“انتهاء أزمة الدولار وتدفق السياحة”.. هكذا يرى إعلاميون ونواب ومسؤولون مصريون “مكاسب” الانضمام لـ”بريكس”

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/26 الساعة 19:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/26 الساعة 19:14 بتوقيت غرينتش
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي - رويترز

حالة من البهجة والترحيب الشديدين، مع مزيد من الأحلام المستقبلية، روجها إعلاميو السلطة في مصر، بجانب بعض النواب وبعض المسؤولين، وذلك بعد الموافقة على انضمام مصر إلى عضوية منظمة "بريكس"، وذلك يوم الخميس 24 أغسطس/آب 2023.

حيث قال رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، في وقت سابق  الخميس، 24 أغسطس/آب 2023، إن مجموعة بريكس قررت دعوة 6 دول لعضويتها، هي الأرجنتين ومصر وإيران وإثيوبيا والسعودية والإمارات ليكونوا جزءاً من التحالف، ليرتفع عدد الأعضاء إلى 11، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.

حل أزمة الدولار بعد ضم مصر لمجموعة بريكس!

الإعلامي المصري،  أحمد موسى، تناول خطوة انضمام مصر لمجموعة بريكس، قائلاً: "مصر تتمتع بعلاقات متوازنة مع مختلف دول العالم". وقال: "نشهد تحولاً كبيراً في المشهد العالمي". وتابع موسى: "مصر تشغل مقعداً بين اللاعبين الكبار الجدد في العالم، وانضمام مصر لبريكس له أهمية كبيرة".

موسى أضاف: "إحنا عندنا أزمة دولار وانضمام مصر لبريكس يسمح بالتبادل التجاري بين دول البريكس بالعملات الوطنية". وأكمل: "لن يكون هناك ضغط على الدولار خلال الفترة المقبلة بعد انضمام مصر لبريكس". وتابع  موسى: "من الممكن أن يتم توفير حوالي 50 مليار دولار ويتم استبدالها بعملات وطنية عند التبادل التجاري مع دول بريكس".

من جانبه، قال الإعلامي المصري والأكاديمي محمد الباز: "إن حزب إفساد البهجة بدأ حملته في تشويه انضمام مصر لتجمع البريكس"، مشيراً إلى أن "الدولة المصرية تحاول منذ 2013 بناء بنية تحتية وتغيير حياة الناس للأفضل، ولكن مع كل مرة تحاول الدولة تحقيق شيء تجد حزب إفساد البهجة يسخر ويحاول تشويش الصورة أمام الناس".

الباز أضاف: "إننا في الماضي كنا نطلق على من يقوم بذلك عواجيز الفرح، فتجدهم أشخاص مش عاجبهم حاجة"، منوهاً إلى أن هؤلاء الآن ليسوا "عواجيز فرح" ولكن ناس مأجورة ومغرضة تحاول بث روح تشاؤمية في المجتمع، متابعاً: "أي حاجة كويسة بيهيلوا عليها التراب".

ولفت إلى أن انضمام مصر إلى تكتل "البريكس" خطوة جيدة، وتعقبها خطوات يجب أن تحدث حتى تستفيد مصر من هذا التكتل، ولكن الانضمام في حد ذاته شهادة ثقة في مصر، وأن مصر على الطريق الصحيح رغم الأزمات.

تقدم ما يقرب من عشرين دولة بطلب رسمي للانضمام إلى بريكس

زيادة معدلات السياحة 

من جانبه، علق الوزير مفوض يحيى الواثق بالله رئيس جهاز التمثيل التجاري،  على انضمام مصر لمجموعة دول بريكس. وقال في مداخلة هاتفية مع أحمد موسى في برنامجه، إن انضمام مصر لتجمع بريكس سوف يزيد من معدلات السياحة بين مختلف دول بريكس

وأكمل يحيى الواثق بالله: "حجم التبادل التجاري بين مصر والصين أكثر من 18 مليار دولار، وانضمامنا للبريكس والتعامل بالعملات الوطنية سوف يخفف الضغط على الدولار".

كذلك قال يحيى الواثق بالله رئيس جهاز التمثيل التجاري، إن مصر تجمعها علاقات تجارية جيدة بين جنوب إفريقيا ودول مجموعة البريكس، لافتاً إلى أن تجمع البريكس هدفه الرئيسي الاعتماد على العملات الوطنية.

