“عدنا في غزة إلى الثمانينات تقريباً”.. الأمم المتحدة: إعادة إعمار القطاع تتطلب أكثر من 40 مليار دولار 

عربي بوست
تم النشر: 2024/05/03 الساعة 08:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/05/03 الساعة 08:45 بتوقيت غرينتش
منازل دمرها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة/ رويترز

قال مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (يو إن دي بي) عبد الله الدردري، الخميس 2 مايو/أيار 2024، إن إعادة إعمار غزة ستستغرق عقوداً وتكلف أكثر من 40 مليار دولار.

وفي لقائه مع الصحفيين عبر الإنترنت، الخميس، بالمؤتمر الصحفي اليومي للأمم المتحدة، أوضح أن المرحلة الأولى من التعافي المبكر التي خطط لها البرنامج الإنمائي لغزة ستستغرق من 3 إلى 5 سنوات وستكلف من 2 إلى 3 مليارات دولار.

ولفت  المسؤول الأممي إلى أن تنفيذ خطة إعادة الإعمار طويلة المدى سيستغرق عقوداً، وبتكلفة أكثر من 40 مليار دولار، مؤكداً أن حجم الدمار في مثل هذا الوقت القصير لم يسبق له مثيل.

كما أشار إلى أن مؤشر التنمية البشرية في فلسطين قد تراجع 20 عاماً، بينما وصل هذا التراجع إلى 40 عاماً في غزة، قائلاً: "عدنا في غزة إلى الثمانينات تقريباً".

جرائم الاحتلال في قطاع غزة/ الأناضول
جرائم الاحتلال في قطاع غزة/ الأناضول

وتطرق إلى القطاع المصرفي، مشيراً إلى أن جميع فروع المصارف في غزة دمرت تقريباً، وأن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يبذل جهوداً لحفظ النظام المصرفي من الانهيار.

تأتي تصريحات الدردري في أعقاب تقرير للبرنامج الإنمائي نُشر في وقت سابق الخميس، والذي يحذر من أن غزة قد ينتهي بها الأمر إلى "أجيال مفقودة"؛ في ضوء التوقعات بأن إعادة بناء المرافق المدمرة التي تقدم الخدمات الإنسانية، مثل المدارس والمستشفيات، قد تستغرق أيضاً عقوداً للوصول إلى مستويات ما قبل الحرب.

وأشار التقرير إلى أن تقييم البناء يشير إلى أن غزة بحاجة إلى "قرابة 80 عاماً لاستعادة جميع الوحدات السكنية المدمَّرة بالكامل" في حال تصوُّر تتبع فيه وتيرة إعادة الإعمار الإيقاع الذي حدث في كثير من الصراعات السابقة في غزة.

ملايين الأطنان من الركام 

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، الأربعاء، أن كمية الأنقاض والركام التي تتوجب إزالتها في قطاع غزة، البالغة 37 مليون طن أو 300 كيلوغرام لكل متر مربع، أكبر من نظيرتها التي خلفتها الحرب حتى الآن في أوكرانيا، وعملية إزالتها مكلفة وخطيرة؛ نظراً إلى وجود قنابل غير منفجرة فيها، عدا عن مادة الأسبستوس الضارة بالصحة.

وأوضح المسؤول عن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في غزة، مونغو بيرتش، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أنه "لفهم مدى ضخامة الأمر، فإن جبهة القتال في أوكرانيا  تبلغ 600 ميل (نحو ألف كلم)، في حين أن غزة لا يزيد طولها على 25 ميلاً (40 كلم)"، وهي كلها جبهة قتال.

القصف الإسرائلي على غزة| الاناضول
القصف الإسرائلي على غزة| الاناضول

وأشار بيرتش إلى مادة الأسبستوس، وهي منتج معدني طبيعي مقاوم للحرارة والتآكل وكان يستخدم كثيراً في تصنيع المواد العازلة والإسمنت وبعض أنواع بلاط الأرضيات، مادة ضارة بالصحة وتتطلب احتياطات خاصة، حيث يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بداء الأسبستوس الرئوي المزمن.

ووفقاً لبيرتش، تشير التقديرات إلى وجود "أكثر من 800 ألف طن من الأسبستوس فقط في حطام غزة".

كما تشير التقديرات إلى أن ما بين 10 إلى 15% من الذخائر التي تم إطلاقها خلال الحرب لم تنفجر، وتشكل بالتالي تهديداً دائماً للسكان المدنيين.

لكن ما دامت الحرب مستمرة، يبقى تقدير الوضع بدقة في غزة مستحيلاً، فبحسب بيرتش، فإنه طالما لا يمكنهم الوصول إلى الشمال لإجراء تقييم فلن يتمكنوا من تقدير حجم التلوث بالقنابل غير المنفجرة.

وأشار إلى أن "المعلومات التي تصلنا تقول إن التلوث شديد بشكل غير مسبوق في شمال غزة"، مضيفاً: "نعتقد أن ذلك سيمثل مشكلة كبيرة في المستقبل".

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".

تحميل المزيد