عادت الأسلحة النووية المملوكة للقوى الكبرى للارتفاع مجدداً في العالم، وفق ما ذكره مركز أبحاث رائد، وحذر محللوه من أن العالم "ينجرف إلى واحدة من أخطر الفترات في تاريخ البشرية" بعد تراجع استمر بعد نهاية الحرب الباردة، حسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023.
المركز أوضح أنه في وقت تتدهور فيه العلاقات الدولية وسط تصعيد قعقعة السيوف النووية، يُقال الآن إنَّ هناك ما يُقدَّر بـ12512 رأساً حربياً على مستوى العالم؛ منها 9576 في المخزونات العسكرية الجاهزة للاستخدام المحتمل، بزيادة 86 رأساً نووية عن العام الماضي.
أغلب الرؤوس النووية الجديدة في الصين
حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Sipri) فإنَّ 60 من الرؤوس الحربية الجديدة تمتلكها الصين. بينما تُنسَب الأسلحة النووية الجديدة الأخرى إلى روسيا بواقع 12 رأساً نووية، و5 رؤوس لكل من باكستان وكوريا الشمالية، و4 رؤوس للهند.
تأتي الزيادة في الرؤوس الحربية الملائمة للقتال على الرغم من التصريح الصادر في عام 2021 من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة – الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا – بأنَّ "الحرب النووية لا يمكن كسبها ويجب عدم خوضها أبداً".
فيما تمتلك روسيا والولايات المتحدة معاً ما يقرب من 90% من جميع الأسلحة النووية على مستوى العالم. وبالإضافة إلى أسلحتهما النووية القابلة للاستخدام، تمتلك كلتا القوتين أكثر من 1000 رأس حربي خارج الخدمة العسكرية سابقاً، التي تُفكَّك تدريجياً.
من بين إجمالي 12512 رأساً حربياً في العالم، بما في ذلك تلك التي خرجت من الخدمة وتنتظر التفكيك، يُقدِّر مركز أبحاث Sipri أنَّ 3844 رأساً حربياً تنشرها الصواريخ والطائرات.
بينما يُحتفَظ بنحو 2000 رأس نووي من هذه -وجميعها تقريباً تنتمي إلى روسيا أو الولايات المتحدة- في حالة تأهب تشغيلي عالٍ؛ مما يعني أنها مزودة بصواريخ أو مخزنة في القواعد الجوية التي تستضيف قاذفات نووية.
توزيع الأسلحة النووية حول العالم
مع ذلك، يشير مركز Sipri إلى أنه من الصعب الحكم على الصورة الكاملة، لأنَّ عدداً من البلدان، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قد خفَّضت مستوى الشفافية لديها منذ أطلق فلاديمير بوتين غزوه الشامل لأوكرانيا.
فيما يُعتقَد أنَّ الصين، ثالث أكبر قوة نووية في العالم من حيث امتلاك الأسلحة النووية، زادت عدد رؤوسها الحربية من 350 في يناير/كانون الثاني 2022 إلى 410 في يناير/كانون الثاني 2023. ومن المتوقع أن تستمر هذه الترسانة في النمو لكن Sipri تتوقع أنها لن تتجاوز ترسانتي الولايات المتحدة وروسيا.
في عام 2021، كشفت صور الأقمار الصناعية التجارية أنَّ الصين بدأت في بناء مئات من صوامع الصواريخ النووية الجديدة عبر مناطقها الشمالية.
حيث قال هانز كريستنسن، زميل بارز مشارك في برنامج أسلحة الدمار الشامل التابع لشركة Sipri: "بدأت الصين في توسيع ترسانتها النووية توسيعاً كبيراً. وتزداد صعوبة مضاهاة هذا الاتجاه في ظل هدف الصين المُعلَن المتمثل في امتلاك الحد الأدنى من القوات النووية اللازمة للحفاظ على أمنها القومي".
بينما فرنسا، التي تمتلك 290 رأساً نووياً، والمملكة المتحدة التي تمتلك 225 رأساً، هما ثاني أكبر قوتين نوويتين في العالم، ومن المتوقع أن يزداد حجم الأسلحة النووية البريطانية بعد إعلانها قبل عامين عن رفع الحد النووي الأدنى من 225 إلى 260 رأساً حربياً.
قال دان سميث، مدير في Sipri: "نحن ننجرف إلى واحدة من أخطر الفترات في تاريخ البشرية. من الضروري أن تجد حكومات العالم طرقاً للتعاون من أجل تهدئة التوترات الجيوسياسية وإبطاء سباقات التسلح والتعامل مع العواقب المتفاقمة للانهيار البيئي وزيادة الجوع في العالم".