بالأرقام.. كيف فاقت المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا ما كلفته حرب أفغانستان سنوياً؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/03 الساعة 10:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/03 الساعة 11:06 بتوقيت غرينتش
صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدبابات خلال وصولها أوكرانيا /getty images

بعد مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، لا تزال الولايات المتحدة تتصدر العالم في المساعدات المرسلة إلى أوكرانيا، وفقاً لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، الذي تتبع أكثر من 150 مليار دولار من المساعدات المختلفة لأوكرانيا من يناير/كانون الثاني 2022 حتى منتصف يناير من هذا العام.

وتجاوزت الالتزامات الأمريكية، بما في ذلك المساعدات المالية والإنسانية والعسكرية، 70 مليار دولار، أي أكثر من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمؤسسات مجتمعةً، والتي تقترب من 55 مليار دولار.

أوكرانيا تتلقى مساعدات عسكرية فاقت ما كلفته حرب أفغانستان سنوياً

يقول تقرير لمركز statista الأمريكي إن أوكرانيا تلقت خلال حربها الحالية ضد روسيا أضخم مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة تفوق قيمتها 46 مليار دولار، وذلك إلى غاية منتصف شهر كانون الثاني/يناير 2023.

واستناداً إلى معدل التكلفة السنوية لسنة 2022 مقارنةً بالحروب الأخرى التي انخرطت فيها الإدارة الأمريكية، فإن حجم الإنفاق العسكري على أوكرانيا كان واضحاً. 

إذ تجاوزت قيمة المدفوعات إلى أوكرانيا حجم الإنفاق العسكري السنوي للولايات ىالمتحدة خلال حربها في أفغانستان، من سنة 2001 إلى غاية 2010، بحسب معهد كيل للاقتصاد العالمي، ومقره ألمانيا، علماً أن التكلفة العسكرية الأمريكية لحروب فيتنام والعراق وكوريا كانت أعلى بكثير.

وفي الحربين الفيتنامية والكورية، كان معدل استخدام الذخيرة والإمدادات يتطلب قدراً كبيراً من الأموال، إضافة إلى ما يتطلبه  تآكل العدة والعتاد، وغير ذلك من المقدَّرات مثل العناية بالجرحى. 

وفي كل حالة كانت المسائل الأكثر تعقيداً تتعلق ببعد المسافة الهائل عن مسرح العمليات، فرغم إبقاء الولايات المتحدة على عدد من قواعدها جنوب شرقي آسيا، فإنه كان ينبغي شحن أنظمة الأسلحة المتعددة، وتغيير قطع الغيار الضرورية بحراً أو جواً عبر المحيط الهادي. وفي المحصلة كان لا بد من نشر أسطول كبير من حاملات الطائرات قبالة الساحل الفيتنامي، وقد كان لمهمات القوات الجوية العديدة كلفةٌ عالية.

المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا مستمرة رغم الانتقادات 

ومنذ بداية الحرب، شملت المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا معدات عسكرية متنوعة وذخيرة مدفعية ورادارات وألغاماً وأسلحة مضادة للأفراد وللدبابات وطائرات مسيَّرة وصواريخ أرض-جو، ومدرعات ومدافع وغيرها من الأسلحة.

تأتي تدفقات المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وسط انتقادات شديدة ومعارضة من داخل صفوف الجمهوريين، إذ أعلن بعض أعضاء هذا الحزب في الكونغرس أنهم يعتزمون وقف المساعدات إلى أوكرانيا. 

وقال النائب الجمهوري تشيب روي من تكساس في قاعة مجلس النواب في يناير/كانون الثاني الماضي: "يجب أن نكون هنا لإجراء هذا النوع من المحادثات حول أوكرانيا ودعمها مع هذا العدد الكبير من الأشخاص في المجلس".

وقال روي إن الكونغرس يجب أن يناقش 45 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا الطارئة التي أقرها المشرّعون كجزء من مشروع قانون التمويل الحكومي في يناير، بما في ذلك 27.9 مليار دولار لوزارة الدفاع الأمريكية، لإرسال أسلحة إضافية إلى كييف وإعادة ملء مخزونات الأسلحة الأمريكية التي أرسلتها واشنطن بالفعل. 

وقاد أحد أكثر المتشككين في المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، النائب مات غايتس، من ولاية فلوريدا، وقال غايتس على تويتر: "إن فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس له (قبل أن ينجح مكارثي) جعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخاسر الأكبر، ودافعي الضرائب الأمريكيين الفائز الأكبر".

وقال غايتس في مؤتمر صحفي مع تايلور غرين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "أنا هنا كعضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب لأقول إن أيام دفع الأموال والعتاد العسكري الذي لا نهاية له لأوكرانيا باتت معدودة".

ومع ذلك، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن غداة زيارته الأخيرة إلى كييف، التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم مجهود أوكرانيا الحربي، وقال خلال وجوده في العاصمة البولندية وارسو: "إن الأمر لا يتعلق بالحرية في أوكرانيا فقط، وإنما يتعلق أيضاً بالديمقراطية بشكل عام"، حسب تعبيره.

التباين الأمريكي في دعم كييف

وبعد مرور عام على الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لا يزال دعم الأمريكيين لكييف ثابتا؛ إذ أظهر استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة غالوب على شبكة الإنترنت -الفترة من 3 إلى 22 يناير/كانون الثاني الماضي- أن 65% من الأمريكيين يؤيدون تقديم دعم لأوكرانيا لاستعادة أراضيها، حتى لو أدى ذلك إلى صراع طويل.

في الوقت ذاته، عبّر 31% من الأمريكيين -في الاستطلاع نفسه- عن تفضيلهم رؤية بلادهم وهي تعمل على إنهاء الحرب بسرعة، حتى لو أدى ذلك بروسيا للاحتفاظ ببعض الأراضي الأوكرانية.

وأظهر الاستطلاع أن الديمقراطيين أكثر دعماً لجهود مساعدة أوكرانيا من الجمهوريين أو المستقلين؛ حيث قال 81% من الديمقراطيين إنهم يريدون أن تقدم واشنطن دعماً مطولاً لكييف، مقارنة بـ53% من الجمهوريين، و59% من الناخبين المستقلين.

ومن بين الجمهوريين، لا يمانع 41% المساعدة في إنهاء الحرب بسرعة، حتى لو كان ذلك يعني خسارة أوكرانيا بعض أراضيها، مقارنة بـ38% من المستقلين و16% من الديمقراطيين، مع الأخذ في الاعتبار أن روسيا كانت قد ضمت 4 مناطق شرق أوكرانيا بعد إجراء استفتاء وصفته واشنطن بالصوري في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

تحميل المزيد