أمريكا توظّف الليزر لأول مرة كسلاح مدمر.. يستهدف الصواريخ والمسيّرات، ولكن هل يستطيع التصدي للمدفعية؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2024/04/04 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/04 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش
الجيش الأمريكي يختبر مركبة مدرعة جديدة مجهزة بالليزر/رويترز

تزعم أمريكا أنها أرسلت إلى العراق سلاحاً قد يغير تاريخ الحروب، إذ بدأت اختبار أول سلاح ليزر في ميدان القتال في مواجهة الهجمات التي تنفذها الميليشيات الموالية لإيران ضدها في هذا البلد العربي، فما هي حقيقة قدرات سلاح الليزر هذا؟ وهل يمثل نقلة في تاريخ الحروب حقاً كما يقول الأمريكيون؟

يدعى سلاح الليرز دي إي إم-شورادز، وهو مخصص لتدمير أو تعطيل طائرات العدو المسيرة والصواريخ.

ولكن ما قد يكون أهم أن سلاح الليزر هذا هو أول سلاح دفاع جوي قادر على إسقاط قذائف المدفعية وهي تحلق نحو أهدافها، حسب ما يقول مصنعوه.

هل اقترب حلم مؤلفي قصص الخيال العلمي من التحقق؟

عندما اخترع ثيودور ميمان أول ليزر في مختبر أبحاث هيوز في ماليبو، بولاية كاليفورنيا الأمريكية في عام 1960، كان يُنظر إليه على الفور تقريباً على أنه سلاح فائق محتمل، وسرعان ما ظهر شعاع الموت في أفلام الخيال العلمي.

إلا أن إنتاج سلاح ليزر عملي تبين أنه أكثر صعوبة مما كان يتصور في البداية، واستمرت أسلحة الليزر القاتلة تعمل فقط في أعمال الخيال العلمي.

اليوم أدى تطوير ليزر الحالة الصلبة على أساس لفائف من كابلات الألياف الضوئية المغطاة بعناصر مثل الإيتريوم إلى نقل سلاح الليزر أخيراً من المختبر إلى ساحة المعركة.

نشر 3 مركبات محملة بـ"سلاح الليزر الجديد" 

تم نشر 3 مركبات مشاة قتالية من طراز سترايكر مُسلَّحة بأشعة ليزر بقدرة 50 كيلووات، والمعروفة باسم دي إي إم-شورادز، رداً على ضربات الطائرات المسيَّرة القاتلة على أفراد أمريكيين. 

وفقاً لصحيفة Army Times الأمريكية، قال رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا في الكونغرس إن 3 من أنظمة دي إي إم-شورادز موجودة في العراق "في الوقت الحالي"، وتُستخدَم في "التجارب لتحديد أفضل تطبيقاتها"، فيما لم يكشف كوريلا عن النتائج الأولية. 

وسلَّمت الأنظمة الجديدة للخدمة في الجيش الأمريكي في سبتمبر/أيلول الماضي، ولكنها أرسلت للعراق في يناير/كانون الثاني 2024، حسب ما ورد في تقرير لمجلة Popular Mechanics الأمريكية.

مشغل سلاح الليزر يتعامل معه كألعاب الفيديو

إن دي إي إم-شورادز هو نظام دفاع جوي قصير المدى يعتمد على مناورة الطاقة الموجهة. 

طورت شركة آر تي إكس (رايثيون سابقاً) هذا النظام الذي يجمع بين سلاح ليزر بقدرة 50 كيلووات والهيكل المدرع لمركبة المشاة القتالية سترايكر. 

يُوجَّه سلاح الليزر للاشتباك مع الأهداف الجوية ويجري التحكم فيه عن طريق نظام التقاط الرادار ومستشعر الاستهداف ونظام التحكم في الشعاع. 

ويتضمن أيضاً نظام الاستهداف متعدد الأطياف الذي رُكِّبَ في الأصل لطائرات بريداتور المسيَّرة، وبرج استشعار على شكل كرة يشتمل على كاميرا كهروضوئية/تحت الحمراء، ومؤشر ليزر، وإضاءة ليزر. 