كذلك أكد خالد رضا الله، عضو غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية، أن الانضمام لـ"بريكس" له فوائد كثيرة للاقتصاد المصري، لعل أبرزها توطين الصناعة محلياً في بعض المجالات التي تحتاجها الأسواق العالمية؛ مما يزيد من قيمة وحجم الصادرات مستقبلاً، وبالتالي التأثير بصورة إيجابية للغاية على الاقتصاد المحلي في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة.

أضاف خالد رضا الله، أن مصر يمكنها الاستفادة من تجمع البريكس – الذي يضم 10 من كبرى الدول اقتصادياً –  في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في العديد من المجالات، وعلى رأسها مجالات العقارات والسياحة، وهو مجال واعد جداً، وفيه فرص استثمارية متنوعة يمكن الاستفادة منها عبر مفهوم تصدير العقار، لا سيما أن الأجانب يمكنهم التملك الفعلي للعقارات.

مصر عملت على الانضمام منذ فترة طويلة 

في سياق متصل، قال السفير أحمد القاضى سفير مصر فى جنوب إفريقيا، إن مصر كانت تمهد للانضمام إلى مجموعة بريكس منذ فترة كبيرة، لافتاً إلى أن مصر كانت حريصة على توثيق علاقتها مع دول تجمع البريكس.

وأضاف السفير أحمد القاضي في تصريحات تليفزيونية، أن السيسي أكد اعتزازه بكل دول تجمع بريكس، مضيفاً أن قمة بريكس انعقدت في ظل حالة من الاستقطاب الدولي. وأوضح أن قمة بريكس انعقدت في ظل أزمة عالمية وهي الحرب الروسية الأوكرانية، مشيراً إلى أن بريكس قوة صاعدة كبيرة، وتسعى لوجود نظام جديد عما سبق.

حل الأزمة الاقتصادية 

في حين أكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، أهمية قرار مجموعة "بريكس" دعوة مصر للانضمام الرسمي إلى المجموعة بدءاً من 2014، باعتباره أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم خلال الفترة الحالية، ولذلك فإن الانضمام للتحالف يساعد مصر في تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تواجهها، متوقعاً أنه مع مرور الوقت سيكون للعملة المصرية دور وستتمكن مصر من تخطي أزمة نقص الدولار.

وقال "محسب"، إن مصر سيكون لها دور هام داخل التحالف؛ خاصة أن مصر هي نافذة دول التحالف على إفريقيا، كما أنها واحد من أكبر الأسواق في المنطقة ولديها اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول، وبالتالي ستكون نافذة دول التحالف التي يعاني بعضها من عقوبات تحدّ من تواصلها مع العديد من الدول.

 مشيراً إلى أن بريكس تحظى باهتمام دولي وإقليمي شديد، لما تمثله من أهمية على المستوى العالمي نظراً لحجم الدول التي يضمها التكتل وما تشكله من قوى دولية تُعد من أقوى الاقتصادات العالمية، حيث يبلغ حجم اقتصادات بريكس حتى نهاية عام 2022، نحو 44 تريليون دولار.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن بريكس تسيطر على 17% من التجارة العالمية، و27% من مساحة اليابسة في العالم، بمساحة إجمالية 40 مليون كيلومتر مربع، لافتاً إلى أن الدولة ستحقق مكاسب اقتصادية متنوعة منها تمكن مصر من الاستفادة من نظام المقايضة والاتفاقيات المباشرة مع الدول المصدرة لمصر لتقليل الطلب على العملات الأجنبية، حيث يبلغ سوق اتفاقيات المقايضة حوالي 6 تريليونات دولار بين مختلف دول العالم؛ وبذلك يمكن تقليل الطلب على الدولار في السوق المحلية باتفاقيات المقايضة مع الدول المختلفة، واتفاقيات الدفع بالعملة المحلية لهذه الدول.

يذكر أن أكثر من 20 دولة تقدمت بطلبات للانضمام إلى مجموعة بريكس، وضمنها الجزائر والسعودية والأرجنتين وبنغلاديش وكوبا ومصر وإثيوبيا وإيران وفيتنام. وأعربت أخرى مثل المكسيك وباكستان وتركيا عن اهتمامها بالعضوية.

تحميل المزيد