بريطانيا تبتز طالبي اللجوء.. خيّرتهم بين نقلهم إلى رواندا أو العودة لمناطق الحرب التي فروا منها

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/06 الساعة 20:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/06 الساعة 20:24 بتوقيت غرينتش
مهاجرون أفارقة / رويترز

أكدت صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 6 يونيو/حزيران 2022، أن وزارة الداخلية البريطانية عرضت على طالبي اللجوء إعادتهم إلى مناطق الحرب التي فروا منها إذا لم يرغبوا في الذهاب إلى رواندا.

وتشير المستندات الصادرة إلى المجموعة الأولى من طالبي اللجوء، التي تواجه احتمالية إرسالهم إلى رواندا الواقعة في شرق إفريقيا، إلى أن "خدمة الإعادة إلى الوطن" التي تسيّرها وزارة الداخلية يمكن بموجبها أن يُعادوا إلى بلدهم الأم.

خياران أحلاهما مُرّ

وتضيف الوثائق: "لديك الخيار بمغادرة المملكة المتحدة بمحض إرادتك. ولكن في حال إخراجك منها، سيكون ذلك إلى رواندا"، حسب "الغارديان".

بحسب الصحيفة، فإن جميع الأشخاص الذين يواجهون احتمالية الترحيل إلى رواندا رفضت وزارة الداخلية طلبات اللجوء التي قدموها، بسبب طريقة وصولهم إلى المملكة المتحدة، وهي في العموم عن طريق عبور القناة الإنجليزية داخل زوارق.

يضيف الخطاب: "ليس هناك حق استئناف ضد قرار اعتبار طلب اللجوء الخاص بك غير مقبول".

وزيرة الداخلية البريطانية بيتلي باتيل/Getty Images
وزيرة الداخلية البريطانية بيتلي باتيل/Getty Images

من بين الأشخاص المحتجزين حالياً لمغادرة بريطانيا سوريون وسودانيون وأفغان وإريتريون وإيرانيون وعراقيون، وبعضهم لا تزال بلاده مناطق صراعات جارية، مثل سوريا.

بدورها قالت كارين دويل، من منظمة "حركة من أجل العدالة" (Movement For Justice): "الأمر كما لو أن وزارة الداخلية تقول لهذه المجموعة من طالبي اللجوء: إليكم جحيماً صنعناه لكم في رواندا، ولكن يمكنكم اختيار العودة إلى الجحيم الذي فررتم منه بدلاً من ذلك". 

وأكدت المنظمة أن هذا "ليس خياراً. ثمة لاجئون لا يستطيعون العودة إلى بلادهم. وعملياً، يمزق هذا التزام المملكة المتحدة المكفول للاجئين".

طالبو اللجوء يحتجون

السواد الأعظم من المجموعة الأولى المستهدفة للمغادرة إلى رواندا، والمكونة من 100 شخص، ينحدرون من السودان.

مع ذلك فإن السودانيين لا يمثلون المجموعة الأكبر من بين الجنسيات التي وصلت إلى بريطانيا على متن قوارب في الربع الأول من هذا العام، إذ يأتون في المرتبة السابعة بإجمالي 137 سودانياً وصلوا بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار هذا العام. 

وتقول الصحيفة إن نسبة قبول طلبات اللجوء الخاصة بهم بلغت 92%.

لاجئون أفغان في بريطانيا، صورة تعبيرية/ رويترز
لاجئون أفغان في بريطانيا، صورة تعبيرية/ رويترز

ويُعتبر الأفغان المجموعة الأكبر التي وصلت على متن قوارب، بإجمالي 1094، ويليهم الإيرانيون بـ722 شخصاً. 

وكانت مجموعة من اللاجئين الذين يواجهون الترحيل في إضراب عن الطعام هذا الأسبوع، ونظم العشرات، الجمعة 3 يونيو/حزيران، احتجاجاً في ساحة التدريب الخاصة بمركز احتجاز بروك هاوس القريب من مطار غاتويك.

ومع ذلك، رُفعت الطعون القانونية ضد هذه الخطط عن طريق موظفي وزارة الداخلية التابعين لاتحاد الخدمات العامة والتجارية وعديدٍ من المنظمات الخيرية المعنية بحقوق الإنسان وحقوق اللاجئين.

رحلة استغرقت أكثر من 3 سنوات

من جانبه، قال محمد، وهو طالب لجوء قادم من السودان ويبلغ من العمر 25 عاماً، لصحيفة الغارديان؛ إن الرحلة للوصول إلى بريطانيا استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، وقطع خلالها مسافة 5000 ميل، بعد أن هرب من المذبحة التي وقعت بقريته في بلاده. 

وعبر عن شعوره بالإحباط بسبب تهديدات إجبارهم على المغادرة.

وقالت كلير موسلي، الرئيسة التنفيذية لمنظمة (Care4Calais): "إنه أمر مزعج للغاية أن الملفات الخاصة بالأشخاص الصادرة في حقهم إشعارات الإرسال إلى رواندا لا تعبر عن هؤلاء الذين عبروا القناة بأعداد كبيرة. اللاجئون السودانيون لا يملكون المال أحياناً لدفعه إلى المهربين، وبرغم ذلك يمثلون أكثر من ثلث الأشخاص المُرسلين إلى رواندا". 

صورة تعبيرية لمهاجرين يركبون
صورة تعبيرية لمهاجرين يركبون "قوارب الموت" – رويترز

وأضافت: "لقد أُبلغنا أن أكثر من 25% من الذين عبروا القناة في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام كانوا من الأفغان، وبرغم ذلك لا يواجهون على ما يبدو، نقلهم إلى الخارج بمثل هذه الأعداد الكبيرة. إن خطة رواندا سياسية إلى حد كبير. فهل عملية الاختيار سياسة أكثر؟".

فيما قال مسؤول من وزارة الداخلية: "شراكتنا الرائدة عالمياً مع رواندا جزء أساسي من استراتيجيتنا لإصلاح نظام اللجوء المحطم، ولكسر نموذج الأعمال الخاص بالمهربين الأشرار".

وأضاف: "أصدرنا الآن تعليمات رسمية إلى المجموعة الأولى التي سوف تُنقل إلى رواندا في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث سيُمنحون الفرصة لإعادة بناء حياتهم هناك".

ولفت إلى أن ذلك "يجسد خطوة مهمة نحو تفعيل السياسة.. لا نزال ملتزمين تماماً بالعمل مع رواندا على تقديم السلامة لهؤلاء الذين يطلبون اللجوء، وإنقاذ حياتهم في نهاية المطاف". 

تحميل المزيد