تعتيم بريطاني على أول رحلة ترحيل لاجئين إلى رواندا.. رفضت انتقادات رجال الدين واتهمت محامين بـ”التحريض”

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/14 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/14 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش
رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون/ رويترز

تتمسك الحكومة البريطانية برفض الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهوية أو عدد الأشخاص الذين سيتم ترحيلهم من بريطانيا على متن أول رحلة ترحيل متجهة إلى رواندا في إطار "اتفاق الهجرة".

حيث أصرت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، على عدم إعطاء أي معلومات حول عدد من سيتم ترحيلهم في أول رحلة سيتم تسييرها، مساء الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2022 إلى رواندا.

قالت في تصريحات صحفية: "نحن بصدد تسيير رحلة الطيران (إلى رواندا) في وقت لاحق اليوم، ولا يمكنني الإفصاح عن عدد من سيكونون على متنها"، حسبما نقلت صحيفة "الإندبندنت".

أضافت: "سيكون هناك أشخاص على متن الرحلة، وإذا لم يكونوا على هذه الرحلة فسيكونون في الرحلة التالية".

كما لفتت تروس إلى أن تسيير الرحلات التي من شأنها نقل المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا بطرق غير نظامية "مكلف"، دون الإفصاح عن التكلفة الحقيقية لهذه الرحلات.  

تابعت: "الشيء المهم حقاً هو أننا نؤسس هذا المبدأ، وبدأنا في كسر النموذج التجاري لمهربي البشر". ورفضت تروس انتقادات رجال الدين البريطانيين الذي اعتبروا خطة الترحيل لرواندا "إساءة لصورة المملكة المتحدة".

الوزيرة البريطانية أوضحت: "سياسة رواندا قانونية وأخلاقية بشكل كامل"، وتحدت المعارضين في أن يتمكنوا من التوصل لمخطط بديل عن اتفاق الهجرة الذي تم عقده مع رواندا.

انتقادات واسعة لخطة بريطانيا

حظيت خطة ترحيل طالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين من بريطانيا إلى رواندا بانتقادات واسعة، من قِبل منظمات حقوقية عدة ورجال دين تابعين للكنيسة في المملكة المتحدة.

إذ وصف كبار قادة الكنيسة في بريطانيا، في رسالة إلى صحيفة "التايمز" البريطانية، الخطة بأنها "سياسة غير أخلاقية تسيء إلى بريطانيا".

جاء في الرسالة التي حملت توقيع أكثر من 20 من الأساقفة أن الحكومة لم تأخذ في خطتها "أي اعتبار لطلب اللجوء، ولم تحاول فهم محنة هؤلاء الأشخاص (طالبي اللجوء)".

بدوره، انتقد رئيس حكومة ويلز مارك دريكفورد، قرار الحكومة بالترحيل القسري لطالبي اللجوء إلى روندا، ووصف الأمر بأنه بمثابة "يوم أسود في تاريخ المملكة المتحدة".

وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية: "هذه السياسة هي أدنى مستوى لحكومة بريطانيا، واستجابة قاسية وغير إنسانية لأولئك الذين يبحثون عن الأمان والملاذ الآمن في بلدنا". وأشار إلى القرار بأنه "تناقض صارخ مع مكانة الدولة كملاذ آمن".

كما ذكرت أنباء أن ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، أمير ويلز، انتقد إرسال المهاجرين إلى رواندا، ووصفه بالأمر "المروع"، بحسب ما ذكرته صحيفة "الإندبندنت".

جونسون يتهم محامين بـ"التحريض"

من جهته، اتهم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، المحامين الذين طعنوا في قانونية الرحلات الجوية لرواندا أمام المحكمة بـ"التحريض على عمل العصابات الإجرامية".

كما أصر في اجتماع لمجلس الوزراء، على أن الانتقادات لن تردع الحكومة. وقال للوزراء "سنواصل تنفيذ الخطة وننفذها".

فيما اعتبر أن ما يلاقيه "اتفاق الهجرة" من انتقادات هو "تقويض لما تحاول بريطانيا القيام به لدعم الطرق الآمنة والقانونية للأشخاص عند قدومهم إلى المملكة المتحدة وللحد من المخاطر".

تابع جونسون: لن نتراجع بأي شكل من الأشكال بسبب الانتقادات، التي جاء بعضها من جهات غير متوقعة قليلاً".

بينما قال مصدر حكومي لهيئة الإذاعة البريطانية إنهم سيبذلون قصارى جهدهم "لنقل طالبي اللجوء على متن الرحلات الجوية"، حسب المصدر ذاته.

وكان مقرراً في الأصل أن تُقلّ رحلة اليوم عشرات الركاب، لكن معظمهم نجحوا في استئنافهم الفردي ضد الترحيل، حسبما نقلت "بي بي سي".

طالبو لجوء إيرانيون بين المرحَّلين

أشارت الخدمة الفارسية من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أن ثلاثة من طالبي اللجوء الإيرانيين "من المقرر أن يكونوا على متن الطائرة المرتقب أن تتجه اليوم (الثلاثاء) إلى رواندا".

وقالت إن الإيرانيين الثلاثة موجودون حالياً في مركز احتجاز كولنبروك في مطار هيثرو، بينهم اثنان وصلا إلى المملكة المتحدة قبل 5 أسابيع، والثالث وصل قبل ثلاثة أسابيع فقط.

وفقاً لمنظمة "Care4Calais" الحقوقية، تمت الموافقة على ترحيل 7 أشخاص فقط في رحلة اليوم، غالبيتهم "تعرضوا لعمليات الاتجار بالبشر أو التعذيب".

كما قالت في بيان على موقعها الإلكتروني: "خمسة من سبعة أشخاص مقرر ترحيلهم إلى رواندا هذا المساء، تعرضوا ربما للاتجار بالبشر والتعذيب".

أضافت: "لقد رأوا أسرهم تُقتل، لقد عانوا من التعذيب، لقد بيعوا كعبيد، لقد شوّهتهم هذه التجارب وهم مرهقون، بينما أسرهم قلقة عليهم وجميعهم خائفون من المستقبل".

كانت نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية، في وقت سابق، عن الداخلية البريطانية قولها إن عدد المرحلين لرواندا في أول رحلة هو 8 أشخاص. وقالت الشبكة البريطانية إنه من المرجح أن تكلف رحلة الترحيل الواحدة "أكثر من 500 ألف جنيه إسترليني".

تحميل المزيد