استعدوا لإجازات الصيف القادم.. ما الذي يعنيه اكتشاف لقاح كورونا بالنسبة لصناعة السفر حول العالم؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/17 الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/17 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
أخيراً، دفعة قوية للصناعة العالمية المتعثرة.. كيف للقاح كورونا أن يغير السفر إلى الأبد؟ (تعبيرية، مدينة أنطاليا التركية) Istock

أُعلن يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني أن أحد اللقاحات المحتملة لكوفيد-19، الذي صنعته شركتا فايزر وبيونتيك، فعال بنسبة 90% في وقاية المتطوعين من الإصابة بالفيروس.

وأعطى هذا الخبر صناعة السفر المتعثرة دفعة قوية في الحال، إذ ارتفعت أسعار أسهم شركات الطيران والرحلات البحرية، وشهدت الشركات السياحية ارتفاعاً في عمليات البحث والحجوزات لعام 2021. وأخيراً، يبدو أننا سنتمكن من السفر للاستمتاع بإجازاتنا في المستقبل، كما تقول شبكة CNN الأمريكية.

ولكن هل سيعود السفر بعد اللقاح إلى ما كان عليه، أم أن السفر تغير بشكل لا رجعة فيه؟

تقول الدكتورة فيليسيتي نيكولسون، كبيرة الأطباء في عيادة تريلفايندرز ترافيل في المملكة المتحدة: "أعتقد أنها مجرد مسألة وقت قبل أن تعود الأمور بدرجة ما إلى طبيعتها، ولكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً". 

وتضيف: "في الوقت الحالي، السفر بعيد جداً عن الترتيب الهرمي للتطعيم". وتقول إن البلدان تخطط لتطعيم الفئات العرضة للإصابة بالمرض أولاً، ثم العاملين في المجال الصحي والعاملين في المجالات الحيوية، وبعدها تفكر في تطعيم عامة السكان. ناهيك عن المشكلات العملية المتعلقة بنقل وتخزين لقاح فايزر، وهذا يعني أنه إذا كان هو اللقاح الفائز بالسباق، فقد يستغرق توزيعه وقتاً طويلاً.

وتؤكد: "من الضروري أن نشعر بالتفاؤل، ولكننا نعي أنه من المستبعد أن يتم بالسرعة التي تشير إليها الحكومات".

إثبات إلزامي للسفر

ولا تتوقعوا أنه فور بدء برنامج التطعيم في الظهور، فستتمكنون من القفز على متن الطائرة التالية، سواء حصلتم عليه أم لا. إذ ترى فيليستي أن إثبات التطعيم قد يصبح اختيارياً، أو حتى إلزامياً، للسفر.

وقد تصبح الشهادة الدولية للتطعيم أو الوقاية (ICVP)- التي يتعين على المسافرين حملها لدخول بعض البلدان التي تُلزم بتطعيم حمى الصفراء، أو للخروج من البلدان التي يرتفع بها خطر الإصابة بشلل الأطفال- هي الإضافة الجديدة لمتعلقات سفرك.

تقول: "أعتقد أن الشهادة الرسمية ستكون ضرورية، إما عبر الإنترنت أو على الورق، لإثبات تناولك اللقاح في عيادة معترف بها ومعتمدة، كما نفعل مع الحمى الصفراء".

وأضافت: "البلد الذي ستسافر إليه هو من سيطلبها، ويمكن أن تطلبها جميع البلدان. ومن المؤكد أن معظم البلدان التي تضم سكاناً من الفئات العرضة للإصابة أو كبار السن ستطالب بإثبات لأننا نعرف إلى أي مدى يمكن أن يكون المرض مدمراً".

التعويض عن الوقت الضائع

يقول جون بيفان، الرئيس التنفيذي لمجموعة Dnata Travel، التي تملك علامات ترافيلباغ، وترافيل ريبابليك ونيتفلايتس فضلاً عن علامة Gold Medal التجارية، إنه توجد زيادة ملحوظة في الحجوزات منذ الإعلان عن خبر اللقاح.

ويقول إن الكثيرين ممن يمكنهم تحمل تكاليف السفر إلى الخارج العام المقبل ينفقون دون قيود، وإن متوسط قيمة الحجز ارتفع بنحو 20% هذا الأسبوع، مقارنة بما قبل كوفيد. يقول: "لم يتمكن الناس من الاستمتاع بإجازة هذا العام، لذا فهم يكافئون أنفسهم. ويحجزون غرفاً من فئة أعلى، ونرى المزيد من المجموعات العائلية أيضاً". 

