يمنّي زعماء الغرب أنفسهم بأن تتمكن أوكرانيا من الانتصار على روسيا، بعد أن زودوها بطائرات إف-16 ودبابات ليوبارد وأبرامز وغيرها من الأسلحة المتطورة والمعلومات الاستخباراتية والتدريب، فما فرص نجاح هذا الهجوم المضاد الأكبر منذ بداية الحرب؟
كانت أوكرانيا قد اعترفت أخيراً بأنها بدأت "الهجوم الكبير" الهادف إلى "تحرير" أراضيها التي تسيطر عليها روسيا، وذلك بعد أكثر من 7 أشهر من الاستعداد استقبلت خلاله كييف دعماً عسكرياً غربياً يقدر بعشرات المليارات من الدولارات، فماذا تحقق على الأرض حتى الآن؟ وماذا يقول طرفا الحرب الكبيران في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية؟
ماذا حقق هجوم أوكرانيا المضاد؟
قالت أوكرانيا، الإثنين 12 يونيو/حزيران، إن قواتها استعادت السيطرة على قرية رابعة من القوات الروسية في جنوب شرق البلاد، وذلك بعد يوم من الإعلان عن تحقيق أول مكاسب صغيرة للهجوم المضاد الذي طال انتظاره، ويومين من اعتراف الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن الهجوم بدأ بالفعل.
وأظهر مقطع مصور، الإثنين، جنوداً يرفعون العلم الأوكراني في قرية ستوروجيف المجاورة. وتأكدت رويترز من موقع تصوير الفيديو، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية على تليغرام: "حرر الجيش الأوكراني قرية أخرى وهي ستوروجيف".
وكانت كييف قد قال، الأحد، إن قواتها حررت 3 قرى أخرى مجاورة هي بلاهوداتني ونسكوتشني وماكاريفكا. وبطبيعة الحال تمثل استعادة أوكرانيا للقرى الأربع في غضون أيام بالفعل أسرع تقدم تحرزه منذ 7 أشهر، لكنها لا تعد اختراقاً كبيراً للخطوط الدفاعية المنيعة لروسيا.
التقدم الذي أعلنته كييف يصل إجمالاً إلى 5 كيلومترات فقط من جانب القوات الأوكرانية، التي لا يزال أمامها نحو 90 كيلومتراً للوصول إلى ساحل بحر آزوف وقطع "الجسر البري" الروسي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014، وهذا هو الهدف الرئيسي للهجوم الحالي.
ذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن قواتها شاركت في أكثر من 20 معركة عنيفة في الساعات الأربع والعشرين الماضية على الجبهة الشرقية بالقرب من باخموت وإلى الجنوب بالقرب من أفدييفكا ومارينكا، وكذلك شمالاً بالقرب من بيلوهوريفكا. لكنها لم تقدم تفاصيل مماثلة عن القتال على الجبهة الجنوبية، حيث يتوقع أن يتركز الهجوم المضاد.
وتختلف هذه التصريحات الأوكرانية شكلاً ومضموناً عما كان يصدر عن كييف الأسبوع الماضي فقط، إذ لم يكن هناك تأكيد من المسؤولين الأوكرانيين بأنَّ الهجوم المضاد قد بدأ بالفعل، حيث كانت الحكومة الأوكرانية تشدد على الحاجة للسرية العملياتية. ونشر وزير الدفاع، أولكسي ريزنيكوف، مقطع فيديو في بداية هذا الأسبوع يُظهِر جنوداً وهم يضعون أصابعهم على أفواههم. وكتب مُعلِّقاً اقتباساً من فرقة Depeche Mode الغنائية يقول: "الكلمات غير ضرورية على الإطلاق؛ فإنَّها لا تتسبب إلا بالضرر".
لكن صحيفة The Guardian البريطانية كانت قد نشرت تقريراً يرصد تفاصيل ذلك الهجوم الأوكراني المنتظر، والذي بدأ بالفعل ولكن بشكل متحفظ. نعم، بتحفظ. ففي مساء الأحد، 4 يونيو/حزيران، بدا أنَّ الجيش الأوكراني تقدَّم في العديد من الاتجاهات، وخرجت تقارير تفيد بتصعيد كبير في القتال بطول خط الجبهة في منطقتي دونيتسك وزابوروجيا.
ماذا تقول روسيا عن سير المعارك؟
أما روسيا فقد كانت الطرف الذي أعلن عن بدء الهجوم الأوكراني المضاد منذ أسابيع، والأسبوع الماضي أعلن مدونون عسكريين روس أن أوكرانيا شنت هجوماً ليلياً غربي مدينة فوهليدار وقريباً من الحدود الإدارية بين مقاطعتَي دونيتسك وزابوروجيا.
