مرض باركنسون.. كيف يستطيع العلاج بالموجات فوق الصوتية المركزة تخفيف أعراض الارتعاش؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/21 الساعة 21:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/21 الساعة 21:36 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ مرض باركنسون وعلاجه بالموجات فوق الصوتية المركزة

إذا سبق لك أن شاهدت أحد الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، فقد ترى بعض الارتعاش أو الرجيج بأيديهم، وفي الوقت الذي لا يوجد به علاج لهذا المرض، فإنّ هناك بعض العلاجات التي تشعرهم بالراحة من الأعراض المزعجة مثل تصلب العضلات وتساعدهم على تحسين السرعة والتنسيق وتقليل الرعاش.

ولكن لسوء الحظ، تكون لهذه الأدوية أحياناً آثار جانبية صعبة، أحد الآثار الجانبية الرئيسية لأدوية باركنسون هي الحركات اللاإرادية وغير العادية (خلل الحركة).

في حين أن هذه الحركات قد تكون أسهل في التحكم بها من الأعراض الرئيسية لمرض باركنسون، إلا أنها لا تزال محبطة للغاية، والأكثر إحباطاً هو أن هناك علاجات محدودة متاحة لمكافحة هذه الآثار الجانبية.

Shutter Stock/ مرض باركنسون وعلاجه بالموجات فوق الصوتية المركزة
Shutter Stock/ مرض باركنسون وعلاجه بالموجات فوق الصوتية المركزة

ما هو مرض باركنسون؟

وفقاً لـUNC Health فإنّ مرض باركنسون هو اضطراب عصبي شائع يتميز بفقدان الخلايا العصبية الدوبامين في الدماغ، يمكن تخفيف أعراض مرضى باركنسون بشكل فعال بأدوية مثل ليفودوبا.

ومع ذلك، فإن بعض المرضى يصابون بخلل الحركة – حركات لا إرادية – وضعف حركي.

خلل الحركة هو حركة لا إرادية في أي منطقة من الجسم يمكن أن تحدث مع استخدام ليفودوبا على المدى الطويل.

في الوقت نفسه، يتميز ضعف الحركة بعودة أعراض باركنسون الموهنة مع انخفاض فاعلية الدواء.

ما هي بالضبط الموجات فوق الصوتية المركزة؟

وفقاً لما ذكرته مؤسسة Penn Medicine الطبية الأمريكية، فإنّ الموجات فوق الصوتية المركزة هي إجراء غير جراحي يؤدي إلى استئصال منطقة تساعد في علاج أعراض الرعاش ومرض باركنسون.

تستخدم الموجات فوق الصوتية المركزة لخلق آفة حرارية مميزة في عمق الدماغ دون إصابة الهياكل المحيطة، وتستهدف على وجه التحديد العقد القاعدية وهي التي تشارك في التحكم في الحركة والتنسيق.

أثناء الإجراء، يُستخدم نظام التصوير الحراري بالترددات الراديوية المغناطيسية (MRI)، يقيس هذا تغيرات درجة الحرارة في الجمجمة، ويساعد على التأكد من الحفاظ على سلامة المريض.

مزايا علاج مرض باركنسون بالموجات فوق الصوتية

وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدام الموجات فوق الصوتية المركزة لعلاج رعاش باركنسون، بينما تنتظر جمعية مرض باركنسون الأمريكية أن تمتد الموافقة لتشمل الأعراض الأخرى، مثل التقلبات الحركية وخلل الحركة.

ويقول الخبراء، وفقاً لما ذكره موقع Healthline الأمريكي، إن لهذا العلاج مزاياه وعيوبه.

المزايا

1- أنه غير جراحي ولا يتطلب أي فتح في الجمجمة. ولا يتطلب استخدام أسلاك أو أجهزة لتوليد نبضات كهربائية في الجمجمة أو الصدر، وغياب أي فتح في الجمجمة يقلل احتمال الإصابة بالنزيف والعدوى.

2- والموجات فوق الصوتية المركزة لا تحتاج إلا إجراء واحد فقط، أما التحفيز العميق للدماغ، أحد العلاجات الفعالة الأخرى، فيتطلب إجراءين، أحدهما لوضع قطب كهربائي في الدماغ والآخر لوضع مولد نبضات في الصدر. وقد يتطلب إجراءات أخرى لاستبدال البطاريات أو ضبط الإعدادات.

العيوب

بما أن الموجات فوق الصوتية المركزة ليست غازية، فذلك لا يعني أنها تأتي بدون مخاطر، فهي تخلق آفة حرارية أو استئصالاً في الدماغ، إذا أخطأ الطبيب بجعلها كبيرة جداً، فقد يتسبب ذلك في تشويش الكلمات أو مشاكل في التوازن.

