ينتشر مشروب القهوة المثلجة في فصل الصيف تحديداً، لكنه يستمر إلى باقي الفصول للأشخاص الذين يبحثون عن الاستمتاع بواحدة من ألذّ وأمتع نكهات القهوة، كونه يمنح من يشربه شعور الانتعاش والتركيز الذي يبحث عنه الجميع.
ومع انتشار القهوة المثلجة في أصقاع العالم، يجهل الكثير من الناس أنّ أصلها يعود إلى مدينة مزغران الجزائرية، وأنّ الفضل في انتشار هذه القهوة يعود إلى الاحتلال الفرنسي، الذي نقلها من الجزائر إلى مقاهي باريس، ومن بعدها إلى العالم أجمع.
ومع الشهرة التي حظيت بها القهوة المثلجة، والتي صار البعض يفضلّها على القهوة الساخنة، تتعدد الوصفات والنسخ من هذه القهوة.
من الجزائر بدأت القهوة المثلجة
خلافاً للاعتقاد الشائع، فإن القهوة المثلجة ليست جديدة كما يعتقد الجميع، وإن كان البعض يربطها برجل يوناني يدعى ديميتريس فاكونديوس الذي أراد سنة 1957، تحضير قهوة سريعة التحضير، مع قليلٍ السكر والماء الساخن، ومع تعذر وجود هذا الأخير وصل إلى مشروبٍ شبيه بالقهوة المثلجة.
فمن المتفق عليه عموماً أن اللحظة الأكثر تكويناً للقهوة المثلجة حدثت في الجزائر في القرن الـ19م، أثناء حصار مزغران من قبل الفرنسيين بعد معاهدة تافنة في عام 1837.
وتذكر الرواية التاريخية أنّه في لحظة الحصار، بدأ جنود الجيش الفرنسي الاستعماري في تناول قهوتهم بالماء البارد بمجرد نفاد حصصهم من الحليب، حينها تناقل الجنود الفرنسيون ميزات تلك القهوة المصنوعة غالباً من شراب القهوة المركز، والتي أفادتهم في التغلب على الحرارة والتأقلم مع الظروف المناخية الصعبة بالجزائر.
عندما عاد الجنود الفرنسيون إلى باريس، بدأوا في طلب هذا المشروب في مقاهيهم المحلية، في النهاية ومع كثرة الطلبات على القهوة المثلجة المبتكرة، ألزمت المقاهي الفرنسية بتقديم القهوة الجديدة والتي كانت تعرف باسم "قهوة مزغران"، وكانت تقدم في كؤوس طويلة وشفافة.
ولا يزال هذا المشروب يُقدم في المقاهي الفرنسية حتى يومنا هذا، وقد ظهر في وقت مبكر جداً بشكل بارز قليلاً مع التحلية بشريحة من الليمون الطازج.
انتشرت بعدها في العالم أجمع
على الرغم من أن أصول القهوة المثلجة مرتبطة بالجزائر خلال فترة الاحتلال الفرنسي لها، إلا أن هناك العديد من إصدارات هذا المشروب حول العالم منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وذلك بسبب قيام الفرنسيين بنقلها من مزغران الجزائرية إلى فرنسا، ومن ثمّ إلى العالم أجمع.
تعد فيتنام واحدة من أكبر منتجي البن في العالم، لذلك فإنّ إحدى أهم الوصفات اللذيذة للقهوة المثلجة نشأت في هذا البلد، ويتعلق الأمر بالقهوة المثلجة Cà phê á.
في هذه الوصفة، بالإضافة إلى القهوة المستخلصة بالضغط الفرنسي ومكعبات الثلج، يستخدم الحليب المكثف لتحلية المشروب.
وفي بداية القرن العشرين، بدأت القهوة ونسختها الباردة في الانتشار في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، خصوصاً في تشيلي التي أصدرت إحدى أشهر وصفات القهوة المثلجة وهي قهوة Café Helado.
يتكون هذا الإصدار من القهوة المثلجة التشيلية في الأساس من الإسبريسو ومسحوق القهوة المطحونة والقشدة والقرفة والفانيليا واللوز المفروم أو البندق، وإذا لم يكن كل ذلك كافياً، يمكن إضافة آيس كريم الفانيليا إلى الوصفة الأساسية.
وفي أستراليا، تأتي نسخة أخرى من القهوة المثلجة، من خلال إضافة الآيس كريم والكريمة المخفوقة، كما تتوفر القهوة المثلجة الأسترالية على النبيذ والكاكاو والقشدة وحبوب القهوة أيضاً كمكونات في هذا المزيج.
وفي أوروبا، نسخة ممتعة من القهوة المثلجة هي Café del Tiempo، من أصل أيبيري، هذا المشروب المصنوع من القهوة الطويلة والثلج والحمضيات بشكل نموذجي في إسبانيا بالخصوص.
أمّا النسخة الشهيرة من القهوة المثلجة في جميع أنحاء إيطاليا فهي كريمة القهوة، وهي مزيج بارد من القهوة والقشدة يمكن الاستمتاع به مثل الآيس كريم.
مشروب القهوة المثلجة سهل جداً في تحضيره
القهوة المثلجة قد تبدو سهلة التحضير، كما أنها حلٌّ مناسبٌ لمن يعانون من المزاج السيئ في ساعات الصباح الأولى، إذ ما عليهم سوى تحضير القهوة المثلجة ليلاً ثم الاستمتاع بها في الصباح.
أمّا طريقة تحضيرها فكل ما يجب القيام به هو وضع القهوة في وعاء من الماء وتركه يذوب حتى الصباح، وعندها قم بتصفية المزيج باستخدام مُرَشِّح الجبن أو القهوة، ثم أضف الحليب، والسكر، والشوكولاتة والفانيليا وامزج المكونات جيّداً، ثم ضع القهوة الباردة في الكوب وأضف الثلج لها وابدأ في الاستمتاع بها.