تعاني من جفاف الفم وخشونة الحلق خلال ساعات الصيام؟ قد تكون عاداتك الغذائية والصحية السبب

يسهم الصيام والامتناع لساعات عن تناول الطعام والمشروبات في زيادة المشكلة

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/29 الساعة 10:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/12 الساعة 22:07 بتوقيت غرينتش
يعاني الكثيرون من جفاف وخشونة الفم والحلق وخاصة خلال ساعات الصيام - iStock

يعد جفاف الفم وخشونة الحلق من الأعراض الشائعة بين الناس في فصل الصيف؛ حيث الحرارة المرتفعة، أو خلال الشتاء القارس. ومع ذلك، يكون جفاف الحلق وعدم طراوة اللعاب من المشكلات الكبيرة التي يعاني منها المسلمون خلال الصيام بشكل خاص.

وعادةً ما يكون هذا النوع من الجفاف علامة على وجود مشكلة بسيطة، مثل جفاف الهواء أو نزلات البرد أو قلة منسوب المياه الذي يستهلكه الجسم لتعويض الترطيب المفقود خلال اليوم.

في هذا التقرير نستعرض الأسباب المختلفة لجفاف الفم وخشونة الحلق، وكيفية التقليل من تلك الأعراض المزعجة بشكل خاص خلال الصيام.

قلة ترطيب الجسم

أكثر الأسباب شيوعاً لجفاف الفم والحلق هو عدم شرب الشخص ما يكفي من الماء خلال اليوم. وعند الإصابة بهذا النوع من الجفاف، لا ينتج الجسم القدر الكافي من اللعاب الذي يُعد بمثابة مصدر الترطيب الدائم لتلك المنطقة للمساعدة على بلع وتناول الأطعمة المختلفة، أو لتحسين قدرة التنفس.

ويمكن أن يسبب الجفاف أيضاً: العطش الحاد، والبول الداكن والشحيح عن العادة، والإعياء والدوخة. كما يمكن أن تتسبب المشكلة في مضاعفات صحية بعيدة المدى مثل تلف وظائف الكلى والأعضاء.

ولعلاج ظاهرة الجفاف، خاصة في حالة الصيام لساعات طويلة خلال اليوم، ينصح موقع "WebMD" الطبي بتناول ما يعادل 8 أكواب من المياه خلال اليوم كأقل تقدير.

وبالإضافة إلى تناول المياه بشكل صحيح، ينبغي تقليل تناول شرب العصائر العالية بالسكريات والمشروبات الغازية والكافيين، لعمل تلك السوائل على إدرار البول والتسبب في فقدان سوائل الجسم.

عادات النوم الخاطئة

إذا كان الشخص يعاني من الاستيقاظ كل صباح بفم جاف وحلق خشن حتى في حالة عدم الصيام، فقد تكون المشكلة هي عادة النوم بفم مفتوح؛ إذ يجفف الهواء اللعاب الذي يحافظ على رطوبة الفم والحلق. كما يسبب عدم استخدام الأنف في التنفس مشكلات استنشاق الهواء دون فلترته أو تعديل حرارته قبل دخول الجسم وحدوث المضاعفات الصحية كالبرد والأمراض التنفسية، وصولاً إلى ضعف تضرر صحة القلب، بحسب موقع Healthline الصحية.

ويتسبب التنفس الفموي أيضاً في: رائحة الفم الكريهة، الشخير، والتعب والإعياء خلال النهار. وجدير بالذكر أن الشخير قد يكون علامة على انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهي حالة يتوقف فيها التنفس بشكل متكرر خلال الليل وينبغي في حالة الإصابة بها استشارة الطبيب المختص لتجنّب أي مخاطر على سلامة الشخص. ويصف الأطباء في تلك الحالة جهازاً يعيد ضبط وضعية الفك أثناء النوم، أو ينصح بعلاج ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP) للحفاظ على تدفق الهواء إلى الممرات الهوائية أثناء الليل.

عادات النوم الخاطئة مثل التنفس من الفم تزيد من حدة جفاف الحلق والفم - iStock
عادات النوم الخاطئة مثل التنفس من الفم تزيد من حدة جفاف الحلق والفم – iStock

بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أن يؤدي الاحتقان الناتج عن الحساسية من البرد أو الحساسية المزمنة، أو وجود مشكلة في الممرات الأنفية مثل الحاجز المنحرف أو التهابات الجيوب الأنفية، إلى التنفس من الفم لا إرادياً خلال اليوم وأثناء النوم.

ولعلاج تلك المشكلة، ينصح "Healthline" بوضع لاصقات الشخير المختصة من الصيدليات والمتاجر الكبرى على جسر الأنف لإبقاء مجرى الهواء مفتوحاً أثناء النوم.

