يُعتبر طبق المجدرة واحداً من الأطباق الشهيرة في بلاد الشام، وأياً كان سبب شهرته، سواء تكلفته المنخفضة، أم لكونه طبق بروتين رئيسياً للنباتيين، فإنه لا يمكن لاثنين الاختلاف على مدى لذة طعمه وتميزه عن جميع المأكولات الأخرى.
قصة طبق المجدرة
المجدّرة هي أحد أطباق المشرق العربي الشهيرة، وتحديداً دول سوريا وفلسطين والعراق والأردن وقبرص، وأيضاً لبنان التي يطلق عليها هناك اسم "المدردرة".
أما مكوناتها الأساسية فهي "الأرز والعدس"، وأحياناً تصنع بالبرغل بديلاً عن الأرز، ويضاف إليها شرائح مقلية من البصل.
المجدرة ليست أكلة حديثة العهد، وإنما من التراث، إذ ورد ذكرها في كتاب "الطبيخ" للمؤلف العراقي محمد بن حسن البغدادي في عام 1226.
في حين أنّ هناك طبقاً آخر شبيهاً بالمجدرة في دولة مصر، وهو طبق الكشري، والذي ربما يكون هناك ارتباط تاريخي بينهما، كون الكشري يحتوي المكونات ذاتها، بالإضافة إلى العديد من المكونات الأخرى، ليصنع منها طبق "الكشري".
بالأرز أم البرغل؟ ما هو أصل طبق المجدّرة؟
تعتبر طريقة تحضير المجدرة عبارة عن صراع أزلي لا يُعرف جوابه حتى الآن، فبعض الناس يقولون إن أصل طبق المجدرة هو من خلال تحضيره مع الأرز، بينما يقف البعض الآخر في صف البرغل.
ووفقاً لما ذكرته شبكة CNN، فإنّ العديد من المصادر التاريخية تؤكد أنّ المجدرة حُضرت لأول مرة باستخدام الأرز والعدس، وأنها كانت تطهى لمعالجة الأطفال المصابين بجدري الماء؛ لكونها طبقاً مُغذياً ومشبعاً لهم.
أما أصل تسمية طبق المجدرة فيُعتقد أنّ امرأة من إحدى دول بلاد الشام، كانت تطهو المجدرة لطفلتها شديدة البياض المصابة بجدري الماء، وعندما انتهت من تحضيرها، لاحظت أنّ شكل المجدرة يشبه كثيراً شكل طفلتها المريضة، ولهذا أطلقت عليها اسم "مجدرة".
أما الحكواتيّة "دنيس أسعد" المتخصّصة في الحكايات الشعبية في مدينة حيفا الفلسطينية، فقالت إن المجدّرة في فلسطين كانت تلقّب بـ"مسامير الركب" بسبب احتوائها على العدس الغنيّ بالحديد، وفقاً لما نقلته صحيفة النهار اللبنانية.
المجدرة.. طبق رئيسي لدى مسيحيي سوريا في يوم "إثنين الراهب"
في سوريا، وتحديداً لدى المسيحيين، يُعتبر طهي المجدرة طقساً أساسياً من طقوس الاحتفال بما يُسمى "إثنين الراهب".
و"إثنين الراهب" هو أول أيام الصوم الكبير لدى طائفة "الروم الأرثوذكس" المسيحية، والموجودين بكثرة في حلب وبعض مناطق ريف العاصمة دمشق، على الأخص ببلدات محددة منها صحنايا وقطنا وداريا وجديدة عرطوز.
ويتناول المسيحيون في سوريا في "إثنين الراهب" طبق المجدرة، وذلك لرمزيته الكبيرة لديهم؛ إذ إنّ القمح هو نباتٌ مقدس لدى المسيحيين؛ لأن الخبز الذي باركه السيد المسيح مصنوع منه، وهو رمزٌ للخير، فيما يعتبر العدس مصدراً للبروتين، وزيت الزيتون من عطاء الأرض، وفقاً لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط.
وبما أنَّ المجدرة هي طبق غني بالبروتين، وبالتالي فهي البديل الأنسب للألبان والبيض واللحوم الممنوعة لديهم في أيام الصوم الكبير.
ولذات السبب أيضاً تُعتبر المجدرة أكلة الفقراء، فهي مغذية ومشبعة ورؤوفة على الجيب.
ويحتل طبق المجدرة المرتبة الـ10 من بين 50 طبقاً عالمياً في قائمة ألذ الأطباق النباتية في العالم، وفقاً لموقع Taste Atlas.
طريقة عمل المجدرة
تعد هذه الوصفة من الوصفات السريعة التي يعتمدها أهالي منطقة الشام، وتتكون من:
- كوب من الأرز
- نصف كوب من العدس الأسود
- زيت نباتي
- كوبين من الماء
- نصف ملعقة صغيرة من الكمون
- نصف ملعقة صغيرة من البهار
- ملعقة صغيرة من الملح
- حبَّتيْ بصل مقطَّعتين على شكل شرائح طويلة
طريقة عمل المجدرة السورية
الخطوة الأولى: يُغسل العدس جيداً ثم يُوضع داخل قِدر الطبخ مع كوبين من الماء، ليتم سلقه لنحو 20 دقيقة.
الخطوة الثانية: في هذه الأثناء يُغسل كوب الأرز جيداً بالماء ثم يوضع على مصفاة جانباً؛ كي يتشَّرب الماء.
الخطوة الثالثة: بعد أن ينضج العدس، نضيف كوب الأرز فوقه.
الخطوة الرابعة: يتم خلط الحبوب، ثم تضاف البهارات والملح، وتخفَّف درجة الحرارة.
الخطوة الخامسة: يجب أن يغمر الماء المكونات، لذا يمكن إضافة مزيد من الماء، ويمكن إضافة قليل من مرق الدجاج لنكهة غنية.
الخطوة السادسة: في مقلاة موازية يتم قلي البصل بالزيت حتى يصبح ذهبياً غامقاً، ويمكن خلطه بقليل من الدقيق قبل قليه؛ كي يصبح مقرمشاً بعض الشيء.
الخطوة السابعة: للتقديم يتم توزيع البصل فوق المجدرة، ويمكن تناولها مع سلطة الخيار مع اللبن أو الزبادي والثوم.