مراكز الاقتراع تغلق أبوابها في الانتخابات الرئاسية البرازيلية.. رويترز: الفرز المبدئي للأصوات يشير إلى تقدم بولسونارو

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/02 الساعة 21:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/02 الساعة 22:40 بتوقيت غرينتش
رئيس البرازيلي المنتخب لولا دي سيلفا/ رويترز

أغلقت مساء الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022 صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية يخيم عليها الغموض، حاسمة لمستقبل الديمقراطية في البرازيل، أكبر قوة في أمريكا اللاتينية وتعاني انقسامات شديدة.

كان 156 مليون ناخب برازيلي مدعوين، الأحد، للتوجه إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحتدمة التي قد تشهد فوز الرئيس السابق اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من الدورة الأولى، يقابله رفض الرئيس المنتهية ولايته اليميني المتطرف جايير بولسونارو الإقرار بالنتائج إذا لم يفز، حسبما نشرت وكالة "فرانس برس" في تقريرها الأحد.

استطلاعات رأي

المواجهة بين المرشحين الأبرز العدوين بولسونارو (67 عاماً) ولولا (76 عاماً) حجبت تماماً المرشحين التسعة الآخرين الذين لم يكن لهم حضور يذكر.

كذلك ووفق استطلاعات الرأي، فإن لولا الذي تولى الرئاسة بين 2003 و2010 يحظى بالحظ الأوفر، بحسب آخر استطلاع للرأي أجراه معهد داتالوفها، ونشرت نتائجه مساء السبت، مع حصوله على 50% من نوايا الأصوات مقابل 36% لبولسونارو.

فيما أفاد أدريانو لورينو المحلل لدى مكتب بروسبيكتفا للاستشارات أن "السؤال المطروح يتعلق بمعرفة ما إذا كانت ستجري دورة ثانية أم لا، من المستحيل التكهن بذلك".

تقدم الرئيس الحالي

في حين قالت وكالة رويترز في تقريرها، الأحد، 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو حقق تقدماً مبكراً في الفرز الأولي للأصوات في انتخابات الرئاسة التي جرت على منافسه لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

حيث قالت الهيئة الوطنية للانتخابات على موقعها على الإنترنت إنه بعد فرز 20% من أصوات الناخبين، من خلال التصويت الإلكتروني تقدم بولسونارو بحصوله على 48% من الأصوات مقابل 43% لصالح لولا.

سادس انتخابات رئاسية 

في حال فوز لولا الذي طبع الحياة السياسية البرازيلية منذ نصف قرن ويشارك في سادس انتخابات رئاسية، فسيشكل ذلك عودة إلى الحياة السياسية لم يكن يأمل بها بعد سجنه المثير للجدل في قضايا فساد.

في المقابل فقد أظهرت آخر مناظرة رئاسية الخميس مدى الكراهية بين المرشحين الأبرز اللذين تواجها بشراسة وتبادلا اتهامات بـ"الكذب" و"الفساد".

حيث خيم التوتر أيضاً على الحملة الانتخابية التي خاضها المرشحان مرتديَين سترات واقية من الرصاص، وترافقت مع هجمات شخصية، فيما لم يطرح خلالها الكثير من المشاريع من أجل البرازيل.

يرى العديد من البرازيليين أن فوز لولا من الدورة الأولى سيمكنهم من "الانتهاء" من الحملات الانتخابية بدون خوض أربعة أسابيع إضافية من الهجمات الضارية حتى الدورة الثانية في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022.

أما في حال اختار الناخبون المقاطعة، فسيضر ذلك بصورة خاصة بلولا، إذ يوضح المحللون أن الانتقال إلى دورة ثانية سيمكن بولسونارو من تعبئة مؤيديه والتقاط أنفاسه.

التصويت بصورة مفيدة

بناء على ذلك، دعا فريق لولا إلى "التصويت بصورة مفيدة"، موجهين بذلك رسالة إلى ناخبي سيرو غوميز (وسط اليسار)، الرابع في استطلاعات الرأي التي تتوقع له 5% من نوايا الأصوات.

 من جانبه، أعلن بولسونارو أنه سيكون "من غير الطبيعي" ألا يحصل على 60% على الأقل من الأصوات الأحد رافضاً نتائج استطلاعات الرأي "الكاذبة".

حيث قال لورينا: "أعتقد أنه سيطعن في النتيجة إذا خسر، لكن هذا لا يعني أنه سينجح. الأسرة الدولية ستعترف بالنتيجة بسرعة".

كذلك فقد شكك بولسونارو بصورة متكررة في مصداقية نظام التصويت الإلكتروني المعتمد في البرازيل منذ العام 1996، ملوحاً بتحرك عنيف، ما بعث بمخاوف من وقوع أحداث شبيهة بالهجوم على مبنى الكابيتول في واشنطن في يناير/كانون الثاني 2021، بعد هزيمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

في المقابل لم تصدر أي مؤشرات قلق من جانب الجيش، وأعلنت الولايات المتحدة أنها "ستتابع عن كثب" الانتخابات.

نشر آلاف الجنود 

على المستوى الأمني، فقد تم نشر أكثر من 500 ألف عنصر من قوات حفظ النظام لضمان الأمن، فيما سيسهر عشرات المراقبين الأجانب على حسن سير عمليات التصويت التي تجري من الساعة 8.00 (11.00 ت غ) إلى الساعة 17.00 (20.00 ت غ).

من جانبه، جمع لولا زعيم حزب العمال ائتلافاً واسعاً من عشرة أحزاب، وصولاً إلى يمين الوسط الذي اختار بين صفوفه مرشحه لمنصب نائب الرئيس حاكم ساو باولو السابق جيرالدو ألكمين، في مسعى لطمأنة الأوساط الاقتصادية. وهو يحظى بغالبية أصوات النساء والشباب والطبقات الفقيرة.

  من جهته، يعتبر بولسونارو مرشحاً عن الحزب الليبرالي الصغير، ويحظى بتأييد كبير بين الإنجيليين ولوبي تجار المواد الغذائية وأنصار الحق في حمل الأسلحة الفردية، وبدعم أكثر تحفظاً بين أرباب العمل.

في حين يترقب معظم البرازيليين من رئيسهم أن يكافح الفقر الذي يطال 30 مليوناً منهم والتضخم والبطالة اللذين ساهما في تصاعد الفساد وتردي الظروف المعيشية.

تحميل المزيد