ويهدف نظام دي إي إم-شورادز إلى توفير مراقبة دفاع جوي للقوات البرية للجيش، وحمايتها من الطائرات المسيَّرة، سواء الفرادى أم الأسراب. ويزن نظام سلاح الليزر هذا، حوالي 7 أطنان. 

وتوفر مركبات سترايكر التي يركب عليها له حمايةً مدرعة وسرعةً قصوى تبلغ 60 ميلاً في الساعة. 

ويجري التحكم في نظام السلاح عبر كمبيوتر محمول، ويستخدم المشغل وحدة تحكم تشبه لعبة الفيديو الشهيرة "الإكس البوكس" لتشغيل السلاح.

إليك أبرز مميزاته.. طلقاته لا تنضب ويضرب بسرعة الضوء

يتمتع استخدام الليزر بالعديد من المزايا مقارنةً بالأنظمة الحالية المضادة للطائرات المسيَّرة. وعلى عكس الأنظمة المعتمدة على الأسلحة أو الصواريخ، يحتوي الليزر نظرياً على عددٍ غير محدود من الطلقات، يقتصر فقط على وصول النظام إلى الكهرباء. 

وينتقل الليزر بسرعة الضوء، ولا يقوم النظام أيضاً بتعطيل الإشارات اللاسلكية بشكل عشوائي كما تفعل أجهزة التشويش على إشارات الحرب الإلكترونية. 

سلاح الليزر
طائرة إيرانية الصنع من طراز أبابيل/ويكيميديا

أرسل الجيش الأمريكي مركبات من طراز سترايكر الثلاثة المسلحة بالليزر إلى العراق في يناير/كانون الثاني، بعد زيادة كبيرة في عدد هجمات الطائرات المسيَّرة والمدفعية على القوات الأمريكية في المنطقة من قبل حلفاء إيران.

وفي حين أن الهجمات المتفرقة كانت مشكلة لسنوات، فقد تصاعدت الهجمات بشكل كبير بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023. وعادةً ما تُنفَّذ الهجمات من قِبَلِ ميليشيات محلية برعاية إيرانية، ويعتبر البنتاغون العراق رسمياً منطقة قتال. 

وشنت القوات المدعومة من إيران 150 هجوماً على القوات الأمريكية، منذ أكتوبر/تشرين الأول، ما أدى إلى سقوط عشرات الإصابات، ولكن لم يسقط قتلى. 

صُمِّمَ دي إي إم-شورادز لحماية المواقع الأمريكية من التهديدات المستمرة. ولا يقتصر الأمر على قدرة هذا النظام على الاشتباك مع الطائرات المسيَّرة فحسب، بل أن الليزر قادرٌ أيضاً على الاشتباك مع مدفعية العدو القادمة في منتصف الرحلة. 

وتدعي شركة آر تي إكس أنها تستطيع التعامل مع "الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون". وهذا النظام هو الأول في التاريخ الذي يتمتع بالقدرة على اعتراض قذائف مدفعية العدو في الجو قبل أن تؤثر على المواقع القريبة من القوات الصديقة. 

قائد أمريكي يعترف بأن سلاح الليزر ليس حلاً سحرياً

أقر رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا بأن أسلحة الليزر "ليست حلاً سحرياً"، وشجع القوات المسلحة على إرسال أنظمة لضرب الطائرات المسيَّرة إلى القيادة المركزية الأمريكية -القيادة القتالية المسؤولة عن الشرق الأوسط. 

وقال في جلسة استماع في الكونغرس: "وفّروا لي الأنظمة، وسوف نقوم بتجريبها ونخبركم ما إذا كانت ناجحة في بيئة حيّة حقيقية". إذا تمكّن نظام دي إي إم-شورادز من الصمود في وجه قسوة الاستخدام في العالم الحقيقي، فقد يجد اعتماداً أوسع عبر الجيش الحريص على إيجاد حل لأسراب الطائرات المسيَّرة. 

تحميل المزيد