4 خطوات عملية تساعدك للتخلص من الإجهاد النفسي

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/12 الساعة 12:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/12 الساعة 12:50 بتوقيت غرينتش
القلق /shutterstock

الإجهاد والقلق النفسي هو أمر خطير، خطير إلى درجة أنه يهدد الحياة؛ حيث يجرى اتحاد علماء  النفس الأمريكان مسحاً سنوياً يطلق عليه وصف الإجهاد النفسي في أمريكا، استنتج الاتحاد في أحدث مسح أجراه بأن المعطيات المتوفرة  تُظهر مدى المستوى العالي من خطورة القلق والإجهاد النفسي

كما عُرض فيلم يتحدث عن خطورة الإجهاد النفسي على قناة ناشونال جيوغرافيك بعنوان "الإجهاد النفسي القاتل"

ما هو القلق والإجهاد النفسي؟.. هو عدم التيقن من المستقبل وعدم القدرة على التركيز على وضع الخطط. ومن ثَمّ تعترينا مجموعة من العواطف؛ مثل الخوف والحزن والغضب والخدر والعجز واليأس، ويمكن أن تظهر هذه العواطف في صورة العديد من العلامات البدنية والنفسية والاجتماعية.

إن القلق والإجهاد النفسي ليس بالشيء الذي يحتمل الانتظار أو تأجيل مواجهته، لكنه من الواجب عليك مواجهته اليوم قبل الغد لأنه يتفاقم ويتراكم ويصعب علاجه.

ما هي مؤشرات وجود القلق والإجهاد النفسي؟

يتوارد إلى ذهنك الآن ما هي مؤشرات وجود الإجهاد نفسي؟، لذلك سأطرح بين يديكم استبياناً يقيس مؤشرات الإجهاد النفسي من كتاب نهاية الإجهاد النفسي للكاتب "دون جوزيف جووي" الأستاذ بكلية علم النفس في جامعة ستانفورد للطب الاستبيان.

تشمل الإشارات النفسية على تعرضك لإجهاد نفسي شديد ما يلي:

  • الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
  • الشعور بالغضب وسرعة الانفعال.
  • فقدان الدافعية والتركيز.
  • اضطراب النوم بازدياد عدد ساعاته أو نقصها.
  • تسارع الأفكار والشعور المستمر بالقلق.
  • الصعوبات في الذاكرة والتركيز.
  • اتخاذ قرارات خاطئة.

كلما زاد الإجهاد النفسي زادت احتمالات اتخاذك قرارات سيئة في حياتك؛ لذلك يجب أن نعلم أن الإجهاد النفسي يلحق أضراراً بصحتنا، ويقلص ذكاءنا العاطفي، ويخفض مستويات أدائنا لأعمالنا كما يحد من إمكانيات نجاحنا، لكن الدراسات التي أجريت تُظهر أن ما يزيد على 80% من الناس لا يفعلون شيئاً لحل هذه المشكلة.

إذا كنت من ضمن نسبة 80% هذه، فلا شيء يمنعك من التأكد من خطورة القلق والإجهاد النفسي فهو ليس بالأمر الذي يمكنك معالجته إذا تفاقم لاحقاً، أي يجب عليك الإسراع في معالجته اليوم قبل الغد.

ما هي وسائل علاج القلق والإجهاد النفسي؟

  1. بناء الوعي 

فقد قال أب علم النفس الأمريكي وليام جايمس: "إذا تمكنت من تغيير عقلك فسوف يكون بإمكانك تغيير حياتك" فالثقة تولد الواقع الحقيقي. تأمل معي عزيزي القارئ في طبيعة تفكيرك التي تريدها، تأمل في حالتك الذهنية التي تريد أن تحافظ عليها طوال اليوم، تأمل أيضاً في طبيعة علاقاتك؛ لذلك يجب عليك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة:

  • ما هي طريقة عمل دماغك التي تريدها لإنجاز عملك؟ تصور بأنك تمسك بزمام عملك بالكامل.
  • كيف تريد أن تشعر جسدياً كل يوم؟ تأمل في كيفية تصرفك مع الأشخاص الذين تحبهم في نهاية يومك، تصور بأنك تتصرف بهذه الطريقة في المنزل.

إن الأداة الأهم لتحقيق كل تأملاتك هي أن تبدأ يومك بهدوء، فيمكنك أن تخصص خمس دقائق في بداية كل صباح من أجل صياغة عقلية إيجابية وهادئة، والذي تعني بالنسبة للرومان جني اليوم أو فهم يعتقدون أنها عقيدة سائدة لديهم فاجعلها كذلك أنت أيضاً.