وقال ألكسندر خوداكوفسكي، قائد لواء فوستوك الموالي لموسكو، إنَّ الجنود الأوكرانيين حققوا مكاسب حول بلدة فيليكا نوفوسيلكا جنوبي دونيتسك. وأفاد بأنَّ نحو 10 مركبات مدرعة أوكرانية تتقدم باتجاه قريتَي زولوتا نيفا ونوفودونيتسك، مضيفاً: "كانت أوكرانيا حتى الآن ناجحة". وأشار مدونون آخرون موالون للكرملين إلى أنَّ أوكرانيا أحدثت "خرقاً" بسيطاً في خطوط الجبهة القائمة.
وقال خوداكوفسكي إنَّ وحدات الطائرات دون طيار الروسية رصدت يوم الأحد نحو 30 مركبة مدرعة أوكرانية في منطقة قريبة. لكنَّه قال إنَّه "بسبب محدودية القدرات"، لم يستطع الروس التأكُّد من الوجهة التي يخطط الجنود الأوكرانيون للتقدم صوبها. وكتب على تطبيق تليغرام: "نتيجة لذلك، وصلت القوة الهجومية الأوكرانية… إلى خط الهجوم دون أن يلاحظها أحد تقريباً. ونجح العدو في وضعنا في موقف صعب من خلال تدمير الاتصالات الروسية. والموقف آخذ بالتطور".
بينما قالت وزارة الدفاع الروسية في موسكو إنَّها أحبطت "هجوماً كبيراً"، وصدَّت تقدماً للواءين أوكرانيين، وأضافت أنَّ المئات من القوات الأوكرانية قُتِلوا، لكن لم يصدر تعليق من كييف على تلك التقارير الروسية.
وحتى الآن، لم تعترف موسكو رسمياً بعد بأي تقدم أوكراني، وكررت وزارة الدفاع الروسية، الإثنين، ما أكدته على مدار الأسبوع المنصرم بأنها صدت محاولات هجومية في منطقتي دونيتسك وزابوروجيا، وقالت إنها قصفت مواقع للجيش الأوكراني بصواريخ بعيدة المدى. لكن بعض المدونين العسكريين الروس البارزين قالوا إن القوات الأوكرانية استولت على بلاهوداتني ونسكوتشني وماكاريفكا وتواصل التقدم جنوباً.
واحتفل الرئيس فلاديمير بوتين باليوم الوطني لروسيا بتوزيع جوائز في الكرملين، واكتفى في خطابه بإشارة عابرة إلى الحرب التي شنها والتي كلفت بلاده خسائر فادحة في الأرواح والمال والعلاقات الدولية. وقال بوتين: "اليوم، في وقت صعب لروسيا، وحّدت (مشاعر الوطنية والاعتزاز) مجتمعنا بقوة أكبر… وقدمت دعماً يعتمد عليه لأبطالنا المشاركين في العملية العسكرية الخاصة".
وتصف موسكو ما يحدث على الأراضي الأوكرانية بأنه "عملية عسكرية خاصة"، بينما تصف كييف والغرب الهجوم الروسي، الذي بدأ يوم 24 فبراير/شباط 2022، بأنه "غزو عدواني غير مبرر"، وهو ما يوضح مدى التناقض بين الرواية الروسية، التي ترى هجومها مبرراً لحماية أمنها القومي المهدد بسعي الغرب إلى ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو ورفض الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديم ضمانات قانونية ملزمة بأن كييف لن تنضم إلى الحلف العسكري الغربي.
هل تحقق أوكرانيا أمنيات الغرب؟
يتمنى الغرب أن تنتصر أوكرانيا على روسيا وأن تتمكن القوات الأوكرانية من إجبار الروس على الانسحاب من جميع الأراضي الأوكرانية حتى ما قبل حدود 23 فبراير/شباط 2022 على الأقل، بينما يقول زيلينسكي ومستشاروه إن الهدف هو "تحرير كامل الأراضي الأوكرانية بما فيها شبه جزيرة القرم"، التي كانت روسيا قد ضمتها عام 2014.
ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب في أوكرانيا، كان هدف الغرب معلناً دون مواربة، وعلى لسان مسؤولين على رأسهم جو بايدن ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، وهو "إضعاف روسيا للأبد"، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بخسارة عسكرية مدوية، رغم فارق الإمكانيات الهائل بين موسكو وكييف.
وفي هذا السياق، تنهال المساعدات العسكرية الغربية على أوكرانيا، وشهدت الأشهر الأخيرة تدفقاً هائلاً في تلك المساعدات تمثلت في أحدث الأسلحة، مثل طائرات إف-16 الأمريكية ودبابات أبرامز وليوبارد الألمانية ومنظومات صواريخ باتريوت وغيرها، إضافة إلى تدريب القوات الأوكرانية على استخدام تلك الأسلحة وتقديم معلومات استخباراتية دقيقة ترصد نقاط الضعف في الخطوط الدفاعية الروسية.
