تطبيقات لأوقات الصلاة تستهدف مسلمي الإيغور! الصين تستعين بأنظمة تجسس متنكرة في هيئة برامج أندرويد لمراقبتهم

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/11 الساعة 11:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/11 الساعة 12:38 بتوقيت غرينتش
صورة من احتجاجات داعمة للإيغور في خارج الصين - رويترز

كشف تقرير للأمن السيبراني، أصدرته شركة أمن "الحوسبة" Lookout، عن حملة تجسس إلكترونية يستعمل القائمون عليها مجموعة من برمجيات التجسس لاستهداف الإيغور من خلال "التنكر" في هيئة تطبيقات أندرويد عادية، مثل تطبيقات المراسلة وتطبيقات أوقات الصلاة والقواميس، وغيرها.

صحيفة The Guardian البريطانية قالت، نقلاً عن باحثين، إن الحملة مرتبطة بمجموعة قرصنة مدعومة من الحكومة الصينية، وهي تستخدم برمجيات التجسس هذه لتعقب الأشخاص الذين يستخدمون خدمات تصنِّفها الصين أنها "مقدمات جرائم" أو بوادر على أن الشخص المراقَب يشارك أو يريد المشاركة في أنشطة دينية متطرفة أو انفصالية. 

وتشمل الأفعال الواقعة تحت تصنيف "مقدمات الجرائم" استخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) أو مشاركة أي نوع من المحتوى الديني، وتمتد العقوبات عليها إلى الاحتجاز في معسكرات إعادة "التأهيل" الصينية. 

الإيغور مسلمو الإيغور الصين
صورة متداولة لمعتقلين من مسلمي الإيغور داخل المعسكرات الصينية/ تويتر

تطبيقات لمراقبة مسلمي الإيغور! 

فيما أشار التقرير إلى أن حملة التجسس معنية بالأساس بمراقبة الإيغور في الصين، لكن هناك أيضاً أدلة على أن القائمين على الحملة سعوا إلى الاستعانة بتلك التطبيقات لمراقبة الإيغور في بلدان أخرى مثل أفغانستان وتركيا، لا سيما أن تركيا موطن لأكبر مجموعة من أهل الشتات الإيغور خارج آسيا الوسطى، ويعيش فيها نحو 50 ألف إيغوري. 

وفي بيان إلى وكالة Bloomberg، قال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، "نحن نرفض التخمينات المبالغ فيها والافتراءات الخبيثة ضد الصين"، والدولة الصينية تعارض "جميع أنواع الهجمات السيبرانية". 

الإيغور مسلمين تجسس الصين
صورة تعبرية لتطبيق إسلامي/Shutterstock

أطلق الباحثون على أحد برمجيات التجسس المستخدمة في استهداف الإيغور اسم "بادبازار" Badbazaar، وقالوا إن التطبيقات التي تحتوي على هذا البرنامج تجمع بيانات الجهاز الإلكتروني، مثل الموقع وجهات الاتصال وسجلات المكالمات ومعلومات الواي فاي، ويمكن لهذه البرمجيات أيضاً تسجيل المكالمات الهاتفية والتقاط الصور. 

وخلص الباحثون أيضاً إلى أن النسخ الأحدث من برنامج القرصنة لأنظمة أندرويد Moonshine، الذي اكتشفته مجموعة أبحاث "سيتيزن لاب" الحقوقية للأمن السيبراني أول مرة عام 2019،  يُستخدم لاختراق الكثير من التطبيقات الشائعة مثل: واتساب وتليغرام، و"تطبيقات ثقافية إسلامية، وتطبيقات أدوات اللغة الإيغورية، وتطبيقات مواقيت الصلاة".

أشار التقرير إلى أن المستخدمين عادةً ما يحصلون على هذه التطبيقات المقلدة من متاجر التطبيقات غير الرسمية لأن منصة Google Play محظورة في الصين، وتنتشر هذه التطبيقات أيضاً من خلال خدمات المراسلة، مثل تليغرام. 