بدلاً من بدء يومك تركض في البرية كما تبرمج جهازك العصبي قديماً حيث كان الأجداد يركضون ويخافون بسبب العيش في حياة بلا منزل فيكونون دائماً مستعدين للركض من أي حيوان مفترس يأتي فجأة لهم، أما أنت الآن في وسط هذا التطور الكبير فلا داعي للخوف والعجلة فتذكر مقولة ابدأ يومك بهدوء.

2- الوعي الفكري  

إننا عادة ما نسمع الناس يقولون إنه من الصعب على الإنسان أن يعيش بطمأنينة في هذا العالم الصاخب والمزدحم والمليء بالمهام. لكن عندما تفكر في الأمر فسوف يتضح لك أن الإجهاد النفسي والخوف هما ما يجعلان الحياة صعبة وليس العكس.

اكتشف الباحثون في معهد ماساشوستس للتقنية بعد تجربة على فئران تم وضعها في متاهة في شكل حرف الـ T، بعد تخبئة قطعة الشوكولاتة في أقصى زاوية للمتاهة؛ حيث بدأ للفئران عندما شمت رائحة الشوكولاتة بالركض في الاتجاه الصحيح، ولكن لم تستطع تحديد مكانها الحقيقي فعملت أدمغتها بشكل إضافي، ولكن بعد أن عرفت مكانها تقلص نشاطها الذهني بسبب معرفته من قبل.

يعني ذلك أن عقولنا مع الإجهاد النفسي والتفكير بنفس الطريقة تعتاد وتبذل مجهوداً مضاعفاً للخروج من أي عادة أو مجموعة من الأفكار اعتدنا عليها؛ لذلك فإن الوعي الفكري هو بمثابة بحر لا ينتهي الحديث فيه ولكن يستحق أن تتدرب عليه مراراً لتمرين عقلك على الهدوء بدلاً من الإجهاد، فعليك أن تتعلم أن تنهي كل يوم وتفرغ منه دون وجود آثار القلق والإجهاد النفسي عليك، وتتأكد أنك فعلت كل ما بوسعك، وبالطبع لا مفر من وجود بعض الأخطاء فنحن في النهاية بشر وطبيعتنا عدم الكمال.

3- اليقظة الذهنية 

هي توجيه الانتباه في اللحظة الآنية، والتركيز على عمل شيء واحد فقط في اللحظة الواحدة والهدف من ممارسة اليقظة هو اختبار الواقع كما هو وتقليل المعاناة وزيادة الشعور بالسعادة والامتنان.

دعنا نتدرب معاً على ممارسة تمرين من تمارين اليقظة 

  • يمكنك اختيار أي نشاط تقوم به بشكل يومي مثل شرب الشاي أو القهوة.
  • ركز انتباهك كاملاً على ما تشربه، انظر للشراب بفضول كما لو أنك لم تر مثله من قبل لاحظ لونه .
  • استمتع برائحته.
  • ارتشفه ببطء.
  • اتركه على لسانك وتحسس مذاقه بأسنانك واستمتع بطعمه.
  • تمرّن كل يوم وتمتع بكل حواسك بهذه النعم البسيطة من حولك.

4- وضع حدود في العلاقات الاجتماعية

تعلم أن تضع حدوداً بينك وبين الناس لأنها تزيح عنك القلق والضغط والإجهاد سواء مديرك في العمل أو زملاءك أو حتى أقاربك، تعلم أيضاً أن تهتم وتغذي العلاقات الأهم والأقرب، وتؤجل العلاقات الأقل أهمية لأن العلاقات جزء مهم من حياتنا الشخصية التي تمنحنا الدعم المعنوي والنفسي.

ختاماً إن علاج القلق والإجهاد النفسي يتم بنجاح في حالة اعترفت ولاحظت المشكلة أولاً وقد يتطلب الأمر منك أن تستعين بشخص متخصص ليساعدك على الاستبصار بالمشكلة ووضع الحلول وتدريبك على تقنيات علاجية ملائمة لحالتك المعرفية والصحية والسلوكية، ويقدم لك الدعم اللازم لما تمر به، فبذلك تستطيع أن تعيش حياة ذات جودة عالية وتتمتع بحياة تستحق أن تعاش خالية من القلق والإجهاد النفسي وتوابعه. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أسماء منصور
أخصائية نفسية ومدربة في الوعي النفسي
أخصائية نفسية ومدربة في الوعي النفسي
تحميل المزيد