الحساسية الموسمية

يعاني المصابون بحساسيات الجهاز التنفسي والحساسية الموسمية خلال فترات الصيام مثل شهر رمضان بمضاعفات جفاف وخشونة الحلق بشكل بالغ دوناً عن غيرهم.

وتشمل مسببات الحساسية الشائعة النجيلة وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة، والعفن الأسود المنزلي في الأماكن الرطبة، وعث الغبار.

ويحدث رد الفعل التحسسي عندما يستشعر الجهاز المناعي أحد تلك المسببات ويتعامل معها معاملة الخطر المحدق بصحة الجسم، فيطلق مواد كيميائية تسمى الهيستامين لمحاربتها.

هذا الأمر في العادة يؤدي إلى أعراض تشمل: سيلان الأنف، والعطس، وحكة العين أو الفم أو الجلد والسعال.

وتسبب تلك الأعراض التهابات الحلق وخشونته، وبالتالي جفاف الفم بشكل بالغ، وخاصة أثناء النوم، أو خلال ساعات الصيام الطويلة التي يتم فيها الامتناع عن تناول أي سوائل.

وللوقاية من أعراض الحساسية وتبعاتها، يجب تجنب المحفزات قدر الإمكان.

الحساسية الموسمية تزيد من جفاف الفم وخشونة الحلق - iStock
الحساسية الموسمية تزيد من جفاف الفم وخشونة الحلق – iStock

وقد يكون ذلك من خلال الامتناع عن الخروج في الهواء الطلق خلال موسم حبوب اللقاح، وغلق النوافذ وتشغيل المكيفات أو منقّي الهواء.

كما ينصح موقع "MayoClinic" الطبي بوضع أغطية واقية من عث الغبار على السرير، وغسل الشراشف وأغطية الأسرة أسبوعياً في الماء الساخن.

ويجب أيضاً تنظيف المنزل بعناية من أي آثار للعفن والرطوبة الزائدة، وإبعاد الحيوانات الأليفة عن غرف النوم وأماكن الجلوس والملابس والمفروشات.

صحة الفم ونظافة الأسنان واللسان

يذكر موقع "WebMD" الطبي أن أعراض الفم الجاف المزعجة قد تكون أحد مضاعفات عدم العناية بشكل جيد بنظافة وسلامة الأسنان واللسان واللثة.

ويسبب جفاف الفم الشعور بخشونة اللسان ولزوجة اللعاب ومضاعفة الشعور بالعطش، ما يزيد من معاناة الأشخاص الصائمين خلال ساعات الامتناع الطويلة عن شرب المياه وتناول الأطعمة.

ويؤدي تكرر هذا المستوى من جفاف الفم إلى إصابة الشخص بتقرحات والتهابات الفم، بالإضافة إلى تقرحات أو تشققات الجلد في زوايا الفم واللثة. وتشقق الشفاه وجفاف الحلق، وإحساس بالحرقة أو الوخز في الفم، وخاصة في اللسان.

كما يؤدي جفاف الفم إلى إصابة الشخص ببحة في الصوت وجفاف الممرات الأنفية والتهاب الحلق ورائحة الفم الكريهة.

وتكمُن أولى خطوات علاج هذه المشكلة في مراعاة ترطيب الجسم خلال ساعات الإفطار بتناول القدر الكافي من المياه.

لأنه من دون اللعاب من المرجح أن تصاب الأسنان بالتسوس، ويصبح الناس أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة.

كذلك يجب أن يكون الشخص أكثر حرصاً في اتباع عادات نظافة الفم الجيدة، والتي تتكون من: تفريش الأسنان بعد كل وجبة، وخاصة بعد تناول المشروب والأطعمة ذات التصبّغات مثل الشاي والجزر والكرز وغيرها.

عدم العناية الكافية بنظافة الفم والأسنان يسبب الالتهابات وجفاف الحلق - iStock
عدم العناية الكافية بنظافة الفم والأسنان يسبب الالتهابات وجفاف الحلق – iStock

ويجب تفريش الأسنان قبل النوم وتنظيف فراغات ما بين الأسنان بخيط التنظيف الطبي.

كذلك تعمل نوعية معجون الأسنان في التأثير على مستوى جفاف الحلق، خاصة إذا ما قام الشخص بتفريش أسنانه أثناء ساعات الصيام.

وينصح موقع Healthline الطبي بمراعاة اختيار معجون أسنان طبيعي المكونات وخالٍ من الكحول أو الفلورايد اللذين يعملان بشكل قاسٍ قد يسبب جفاف الفم المزمن.

ويُنصح بزيارة طبيب الأسنان للفحص والتنظيف مرتين على الأقل خلال العام لمتابعة أي أسباب أخرى قد تكون مؤثرة على جفاف الفم وخشونة الحلق ومعالجتها.

تحميل المزيد