وبالتالي فإن أوكرانيا تعتمد في هجومها المضاد على أسلحة بعشرات المليارات من الدولارات وتدريبات ومعلومات استخباراتية تلقتها من الغرب، إلى جانب الصمود في ساحة القتال والذكاء التكتيكي وشحذ الهمم لطرد الروس من أراضيها.
وفي الوقت نفسه، تدرك إدارة زيلينسكي أنه يتعين عليها تحقيق تقدم كبير خلال الصيف الحالي إذا ما أرادوا الحفاظ على نفس المستوى من الدعم الغربي العسكري والمالي والمعنوي.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الإثنين، إنه من السابق لأوانه تحديد سير الهجوم المضاد الأوكراني بالضبط، لكن واشنطن واثقة من أن كييف ستواصل النجاح. وقال بلينكن، في مؤتمر صحفي في واشنطن، إن الولايات المتحدة مصممة على زيادة دعمها لأوكرانيا، مضيفاً أنه يمكن توقع حزمة "قوية" من الدعم السياسي والعملي لأوكرانيا في قمة حلف الناتو خلال يوليو/تموز القادم.
أما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فقد كانت رسالته أكثر وضوحاً، إذ وعد بتقديم مزيد من المساعدات العسكرية لكييف، مضيفاً في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع الرئيس البولندي أندريه دودا والمستشار الألماني أولاف شولتز: "لقد فعلنا كل شيء لمساعدتها (أوكرانيا)".
وقال ماكرون، الذي تحدث مؤخراً مع زيلينسكي: "لقد كثفنا تسليم الذخيرة والأسلحة والمركبات المسلحة… وسنستمر في (تقديم المساعدات) في الأيام والأسابيع المقبلة". ورداً على سؤال عما إذا كانت ألمانيا تتفق مع أن أوكرانيا بحاجة إلى الحصول على ضمانات أمنية في قمة حلف شمال الأطلسي في يوليو/تموز، قال المستشار الألماني: "من الواضح أننا بحاجة إلى ذلك ونحتاجه بطريقة ملموسة للغاية".
ويتضح من تلك التصريحات، وغيرها على نفس المنوال، أن زعماء الغرب يعولون كثيراً على هذا الهجوم الأوكراني، وهو ما يطرح سؤالاً منطقياً بشأن مدى قدرة كييف على تحقيق "أمنيات" الغرب".
لماذا تبدو "أمنيات" الغرب غير واقعية؟
يقول بعض المحللين العسكريين الغربيين إنه من السابق لأوانه بالتأكيد استخلاص استنتاجات حول مصير الهجوم المضاد من المناوشات المبكرة التي ربما يكون هدفها حتى الآن هو اختبار الدفاعات الروسية فحسب.
وقال معهد دراسات الحرب، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً، إن أوكرانيا تجرب "عملية تكتيكية بالغة الصعوبة، الهجوم المباشر على مواقع دفاعية مجهزة يزداد تعقيداً في غياب التفوق الجوي"، ويجب عدم المبالغة في دلالات هذه الهجمات الأولية.
وكتب بن هودجز، وهو قائد سابق في القوات الأمريكية في أوروبا، أنه من المتوقع أن يشمل الهجوم الرئيسي عندما يحدث عدة مئات من الدبابات وعربات المشاة القتالية، وأضاف في مقال لمركز تحليل السياسة الأوروبية ومقره واشنطن أن "الهجوم بدأ بوضوح لكنني لا أعتقد أنه الهجوم الرئيسي".
وبحسب تحليل لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، لا يجب إعطاء الكثير من القيمة للمعارك القوية التي أدت إلى استعادة الأوكرانيين مناطق قليلة، ومحدودة، وبعضها مجرد قرى نصف مسكونة في إقليم دونباس، وجنوب شرق زابوروجيا.
إذ إنه بعد عدة أشهر من التأخير، بدأت الصور للنجاحات الأوكرانية تتابع من قبل الجنود المشاركين في العمليات، كما فعلوا في عدة قرى، رافعين الأعلام الصفراء والزرقاء الأوكرانية أمام المباني التي شوهت جدرانها بالطلقات. لكن كل هذا لا يعد سوى عرض جانبي مقارنة بالهدف الكبير للعمليات.