أيضاً من خلال الموجات فوق الصوتية يتم استهداف منطقة معينة من الدماغ، أعلى بقليل من المسار المؤدي إلى القشرة البصرية.

وفي حال وصول هذه الموجات إلى هذا المسار، فقد تتسبب في مشاكل في الرؤية.

كيف يساعد العلاج بالموجات فوق الصوتية في تخفيف الأعراض؟

وفقاً لما ذكرته مؤسسة الموجات فوق الصوتية المركزة Focused Ultrasound Foundation، فإنّ الموجات فوق الصوتية المركزة لديها القدرة على تحقيق تخفيف الأعراض عن طريق جعل الآفات الحرارية عميقة في الدماغ لقطع الدوائر المعنية بالرعاش وخلل الحركة. 

علاج مرض باركنسون

لا يوجد علاج نهائي لمرض باركنسون ولا علاج يبطئ المرض أو يوقفه.

ويصمم الأطباء العلاج وفقاً للأعراض التي يصاب بها المريض، وبعض الخيارات تكون مفيدة، وعلاج هذا المرض معقد؛ لأن الأدوية المستخدمة لعلاج الأعراض قد تسببها أيضاً.

خلل الحركة قد تسببه بعض الأدوية الشائعة التي تستخدم في علاج مرض باركنسون، مثل ليفودوبا Levodopa، وعلاج خلل الحركة يتطلب من الطبيب فهم الحالة لتقدير جرعة الدواء، وفي الحالات التي يكون فيها خلل الحركة من الآثار الجانبية للأدوية، فمن الاستراتيجيات التقليدية لحل هذه المشكلة تقليل جرعة الدواء واستخدام أدوية أخرى لتخفيف أعراض مرض باركنسون.

وليفودوبا هو الدواء الأكثر شيوعاً لعلاج هذا المرض، وهو يزيد من كمية الدوبامين في الدماغ، وفقاً للمعهد الوطني للشيخوخة. ويوصف كاربيدوبا أو أمانتادين عادةً مع ليفودوبا لمنع الآثار الجانبية، مثل الغثيان والقيء وانخفاض ضغط الدم والأرق. 

ويمكن استخدام الأدوية الأخرى مثل ناهضات الدوبامين ومثبطات الإنزيم والأمانتادين ومضادات الكولين، اعتماداً على أعراض المريض، والدوبامين عامل حاسم في مرض باركنسون.

كيف ومتى تستخدم علاجات الموجات فوق الصوتية أيضاً؟

وفقاً لما ذكره موقع Verywell Health الطبي، قد يستخدم أخصائي العلاج الطبيعي الموجات فوق الصوتية العلاجية لعلاج بعض الإصابات والألم المزمن.

1- الإصابات

عادة، يعالج أخصائي العلاج الطبيعي إصابات العظام (العضلات والعظام) بالموجات فوق الصوتية، قد تشمل هذه:

  • التهاب الجراب (التهاب في الأكياس المليئة بالسوائل على طول المفاصل).
  • التهاب الأوتار.
  • إجهاد العضلات والدموع.
  • كتف متجمدة.
  • التواءات وإصابات الأربطة.
  • تقلص المفصل أو ضيقه.

بشكل عام، قد تكون أي إصابة للأنسجة الرخوة في الجسم مرشحة للعلاج بالموجات فوق الصوتية.

على سبيل المثال، قد يستخدم المعالج الفيزيائي الخاص بك الموجات فوق الصوتية لآلام أسفل الظهر، أو آلام الرقبة، أو تمزق الكفة المدورة، أو تمزق الغضروف المفصلي في الركبة، أو التواء الكاحل.

2- الألم المزمن

هناك أيضاً بعض الأدلة على أنك قد تستفيد من علاجات الموجات فوق الصوتية إذا كنت تعاني من ألم مزمن. يُعتقد أن الموجات فوق الصوتية تساعد في تحسين تمدد الأنسجة والدورة الدموية، مما يؤدي إلى زيادة الحركة، وفي النهاية تقليل الألم.

ما هو شعور الموجات فوق الصوتية؟

أثناء تلقي العلاج بالموجات فوق الصوتية، من المحتمل ألا تشعر بأي شيء يحدث، باستثناء ربما إحساس بسيط بالدفء أو وخز حول منطقة العلاج.

إذا تُرك رأس صوت الموجات فوق الصوتية في مكانه على جلدك ولم يتحرك في اتجاه دائري، فقد تشعر بالألم، إذا حدث هذا، أخبر معالجك الفيزيائي على الفور.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد