“التوتر المفيد”.. عندما تحول مخاوفك في الأوقات العصيبة إلى قوّة!

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/28 الساعة 17:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/28 الساعة 17:50 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ "التوتر المفيد".. عندما تحول مخاوفك في الأوقات العصيبة إلى قوّة!

لا شكَّ أنّ الكثير من الناس يخافون من التوتر في اللحظات الحاسمة والمهمة، ولكن ما لا يعرفه هؤلاء هو أنّ التوتر يمكن أن يكون لهم سلاحاً سرياً يساعدهم على التألق.

ماذا تعرف عن التوتر المفيد؟

خير شاهدٍ على ذلك هي الدكتورة ويندي بيري مينديز، أستاذة العواطف بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، إذ كانت ويندي راقصة باليه في وقتٍ سابقٍ من حياتها، وكانت تعشق تأدية عروض الباليه.

كانت قبل كل مسابقة تخوضها تشعر بالتوتر، ولكن بمجرد صعودها إلى خشبة المسرح؛ يبدأ جسمها في إرسال دفعةٍ تحفيزية إلى عضلاتها وعقلها، لتحصل على التوتر المفيد الذي يساعدها على الرقص بشكلٍ أفضل.

التوتر المفيد مقابل التوتر المضر

لا شك أنك سمعت بالكيفية التي يؤدي بها التوتر للإصابة بأمراض القلب، وآلام العضلات، وغيرها من الأمراض المتنوعة، لكن التوتر المفيد يمكنه تقديم ما هو أفضل من ذلك.

ووفقاً لما ذكره موقع WebMD الأمريكي يُمكن تعريف التوتر بأنه عمليةٌ شديدة البساطة تحدث متى شعرت بتغيرٍ في الطلب.

وبحسب الدكتور جيريمي جيميسون، الباحث الرئيسي في مختبر الإجهاد الاجتماعي بجامعة روتشستر، يقول: "لا يقول أحدٌ إنه متوتر حين يشعر بالحماس"، رغم أن فورة النشاط هذه هي شكلٌ من أشكال التوتر أيضاً.

ويُفترض بكل تلك الهرمونات التي يفرزها جسمك أن تمنحك دفعة طاقة وتجعلك أكثر يقظة.

وأضاف جيميسون: "لو كان الرياضيون يتعاطون هذه الهرمونات، لكانت حُظِرَت قبل وقتٍ بعيد، إذ تطورت هذه الاستجابات لمساعدتنا على البقاء، وإلا ما كنا لنتمتع بها من الأساس".

فيما أوضحت ويندي أن الكورتيزول قد حظي بسمعةٍ سيئة لاعتباره "هرمون الإجهاد أو التوتر"، رغم أن عدم وجود كميات كافية من الكورتيزول في أجسامنا عند الحاجة سيصيبنا بالأمراض.

وتقع المشكلات بشكلٍ عام في حال حدوث رد فعل التوتر بلا سبب، أو بدايته في وقت مبكر للغاية، أو استمراره لوقتٍ أطول من المفترض، أو عدم حدوثه من الأساس.

إذ يمكن في هذه الحالات أن يعطل الإجهاد نومك، وهضمك، ووظائف جسمك الأخرى، ويؤدي إلى تضييق شرايينك بدلاً من توسيعها، بحسب ويندي. وقد يؤدي ذلك بمرور الوقت إلى مختلف أنواع المشكلات الصحية.

ولا شك أن بعض الأشياء قد تكون خارجةً عن إرادتنا وتُصيبنا بالضائقة المزمنة. لكن رد فعلنا يمكنه أن يصنع الفارق مع العديد من أسباب الإجهاد الأخرى. وهو الأمر الذي يعتمد على طريقة تفكيرنا في الموقف ونهجنا في التعامل معه.

Shutter Stock/
Shutter Stock/ "التوتر المفيد".. عندما تحول مخاوفك في الأوقات العصيبة إلى قوّة!

اختبار التوتر

لندرس على سبيل المثال حالة اقتراب يوم الامتحان، من الطبيعي في هذه الحالة أن تشعر بجسمك وهو يتهيأ لهذا الحدث بارتفاعٍ في معدل ضربات القلب وتعرّقٍ في راحة اليد.

ويؤدي ظهور علامات الإجهاد هذه إلى إثارة ضائقة بلا داعٍ لدى العديد من الناس؛ مما يزيد صعوبة التركيز والإجابة عن الأسئلة.

ولكنك إذا شرحت للمقبلين على الامتحانات قبلها أن هذه العلامات مجرد علامات فسيولوجية عادية ستمنحهم دفعةً لتعزيز الأداء، فسوف يحصلون على درجاتٍ أعلى في الامتحان.

طرق تساعدك على تحويل التوتر السيئ إلى توتر جيد

فيما يلي عدة طرق يمكنك من خلالها إدارة ضغطك وتوترك، وأن تجعله يعمل من أجلك، وفقاً لما ذكرته مجلة Country Living الأمريكية.

1-  بناء "جدار التوتر"

خلال فترات التوتر، قد تشعر بالقصف من الأفكار المجهدة التي تثير القلق، عندما تأتي فكرة حاول استخدام الخيال النشط لمكافحتها.

تخيل القلق يرتد من جدار كبير لا يمكن اختراقه في عقلك ويبتعد عن انتباهك الفوري.

حافظ على هذا الجدار حتى تكون مستعداً للتعامل مع المشكلة، وتخيل استمرار كل الأفكار المجهدة في الارتداد عنها. عندما تتوقف عن السماح للأفكار المجهدة بالتغلغل في عقلك، ستكون قادراً على إدارة التوتر بشكل أكثر فاعلية.

2- توقف عن العيش في عالم "ماذا لو؟" 

كثير من الناس عندما يشعرون بالتوتر، يعيشون في عالم "ماذا لو؟".

ماذا لو حدث هذا، ماذا لو لم أستطع فعل ذلك، ماذا لو خدعت نفسي؟… إلخ 

معظم هذه الأفكار المقلقة لا تحدث أبداً، لكنها تعترض طريقك فقط، حاول أن تتوقف عن العيش في عالم "ماذا لو؟"، وابدأ بالعيش في أرض الواقع.

إذن ماذا لو لم يتم إجراء شيء ما بشكل صحيح؟ لقد تعلمت شيئاً جديداً للتو، وهناك دائماً قيمة في ذلك، لا تخف من المجازفة.

3- التركيز على الأشخاص الإيجابيين

حيثما يسمح نمط حياتك بذلك، حاول قضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص الذين سيكون لهم تأثير إيجابي على صحتك.

هذا لا يعني بالضرورة الأشخاص الذين لا يتعرضون للتوتر مثلك، في الواقع شخص يمر بنفس المشاعر التي يمكنك أن تتصرف بها كصديق ويمكنك مساعدة بعضكما البعض ليكونا أكثر إنتاجية في إدارة التوتر.

4- تعلم التخلي

إذا كان لديك عبء عمل ثقيل أو مخاوف بشأن المال/ العلاقة، فهذا يجعلك تشعر بأنك خارج عن السيطرة.

الشعور بالخروج عن السيطرة يسبب التوتر، وكلما كافحنا للسيطرة على الموقف، زاد الضغط علينا.

تقبل أنه ليس من الممكن التحكم في كل موقف في الحياة، قم بفك قبضتيك وأنزل كتفيك وتوقف عن عبس وجهك، خذ نفساً واتركه يمر.. للتخفيف الفوري من التوتر.

5- تحديد موعد نهائي

ينص قانون مرض باركنسون على أن "العمل يتسع بحيث يملأ الوقت المتاح لاستكماله".

بمعنى آخر، إذا حددت موعداً نهائياً، فمن الأرجح أن تنجز مهمة ما في غضون ذلك النطاق الزمني.

فمن خلال عدم وجود موعد نهائي، فإنك تخاطر بعيش حياة مليئة بأعمال غير منتهية.

هذا لن يؤدي إلا إلى شيء واحد: التوتر. حدد موعداً نهائياً لكل مهمة تطرأ في حياتك وشاهد مقدار ما تنجزه.

6- ركز على ما تريد

مهما كان ما تركز عليه، وتضع المزيد من الطاقة فيه، فسوف تحصل على المزيد منه في حياتك.

ركز على الشعور بالتوتر، حاول التركيز على ما تريد، وستنجذب بشكل طبيعي في هذا الاتجاه، اكتب أهدافك واجعلها محور تركيزك.

7- كن ممتناً دائماً

يولد عدم الامتنان الأفكار والمشاعر المجهدة، تدرب على أن تكون ممتناً لما لديك، بدلاً من القلق بشأن ما ليس لديك.

فكر في خمسة أشياء يمكنك أن تكون ممتناً لها الآن، خذ خمسة كل يوم وتدرب على أن تكون أكثر امتناناً.

يجب أيضاً أن تشعر أحياناً بالامتنان لمشاعرك بالتوتر، فبدونها لن يكون الشعور بالاسترخاء مُرضياً.

8. اعلم أنه يمكنك التعامل مع أي شيء

الشعور بالتوتر هو عقلية، مما يعني أن لديك خياراً، عندما تمتلك وتعزز المعرفة بأنه يمكنك التعامل مع أي شيء يأتي في طريقك، فستشعر بمزيد من الثقة للتعامل مع أي موقف ومتابعة ما تريد.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

علامات:
تحميل المزيد