استشهد وأصيب عشرات المواطنين، غالبيتهم من النساء والأطفال، مساء يوم الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، جراء تواصل القصف الإسرائيلي على عدة مناطق بقطاع غزة، في حين أقر جيش الاحتلال الاسرائيلي بامتلاكه قذائف تحتوي على الفسفور الأبيض، وذلك بعد أن أعرب البيت الأبيض عن قلقه من استخدام مثل هذه المواد الحارقة في هجمات بجنوب لبنان.
في هذا السياق، استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً يعود لعائلة العرقان في شارع البيئة بدير البلح وسط قطاع غزة، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.
كما أصيب عدد من المواطنين في قصف إسرائيلي لمنزل يعود لعائلة عيسى قرب مقبرة الشابورة في رفح، كذلك قصف الاحتلال خربة العدس شمال شرقي رفح، ومخيم النصيرات وسط القطاع.
استشهاد مواطنين في قصف إسرائيلي على خان يونس
في خان يونس، جنوب قطاع غزة، استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي، في حين استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً يؤوي نازحين في حي السلام برفح جنوبي قطاع غزة، تسببت باستشهاد فلسطينيتين.
كانت وزارة الصحة بغزة قد أكدت سقوط أكثر من 200 شهيد خلال الساعات الـ24 الماضية، وارتفاع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 18 ألفاً.
من جانبه أقر جيش الاحتلال الاسرائيلي، مساء الإثنين، بامتلاكه قذائف تحتوي على الفسفور الأبيض، وذلك بعد أن أعرب البيت الأبيض عن قلقه من استخدام مثل هذه المواد الحارقة في هجمات بجنوب لبنان.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي الرسمية: "لدينا قذائف دخان تحتوي على فسفور أبيض، مخصصة للتمويه، وليس لغرض الهجوم أو إشعال النيران". وأضاف جيش الاحتلال الإسرائيلي: "مثل العديد من الجيوش الغربية، يمتلك الجيش الإسرائيلي أيضاً قذائف دخان تحتوي على الفسفور الأبيض، وهو أمر قانوني وفقًا للقانون الدولي".
وأشار إلى أن "هذه القذائف مخصصة في الجيش الإسرائيلي لغرض التمويه، وليس لغرض الهجوم أو إشعال النار، ولا يتم تعريفها قانونياً على أنها أسلحة حارقة".
يذكر أنه في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كشفت منظمة العفو الدولية، عن أدلة على أن الجيش الإسرائيلي استخدم الفسفور الأبيض في هجماته على لبنان.
ووقتها، قالت المنظمة في بيان، إن الهجوم الإسرائيلي على بلدة الضهيرة اللبنانية يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول، "دون تجنب المدنيين"، يجب التحقيق فيه باعتباره "جريمة حرب"، لأنه "غير قانوني".
وأضاف البيان: "أكد مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية وجود مقاطع فيديو وصور تظهر استخدام قذائف الفسفور الأبيض في الضهيرة يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول".
وأوضح أن "الفسفور الأبيض مادة حارقة تستخدم عادة لإنشاء ستائر دخان كثيفة وتحديد الأهداف، تصل إلى درجات حرارة عالية للغاية عند تعرضها للهواء، وغالباً ما تؤدي إلى اشتعال النيران في المنطقة التي يتم رميها فيها".
والقنابل الفسفورية سلاح محرّم دولياً بموجب اتفاقية جنيف لعام 1980، التي نصّت على تحريم استخدام الفسفور الأبيض كسلاح حارق ضد البشر والبيئة.
كان جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي، قد قال الإثنين، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق إزاء تقارير، مفادها أن إسرائيل استخدمت ذخائر الفسفور الأبيض التي زودتها بها الولايات المتحدة في هجوم في أكتوبر/تشرين الأول بجنوب لبنان.
وأضاف كيربي للصحفيين على متن طائرة الرئاسة: "طالعنا التقارير. بالتأكيد نشعر بقلق إزاء ذلك. سنطرح أسئلة في محاولة لمعرفة مزيد". وقال كيربي إن الفسفور الأبيض له "استخدام عسكري مشروع" يتمثل في الإضاءة وإنتاج الدخان لإخفاء التحركات.
وأضاف: "من الواضح أنه حين نقدم مواد مثل الفسفور الأبيض لجيش آخر، نتوقع بشكل كامل أنها ستستخدم وفق هذه الأغراض المشروعة… وبما يتفق مع قوانين الصراع المسلح".
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، رداً على التقارير التي تقول إن إسرائيل استخدمت الفسفور الأبيض في لبنان: "جيش الدفاع الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية كلها تتصرف بحسب القانون الدولي. هذه هي الطريقة التي تصرفنا بها وسنتصرف بها".
في سياق متصل قال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان لـ"الجزيرة"، إنه لا حديث عن أي صفقة تبادل أسرى قبل وقف العدوان على غزة، مشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي يهدف من التسريبات الجارية، إلى مواجهة الضغوط الداخلية.
كما اوضح في تصريحاته، إن المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة مرتقبة هي للاستهلاك الداخلي.
يأتي إقرار جيش الاحتلال الاسرائيلي بالتزامن مع حرب مدمرة يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت حتى مساء الإثنين، 18 ألفاً و205 قتلى، و49 ألفاً و645 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
