIC تشمل أعراض انخفاضها ما يلي:
– جفاف وحكة في الجلد.
– تشقق الشفاه.
– جفاف العيون (خاصة بالنسبة لأولئك الذين يستخدمون العدسات اللاصقة)
– التهاب الحلق.
– نزيف في الأنف.
– الصداع.
ضيق التنفس
مرض ضيق التنفس أو كما يعرف علمياً بالانسداد الرئوي المزمن (COPD) هو حالة رئوية ناجمة عن التعرض طويل الأمد لمهيجات الرئة مثل تلوث الهواء أو دخان السجائر، ما يجعل التنفس صعباً.
يمكن أن تتفاقم أعراض المرض -التي تشمل السعال وضيق الصدر- بسبب التغيرات المناخية القاسية العالية أو المنخفضة.
فكيف يمكن للرطوبة أن تؤثر سلباً على الأشخاص المصابين بهذا المرض المزمن وكيف يمكنك حماية نفسك إذا كنت واحداً من 12.5 مليون بالغ يعانون من هذه الحالة؟
تذكر أن الرطوبة ليست هي نفسها درجة الحرارة. ففي حين أن درجة الحرارة تقاس بمدى سخونة أو برودة الهواء، فإن الرطوبة هي كمية بخار الماء الموجود في الهواء.
أعراض الضيق /مواقع التواصل
عادة ما تكون الرطوبة أعلى في الصيف وأقل في الشتاء غير أنه يمكن أن يكون المرضى حساسين لتغيراتها وقد يعانون من زيادة السعال عندما يكون مستوى الرطوبة منخفضاً أو مرتفعاً عن المعدل الطبيعي.
ويشير الإخصائيون إلى أن كل شخص لديه محفزات تجاهها قد يعاني من نوبات احتدام عندما يكون الجو رطباً جداً، بينما يجد آخرون أن انخفاضها خلال فصل الشتاء تؤدي إلى ظهور أعراض هذا المرض.
وما دامت الرطوبة العالية أو المنخفضة في فصل الشتاء تؤدي إلى ظهور أعراض مرض الضيق ، فلا بد أن هناك أشياء يمكنك القيام بها للحصول على القليل من الراحة.
الربو
لا يدور الهواء بشكل جيد عندما يكون الجو رطباً جداً، خاصة في الداخل. وهذا يعني أن جزيئات الهواء (خليط من المواد الصلبة والقطرات السائلة، بما في ذلك حبوب اللقاح والمواد المسببة للحساسية) تقترب من بعضها البعض، لذلك يتعين علينا أن نتنفس كمية أكبر من الجزيئات في فترة زمنية أقصر، مما يعني أن الجسم يجب أن يبذل جهداً أكبر للتنفس.
في دراسة نشرت في المجلة الدولية للأرصاد الجوية الحيوية، سجل 82 شخصاً مصاباً بهذا المرض مستويات درجة الحرارة والرطوبة في الأماكن المغلقة التي مكثو بها، بالإضافة إلى أعراض الضيق المزمن، كل يوم لمدة 18 شهراً.
ووجد الباحثون أن الرطوبة العالية تؤدي إلى تفاقم أعراض المرض ، خاصة في درجات الحرارة المنخفضة. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي زيادتها في الأماكن المغلقة إلى تشجيع نمو عث الغبار والعفن، مما قد يسبب الحساسية التي تؤدي إلى ظهور أعراض المرض
الحساسية
تحدث حساسية العفن نتيجةً لاستجابة زائدة من جهاز المناعة إلى أبواغ العفن، التي يتم نقلها عبر الهواء . عندما يتعرض الشخص لاستنشاق هذه الأبواغ، يقوم جهاز المناعة بإطلاق مواد كيميائية مثل الهستامين لمكافحتها.
الأسباب الرئيسية لحدوث حساسية العفن تشمل التعرض المكرر لأبواغ العفن في البيئة، سواء كان ذلك في المنازل أو المكاتب أو الأماكن الرطبة . العفن ينمو في المناطق المظلمة في المنازل، وخاصةً إذا كان هناك تراكم بسببها في الجدران أو السقوف والتي من المعروف أنها تزيد في فصل الشتاء..
لذلك يجب على الأفراد الذين يعانون من حساسية العفن اتخاذ التدابير الوقائية التي تجنبهم التعرض لها، في مقدمتها التهوية الجيدة للمنازل..
التهاب الجيوب الأنفية
الرطوبة العالية يمكن أن تزيد من كمية المخاط في الأنف والحلق، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الاحتقان وسيلان الأنف والعطاس.
لتحسين الأعراض، يُفضل استخدام رذاذ محلول ملحي لتنظيف ممرات الأنف وتخفيف الاحتقان. يمكن أيضاً تناول مزيلات الاحتقان التي تساعد في تقليل التورم الموضعي.
إلتهاب الجيوب الأنفية/مواقع التواصل
يُشجع أيضاً على الحفاظ على تهوية جيدة في المكان وتجنب التعرض المفرط لها، خاصةً في الأماكن المظلمة والرطبة.
كما من المهم جداً أن يتم التفريق بين هذا النوع من التهاب الأنف وبين الحساسية لتحديد العلاج الملائم.
أمراض نفسية
تشير بعض الأبحاث إلى أن الرطوبة المرتفعة قد تسبب أعراضاً نفسية وتأثيرات على المزاج. تشير بعض الدراسات إلى وجود حالات تشبه الاضطراب العاطفي الموسمي في فصل الشتاء، حيث يزداد الشعور بالاكتئاب والتوتر والقلق والتهيج العصبي.
كما يمكن أن يؤدي ارتفاعها إلى اختلال في توازن المواد الكيميائية في الجسم والدماغ، ما يؤثر على العمليات الحيوية والحالة المزاجية. قد يكون لارتفاع الرطوبة تأثير سلبي على جودة النوم وجفاف الجسم أو حتى الشعور بالاختناق، مما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية كما ذكر لنا موقع SCIENCE DIRECT.
مع ذلك، هناك عوامل أخرى قد تؤثر أيضاً على الحالة النفسية، لذا يفضل دائماً استشارة الأطباء والمتخصصين لتقييم الحالة الصحية بشكل دقيق.
نصائح لتجنب مضارها..
هناك أشياء يمكنك القيام بها لتحسين صحتك وتقليل نوبات التنفس التي تتعرض لها منها:
– تحقَّق من جودة الهواء قبل الخروج من المنزل في فصل الشتاء.
– تجنب التعرض للغبار الذي يصعّب عملية التنفس.
– تجنب التعرض لحبوب اللقاح وغيرها من الأشياء التي قد تكون لديك حساسية منها.
– إذا كنت تعاني من الربو، فاحتفظ دائماً بجهاز استنشاق لإنقاذك في حالة الطوارئ.
– حافظ على نمط حياة صحي من خلال تناول الأطعمة المغذية والبقاء نشيطاً بالطرق التي تستمتع بها، مثل المشي أو ممارسة التمارين الرياضية لتقليل خطر تفاقم الربو في فصل الشتاء.
– قم بالتأكد من أن عزل المنزل جيداً يمنع تسرب الهواء البارد ويحافظ على درجة حرارة معتدلة داخل المنزل. يمكنك إصلاح أي فتحات أو شقوق في الجدران أو النوافذ لتقليل التسرب.
– حاول توفير مساحات تهوية جيدة في المطبخ والحمامات عند الطهي أو استخدام الماء الساخن.