الوجهات الفائزة

يقول بيفان إنه من اللافت للنظر أن شركاته شهدت نمواً من ثلاثة أرقام في الرحلات إلى الولايات المتحدة للعام المقبل، بدءاً من مايو/أيار وبعده. وتعد جزر المالديف والإمارات من الوجهات الشهيرة الأخرى للأوروبيين الراغبين في السفر العام المقبل، ودبي على وجه الخصوص تعمل بجد لإعادة السياح إليها بأمان، ويتوقع أيضاً أن يكون أداء منطقة البحر الكاريبي جيداً.

التعجل للسفر لأوروبا

هل توجد وجهات أفسدها الفيروس لدرجة أننا لن نرغب في الذهاب إليها لبعض الوقت؟.

رغم أن الولايات المتحدة تتصدر قائمة وفيات كوفيد-19، يبدو من بيانات جون بيفان أن الزائرين حريصون على السفر إلى هناك، وهو يرى أن ذلك قد يكون تفاؤلاً بتعهد إدارة بايدن بكبح انتشار الفيروس.

لكنه نبه إلى أن أوروبا، التي كانت مركز الجائحة، قد لا تجذب المسافرين من البلدان التي نجحت في السيطرة عليها بشكل أفضل.

غير أن توم جينكينز، الرئيس التنفيذي لاتحاد منظمي الرحلات السياحية الأوروبية (ETOA)، لا يتفق مع ذلك.

ويقول إن شركات الرحلات السياحية يتطلعون بالفعل إلى عام جيد نسبياً، بعد تأجيل الكثير من الرحلات من عام 2020 إلى عام 2021، وتظهر بيانات محرك البحث اهتماماً كبيراً بالسفر إلى أوروبا من قارات أخرى.

لكنه نبه إلى أن "السوق لا يشهد زخماً"، فلا أحد يسافر إلى أوروبا ويشجع الناس على حذو حذوه. وبعد اللقاح، سيصبح كل شيء متوقفاً على شركات الطيران لتوفير الرحلات والوجهات المستعدة لاستقبال الزائرين. ويقول: "المدن تتعافى بسرعة إلى حد ما، لكن الأمر قد لا يكون بهذه البساطة".

السفر دون تلامس

حتى في ظل وجود لقاح محتمل، يعتقد جون بيفان أن تجربة السفر نفسها ستتغير، لا سيما في المطار، حيث يعتقد أن شركات الطيران ستتحول إلى تقديم خدماتها دون الكثير من التلامس.

أما على متن الطائرة، فيعتقد أن الإجراءات التي يفرضها كوفيد المتمثلة في النزول من الطائرة صفاً صفاً ستستمر، وهذا إجراء رائع.

وعلى الطرف الآخر، يرى أن القيود المفروضة على البوفيهات، وتوزيع الموظفين للطعام، ستظل قائمة "حتى يشعر الناس براحة أكبر". وكذلك الحفاظ على مساحتنا الشخصية، وقال: "أعتقد أننا سنواصل التعامل بحذر لفترة طويلة. وأرى أننا سنستمر في الامتناع عن معانقة أو مصافحة أشخاص لا نعرفهم لفترة من الوقت".

المرونة مستمرة

ميزة أخرى خرجنا بها من الجائحة، المرونة. تتميز العديد من الصفقات المعروضة لعام 2021 بالمرونة الكاملة، ويبدو أن ذلك سيستمر، على الأقل بين المدى القصير والمتوسط.

يقول توم مارشانت، أحد مؤسسي شركة بلاك توماتو للرحلات الفاخرة: "لقد تعاملت الصناعة مع رد الأموال المدفوعة (في وقت سابق من الجائحة) بدرجات مختلفة من الفعالية، وأعتقد أن المستهلك سيكون أكثر وعياً بما يحجزه وما يتوقعه".

وأضاف: "لا بد أن يتمتع مقدمو الخدمة بالمرونة، والعميل ينتظر التعامل بشفافية".

دعوة للتيقظ لنا جميعاً

ترى الدكتورة فيليستي أن طريقة تعامل المسافرين مع الصحة أثناء السفر سوف تتحسن.

وتقول: "أصبح الناس أكثر وعياً بالأمراض المعدية الآن"، وأضافت أنه قبل الجائحة، كان عدد المسافرين الذين يحجزون لمشورة طبية قبل السفر منخفضاً جداً. وقالت: "كانوا يسافرون إلى الخارج دون استشارة أي شخص. (وإذا كان اللقاح إلزامياً) فسيتعين عليهم الحضور للتشاور ويمكننا التحدث معهم عن المخاطر الأخرى في البلد الذي يقصدونه".

تحميل المزيد