"برمجيات خبيثة" لجمع البيانات 

فيما قالت كريستينا بلعام، باحثة الأمن السيبراني في شركة Lookout، إن البرمجيات التي كشفوا عنها كانت من أكثر "عائلات البرمجيات الخبيثة" التي شهدوها تعقيداً، فهي لا تكتفي بجمع بيانات مكثفة عن الأشخاص، بل يصعب كشفها لأن التطبيقات التي تبنيها أو تصيبها تعمل بكامل طاقتها، "فهذه البرمجيات المعقدة تنتقل مع التطبيقات إلى الأجهزة عند التنزيل، مثل تطبيقات قواميس اللغة القانونية وأدوات الترجمة وتطبيقات مواقيت الصلاة، وتكون في واقع الأمر مبنية بالكامل خارج التطبيقات". 

وأضافت بلعام: "في بعض الأحيان، تنتقل البرمجيات عبر إصدارات مخترقة من تلغرام، فبمجرد تسجيل الدخول، يتحول البرنامج إلى حصان طروادة على جهازك، فيثبِّت برمجيات المراقبة ويجمع المعلومات عن كل من تتحدث إليهم، وجهات الاتصال، والصور، وبيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)". 

من جانب آخر، قال المتحدث باسم تليغرام، ريمي فون، في بيان: إن تطبيق تليغرام لم يتعرض للاختراق، والتقرير يشير إلى تطبيقات خبيثة تُحاكي التطبيقات الرسمية، و"لا يمكن لتليغرام أو لأي تطبيق آخر حماية المستخدمين إذا قاموا بتنزيل تطبيقات مقلدة من متاجر تطبيقات غير رسمية أو مواقع ويب تابعة لجهات خارجية". 

بناء على ذلك، قالت بلعام: "أحد الأشياء التي يجب على المستهلكين فعلها توخي الحذر والتدقيق في التطبيقات التي يقومون بتنزيلها. وأوصي بشدة بعدم تنزيل التطبيقات من وسائط التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المشاركة، أو أي وسيلة مثيلة لقنوات التليغرام هذه".

انتهاكات بحق الإيغور 

وفي وقت سابق كشف تقرير للأمم المتحدة، أن الصين ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بموجب سياساتها لمكافحة الإرهاب والتشدد، كما دعا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والصين نفسها إلى "الاهتمام العاجل" بحل هذه الانتهاكات.

في السياق، وصف بيان الدول الخمسين ذلك التقرير بأنه "تقييمٌ مستقل وموثوق ويعتمد بدرجةٍ مكثفة على سجلات الصين نفسها، ويساهم بشكلٍ كبير في الأدلة القائمة على ارتكاب انتهاكات خطيرة وممنهجة لحقوق الإنسان في الصين".

الإيغور الصين
الصين تعتقل نحو مليوني شخص من الإيغور/ رويترز

كذلك أعربت الدول الخمسون عن قلقها "من أن الصين رفضت مناقشة نتائج التقرير حتى الآن" في ظل "خطورة" تقييمه للوضع، وطالبوا الحكومة "بتطبيق جميع توصياته".

وحثّت الدول الخمسون الصين أيضاً على توضيح "مصير ومكان أفراد العائلات المخفيين"، وتدبير وسائل اتصال آمنة مع ذويهم، ولمّ شملهم. فضلاً عن المطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفياً.

ويشار إلى أن الصين تقدر عدد الإيغور بـ15 مليوناً فقط، لكن التقديرات المستقلة لأعداد الإيغور تضع الرقم عند أكثر من 35 مليون نسمة، يقيمون في إقليم "شينغيانغ" الصيني، الذي يعني باللغة الصينية "الحدود الجديدة"، بعد أن غيّرته الصين من "تركستان الشرقية".

تحميل المزيد