فالساحة التي تكتسب الأهمية الاستراتيجية الأكبر، هي الجبهة الجنوبية، الواقعة بين زابوروجيا، باتجاه بحر آزوف في الجنوب، وهي المنطقة التي تعد بمثابة ممر يربط بين الأراضي الروسية، وشبه جزيرة القرم، وهي المنطقة التي لم تطرأ عليها الكثير من التغيرات منذ استيلاء القوات الروسية عليها مع بداية الهجوم قبل نحو عام ونصف.
وفي حال تمكنت القوات الأوكرانية من التوغل في هذه المنطقة وشقها بحيث تقطع طريق الإمداد، حينها يمكن القول إن الهجوم الأوكراني، يحقق نجاحاً قيماً، لأن ذلك يعني محاصرة القوات الروسية في الغرب، وقطع خط إمدادها في شبه جزيرة القرم.
وقد لا يعني ذلك نهاية الحرب بشكل مباشر، والتي يتوقع لها أن تستمر عدة سنوات، لكن موقفاً كهذا، سيعني إعطاء الأوكرانيين اليد المسيطرة في ساحة المعارك. لكن الروس كانوا قد نظروا إلى الخرائط بالفعل في وقت سابق، وتوصلوا إلى نفس النتائج، لذلك استغلوا الوقت الذي أرسل فيه الأوكرانيون ضباطهم إلى الغرب لتلقي التدريب على أيدي قوات حلف شمال الأطلسي الناتو، استعداداً للهجوم، وبدأوا تحصين خطوطهم لدرجة أنهم يعتبرون أن المنطقة أصبحت "الأكثر تحصيناً في العالم بأسره على الإطلاق".
وفي سبيل ذلك حولت روسيا المنطقة إلى حقول متتابعة من الألغام، حتى ساحل بحر آزوف، وحواجز خرسانية لصد الدبابات، والمعروفة باسم "سن التنين"، ومواقع حصينة لإطلاق النار، وخنادق عميقة بما يكفي لإيقاف دبابات ليوبارد ألمانية الصنع، وأبرامز الأمريكية، والتي دخلت المعركة.
وفي النهاية وضعت روسيا بطاريات المدفعية في مراكز حصينة يمكنها إمطار ساحات المعارك بالدانات المتفجرة، وتحويل المدرعات والدبابات الأوكرانية إلى جحيم متحرك قبل أن تصل إلى أهدافها.
وبذلك تبدو المؤشرات الأولية في جانب الروس، وترجح أنهم سيتمكنون من الاحتفاظ بمواقعهم. وحتى الآن لم تدفع أوكرانيا بغالبية قواتها إلى ساحات المعركة، وبالتالي فالقوات لا تزال في مرحلة الاستطلاع واستكشاف مواقع بطاريات المدفعية الروسية، ونقاط ضعفها.
وتأمل القيادة الأوكرانية في أنها لو تمكنت من تحقيق إنجاز عسكري، ربما يدفع ذلك نحو انهيار سريع للقوات الروسية، على مختلف الجبهات، بسبب المعنويات المنخفضة. لكن هل كل هذا يكفي لمواجهة قوة المدفعية الروسية، وهجمات المسيرات؟
تتمتع روسيا بسبب مساحتها الشاسعة بميزات استراتيجية تفوق أوكرانيا، ويعرف الرئيس الروسي بوتين تلك الحقيقة جيداً، ويعرف أنه يمكنه تمديد المعارك إلى السنة القادمة، وعندها ربما تتراجع الولايات المتحدة وحلفاؤها عن دعم الأوكرانيين، وربما ممارسة الضغوط عليها للوصول إلى حل وسط بصيغة دبلوماسية.
وفي النهاية يتبقى الغطاء الجوي، فالهجوم على عدو متحصن بشكل جيد دون غطاء جوي كفء يعد مخاطرة كبيرة، والأوكرانيون يعرفون ذلك جيداً، خاصة بعدما نفد صبرهم، وهم يطالبون الغرب بإمدادهم بمقاتلات إف-16، ورغم ذلك لم تمنح الولايات المتحدة التي تصنعها، موافقتها، إلا مؤخراً، وبعد انتهاء الاستعدادات للهجوم المضاد. وربما تكون مقاتلات إف-16، قد وصلت متأخرة بشكل كبير بالنسبة للأوكرانيين، لتلعب دوراً كبيراً في المرحلة الأولى من الهجوم المضاد.
وسوف تحاول القوات الأوكرانية استخدام الصواريخ بعيدة المدى، مثل ستورم شادو البريطانية، في تفعيل نفس الخطة مرة أخرى، لكن في ظل حملات الدعاية، والدعاية المضادة، ربما يستغرق الأمر عدة أسابيع، وربما عدة أشهر، حتى يمكن الحصول على مؤشرات واضحة حول ما يحدث بالفعل على أرض الواقع.