ويليام شكسبير، والممثلة السويدية إنغريد بيرغمان بطلة فيلم "كازابلانكا"، والكاتبة النسوية الأمريكية بيتي فريدان، جميعهم شخصيات بارزة انتهت حياتهم في ذكرى يوم عيد ميلادهم نفسه، فما الذي نعرفه عن ظاهرة تأثير عيد الميلاد؟
ظاهرة تأثير عيد الميلاد
ظاهرة تأثير عيد الميلاد، هي ظاهرة إحصائية تزداد وفقاً لها احتمالية موت الفرد في ذكرى يوم عيد ميلاده أو ما يقاربه من الأيام، وقد لوحظ هذا التأثير بوساطة العديد من الدراسات التي استهدفت العديد من الدول.
فيما لا تُظهر الدراسات هذا التأثير باستمرار؛ إذ وجد بعضها أن معدلات الوفاة للرجال والنساء تتباعد في الفترة التي تسبق أعياد ميلادهم، في حين لم تجد دراسات أخرى تأثيراً ذا دلالة على الجنس.
دراسة، نشرتها دورية Annals of Epidemiology في أغسطس/آب 2012، تعمقت في جميع أسباب الوفيات المسجلة وقارنتها بتواريخ ميلاد هؤلاء المُتوفّين.
في البداية، كان الهدف من تلك البيانات هو فحص فرضية "تأجيل الوفاة"، التي بموجبها يستطيع شخص مريض أن يؤخر بطريقة أو بأخرى موعد وفاته حتى يتسنى له الاستمتاع بحياته لفترة أطول.
وبمراجعة بيانات الوفيات لما يقرب من 2.4 مليون شخص من سويسرا تتراوح تواريخ وفاتهم ما بين عامي 1969 و2008، اكتشف الباحثون زيادة بنسبة 13.8% في احتمالية وفاة الشخص في ذكرى يوم عيد ميلاده نفسه، ووصلت الزيادة إلى 18% بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.
وفي دراسة أخرى كبيرة أجراها مركز Psychosomatic Medicine في عام 1992، نظرت في سجلات ما يقرب من 3 ملايين من سكان كاليفورنيا الأمريكية الذين توفوا بين عامي 1969 و1990، بلغت الوفيات ذروتها بالقرب من أعياد ميلاد الأشخاص، في الأسبوع السابق للرجال، والأسبوع التالي للنساء.
ما أسباب ظاهرة تأثير عيد الميلاد؟
أما عن الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث ذلك، فالإجابة غير واضحة، ولكن وفقاً لما ذكره موقع Insider الأمريكي، فإن هناك 4 مجالات رئيسية للنظريات.
1- أسباب خارجية
إذا كان عمرك أقل من 40 عاماً، فمن المرجح أن تموت في يوم ذكرى يوم ميلادك بسبب حادث، إذ يميل الناس إلى الإفراط في شرب الخمر في أعياد ميلادهم، ما قد يزيد من فرص موتهم بسبب أشياء مثل عدم النظر في الاتجاهين عند عبور الطريق، أو القيادة تحت تأثير الكحول، أو التسمم بالكحول.
في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، هناك معدل وفيات كبير جداً للأشخاص في اليوم التالي لعيد ميلادهم الحادي والعشرين، وذلك بسبب زيادة الحوادث عندما يتمكن الشباب من شرب الخمر بشكل قانوني.
في حين تقول إحدى الفرضيات التي نقلتها مجلة Mental Floss الأمريكية إنَّ الأشخاص يبذلون جهداً بدنياً أكبر في يوم عيد ميلادهم، إما من خلال الرقص أو المشاركة في أنواع مختلفة من الاحتفالات وسط الناس في أماكن عامة.
يؤدي ذلك إلى إجهاد الجهاز القلبي الوعائي، وهو ما قد يثير مشكلات صحية كانت ساكنة، ويُعجّل الإصابة بأحد أمراض القلب.
2- أسباب نفسية
عندما يعلم شخص ما أنه مصاب بمرض عضال، فقد يرى أن عيد ميلاده هو هدف يجب الوصول إليه، ما يعني أنه سيتمسك به حتى يصل إلى معلم آخر. قد يكون هذا هو نفسه بالنسبة للأعياد الدينية، حيث إن هناك زيادة في وفيات السرطان في عيد الميلاد المسيحي، وتأثير عيد الفصح في المجتمع اليهودي.
3- أسباب فسيولوجية
تعمل أجسادنا جميعاً وفقاً لساعات داخلية، تُعرف باسم إيقاعات الساعة البيولوجية.
لقد تم ضبطها إلى حد كبير على دورة مدتها 24 ساعة، وهناك أيضاً إيقاع بيولوجي دوري طوال العام.
ولهذا يعتقد العلماء أن أجسادنا قد تؤدي إلى التوتر والموت في نهاية المطاف في وقت قريب من تاريخ ولادتنا.
4- أسباب إحصائية
توفي كل من ويليام شكسبير وإنغريد بيرغمان في عيد ميلادهما، لكن قائمة المشاهير الذين ماتوا في ذكرى يوم ولادتهم نفسه قد لا تكون دقيقة تماماً.
بسبب خطأ بشري، قد يتم الخلط بين تواريخ الميلاد والوفاة الموجودة في الشهادات أو تكرارها.
أيضاً، إذا كان التاريخ الدقيق غير معروف، فغالباً ما يتم وضع اليومين الأول والخامس عشر بدلاً من ذلك، ما قد يزيد من عدد الأشخاص الذين يُفترض أنهم يموتون في أعياد ميلادهم.
أشخاص توفوا في ذكرى يوم ميلادهم
- ويليام شكسبير (شاعر وكاتب مسرحي وممثل إنجليزي)
- إنغريد بيرغمان (ممثلة سويدية)
- والتر ديمر (مخترع علكة الفقاعات)
- بيتي فريدان (ناشطة نسوية أمريكية)
- جورج كيلي (مخرج ومسرحي أمريكي)
- ليفي بي مورتون (سياسي أمريكي)
- سيدني بيشيت (عازف ساكسفون أمريكي)
- إيليا بيكر (ناشطة أمريكية)
- كاميهاميها الخامس (ملك هاواي)
- ألين دروري (روائي أمريكي)