ارتفع الطلب على اليورانيوم الذي كان حتى وقت قريب سلعة غير مرغوبة، خاصة مع سعي دول العالم إلى التحول للطاقة الخضراء وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، حسب ما ذكره موقع Business Insider الأمريكي، الإثنين 25 سبتمبر/أيلول 2023، والتي وصفته بأنه أصبح "ذهب العالم الجديد".
إذ ارتفع الطلب على الفلز الثقيل بالتزامن مع سعي الدول -بداية من الصين ووصولاً إلى الهند وروسيا- لتنفيذ المزيد من البرامج النووية، بهدف الموازنة بين تلبية احتياجاتها للمزيد من الطاقة وبين تقليل انبعاثات الكربون. وأسفر هذا الأمر عن رفع سعر اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة منذ كارثة فوكوشيما النووية عام 2011.
حيث قفز سعر السلعة بنسبة 40% تقريباً منذ بداية العام ليصل إلى نحو 66.25 دولار للرطل. وربما يقفز السعر إلى 80 دولاراً بحلول نهاية العام، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز عن محللين. وبالمقارنة، سنجد أن سعر الذهب ارتفع بنحو 5% فقط حتى الآن في عام 2023.
حيث قال محلل تعدين شركة SP Angel لوكالة رويترز: "بدأت أسعار السوق ترتفع ببطء بالتزامن مع ارتفاع تكاليف التعدين وسعي المولدات النووية لبناء مخزونٍ يحميها من مشكلات التوريد التي تزداد خطورة".
ارتفاع أسعار اليورانيوم
كما أردف: "نتوقع أن يستمر ارتفاع الأسعار على أساسٍ سنوي خلال الـ10 إلى 20 عاماً المقبلة، أو حتى يعثر العالم على مصدرٍ آخر لتوفير طاقة محطات الأحمال الأساسية على نطاقٍ واسع ودون انقطاع وببصمة كربونية منخفضة".
في ما صرّح خبير طاقة آخر لصحيفة Financial Times البريطانية بأن إمدادات اليورانيوم قد تواجه أزمةً تفوق ما شهدناه قبل كارثة فوكوشيما.
إذ يُعَدُّ اليورانيوم مكوناً أساسياً في اتجاه الدول نحو الطاقة النووية، وهي طاقة خالية من الكربون يُمكن استخدامها لحل أزمة الاحتباس الحراري. وعلاوةً على ارتفاع سعر اليورانيوم، ارتفعت أسعار أسهم شركات تعدين اليورانيوم وكذلك صناديق المؤشرات المتداولة الخاصة بهذه السلعة.
يقول موقع ETF Strategy إن قيمة أصول صندوق اليورانيوم Sprott Uranium Miners UCITS قد قفزت لتتجاوز الـ100 مليون دولار إجمالاً. كما سجل الصندوق عائدات سنوية بنسبة 29.8% منذ بداية العام وحتى 12 سبتمبر/أيلول.
بينما قال إيريك بالشوناس، محلل صناديق المؤشرات المتداولة في وكالة Bloomberg الأمريكية، خلال منشورٍ له على منصة إكس: "نمت صناديق المؤشرات المتداولة في اليورانيوم بمقدار 20 ضعفاً خلال السنوات الثلاث الماضية، وأعتقد أنها قد تنمو بمقدار ضعفين أو ثلاثة خلال العامين المقبلين، بالتزامن مع إدراك العالم لحقيقة أن تحقيق آماله ببلوغ صافي انبعاثات صفري هو أمر يتطلّب الكثير من الطاقة النووية. والاستثمار الأخضر هو استثمار الأشخاص الواقعيين".