أزمة الطاقة تجبر ألمانيا على تأجيل إغلاق محطاتها النووية.. برلين عدلت خطتها مع قدوم الشتاء

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/06 الساعة 08:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/06 الساعة 11:22 بتوقيت غرينتش
المستشار الألماني أولاف شولتز - رويترز

أعلنت الحكومة الألمانية، الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022، أنها ستُبقي محطتين من محطاتها الثلاث المتبقية للطاقة النووية قيد التشغيل، بعد الموعد النهائي لإغلاقها في ديسمبر/كانون الأول 2022، وذلك في محاولة لدعم إمداداتها من الطاقة بعد أن أوقفت روسيا تدفقات الغاز.

يُمثل هذا القرار حلاً وسطاً بين أعضاء الحكومة، التي تضم مؤيدي الطاقة النووية، وحزب الخضر، وهو حزب وُلِد من الحركة المناهضة للطاقة النووية، وفقاً لما أوردته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022.

تُشكّل هذه الخطوة، التي تتطلب تشريعاً جديداً وتصويتاً في البرلمان، أحدث تحول في سياسة ألمانيا، التي اتبعت لعقود من الزمن سياسة التخلص التدريجي من الطاقة النووية والفحم، وقريباً الغاز؛ في محاولة لتغيير أكبر اقتصاد في أوروبا للطاقة المتجددة.

ستظل محطتان للطاقة النووية في جنوب البلاد قيد التشغيل، حتى أبريل/نيسان المقبل، بدلاً من إيقاف تشغيلهما نهاية العام الجاري، كما كان من المقرر بموجب خطة 2011، وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إنَّ محطة ثالثة ستُغلَق وتحل محلها محطات تعمل بالنفط.

هابيك، وهو أحد القادة في مجال حماية البيئة، قال أيضاً إن "الطاقة النووية ستظل تقنية عالية الخطورة، ومخلّفاتها عالية النشاط الإشعاعي ستثقل كاهل أجيال مستقبلية لا حصر لها، الطاقة النووية ليست لعبة".

بحسب الصحيفة الأمريكية، تسهم الطاقة النووية بدور هامشي في مزيج الطاقة في ألمانيا، بنسبة 6% من إجمالي الطاقة المُولَّدة في البلاد في الربع الأول من العام، وفقاً للأرقام الحكومية، وذلك في انخفاض من أكثر من 12% خلال الفترة نفسها من العام الماضي، عندما كان لدى ألمانيا ضعف عدد محطات الطاقة النووية الحالي.

مع ذلك، كشف هابيك عن القرار بعد أن أظهر تحليل لشبكة الطاقة، الذي كلّف الوزير خبراء بإجرائه، أنَّ ألمانيا قد تحتاج إلى الطاقة الإضافية التي توفرها المحطات في ظل سيناريوهات معينة.

ينطبق هذا تحديداً على جنوب البلاد، الذي يضم بعضاً من أكبر الشركات في ألمانيا، لكن شبكتها غير متصلة جيداً بمزارع الرياح العديدة في شمالي ألمانيا. 

كان جيران ألمانيا في الاتحاد الأوروبي، وكذلك الهيئة التنفيذية للكتلة، قد دعوا برلين إلى إطالة عمر محطاتها النووية لتهدئة حدة الأزمة الناجمة عن المواجهة الاقتصادية مع روسيا.

لكن هابيك استبعد إطالة عمر المحطتين النوويتين بعد أبريل/نيسان المقبل، وقال إنَّ ألمانيا لن تشتري أي وقود نووي جديد من أجل التمديد، وستعمل المحطات على وقودها الحالي.

رغم أن قرار ألمانيا بالتخلص التدريجي من الأسلحة النووية حظي بدعم الأحزاب المختلفة لسنوات، فإن استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة أظهرت دعماً واسعاً لإطالة العمر التشغيلي لآخر محطات الطاقة النووية في البلاد، وكشفت حتى عن أغلبية مؤيدة لإعادة تشغيل المحطات التي أُغلِقَت مؤخراً.

يأتي هذا القرار الألماني بالتزامن مع ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، بعد أن أوقفت روسيا ضخ الغاز، ما دفع دولاً أوروبية إلى تسريع تحركها لمواجهة الأزمة قبل الشتاء.

قطع الغاز الروسي جاء كرد من موسكو على العقوبات التي تفرضها دول أوروبية، بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، منذ فبراير/شباط 2022، والمستمرة حتى اليوم. 

تحميل المزيد