اكتئاب عيد الميلاد: لماذا قد يشعر أحد بالحزن في يوم ميلاده؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/06 الساعة 15:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/31 الساعة 11:02 بتوقيت غرينتش
اكتئاب عيد الميلاد - صورة تعبيرية من iStock

بينما كان يرتب أصدقائي لحفل مفاجئ لعيد ميلادي، كنت أعاني أنا من شعور غريب بالحزن واللامبالاة مرتبط بهذه المناسبة، وتبين أن هذا الشعور بسبب ما يطلق عليه علماء النفس "اكتئاب عيد الميلاد".

بالإضافة إلى الشعور بالحزن؛ يمكن أن يشمل اكتئاب عيد الميلاد إحساساً بانخفاض الطاقة، أو التركيز على الماضي، بما في ذلك كل ما لم تنجزه أو تحققه حتى الآن، وقد تظهر هذه المشاعر في الأيام التي تسبق عيد الميلاد أو في يومه فقط أو قد تستمر أياماً لاحقة.

ما هو اكتئاب عيد الميلاد؟

اكتئاب عيد الميلاد لا يعتبر اضطراباً للصحة العقلية بذاته، لكنه يرتبط باضطراب الاكتئاب والقلق، ويأتي حصراً مع اقتراب أعياد الميلاد بسبب تفكير الأشخاص في حياتهم وأعمارهم وما أنجزوه وما لم يفعلوا.

يقول الدكتور النفسي أرنستو ليرة دي لا روزا الاستشاري في مؤسسة Hope for Depression  الأمريكية لموقع Very Well Mind المتخصص بمواضيع الصحة النفسية والجسدية إن اكتئاب عيد الميلاد قد يكون مرتبطاً بالتجارب السلبية السابقة مع أعياد الميلاد، أو بسبب شعور الخوف من التقدم في السن.

"قد يفكر البعض في حياتهم ويشعرون أنهم لم يصلوا إلى المكان الذي كانوا يريدون أن يكونوا فيه في هذا العمر المحدد، ويمكن أن تأتي أعياد الميلاد في أوقات يمر فيها آخرون بشيء صعب"..

أيضاً قد يأتي هذا الشعور نتيجة للشعور بثقل توقعات الآخرين، إذ قد تجد تساؤلات مثل: "تبلغ 30 عاماً ولم تتزوج بعد؟"، و"متى ستنجب أطفالاً؟"، و"كان يجب أن يكون معك مدخرات كذا"، والأمر نفسه ينطبق على توقعاتك من نفسك والأهداف التي وضعتها لنفسك ولم تحققها قبل الوصول لهذه السن.

أعراض اكتئاب عيد الميلاد

اكتئاب عيد الميلاد – iStock

الأعراض المتعلقة باكتئاب عيد الميلاد تشبه أعراض الاكتئاب العادي، وتشمل على سبيل المثال لا الحصر:

  • تغيير حالتك المزاجية لعدة أيام قبل وبعد عيد ميلادك.
  • الشعور بالإحباط أو الحزن أو الحزن أكثر من المعتاد.
  • البكاء أكثر من المعتاد.
  • الرغبة في اعتزال الناس لفترة.
  • تذكر الماضي والأهداف التي لم تتحقق. 
  • حساب العمر المتبقي لك للعيش.
  • عدم وجود الكثير من الطاقة أو الدافع لفعل الأشياء.
  • عدم الاهتمام بفعل ما تستمتع به عادة.
  • حدوث تغييرات في النوم.
  • حدوث تغيرات في الشهية.
  • صعوبة في التركيز. 
  • الأوجاع والآلام الجسدية.
  • الرغبة في تجنب اليوم الفعلي لعيد ميلادك.
  • عدم الاهتمام بالاحتفال بعيد ميلادك.  

كيفية التعامل مع اكتئاب عيد الميلاد

وجدت دراسة نشرت في مجلة "علم الأعصاب/Neurology" بالعام 2006 أن إجهاد عيد الميلاد جعل الأشخاص الذين لديهم تاريخ من ارتفاع ضغط الدم لديهم فرصة أكبر للإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية في عيد ميلادهم، إذ تشير الدراسة إلى امرأة ظهرت عليها أعراض القلق حول عيد ميلادها 

الـ75 لأن والدتها توفيت في عمر 75 عاماً، لذلك يكون من المهم التعامل مع اكتئاب عيد الميلاد بجدية.

هناك آليات مختلفة لتخفيف حدة اكتئاب عيد الميلاد أو التكيف معه، أهمها تفهم المشاعر والسماح لها بالظهور والتعامل معها، فإذا كنت لا تشعر بالحماس أو السعادة خلال هذا الوقت، لا بأس بالتعامل مع مشاعر الحزن لقليل من الوقت، خصوصاً أن الحزن شعور إنساني طبيعي مثله مثل السعادة.

أيضاً من المهم أن تكون على دراية بتجربتك وأن تكون لطيفاً مع نفسك في هذه الفترة، حتى لا تزيد من توترك وقلقك، وقد يكون التعبير عن مشاعرك لصديق أو أحد أفراد الأسرة حلاً يخفف من وطأة المشاعر السلبية وتحسين شعورك.

كذلك من المهم التحلي بالواقعية بشأن ما يمكن تتوقعه من عيد ميلاد، فهذا سيساعد على تجنب خيبة الأمل، فلا تنتظر أن يحتفل بك المقربون منك بطريقة معينة أو يحضروا هدية ثمينة ما، تقليل التوقعات سيقلل الخسائر والشعور بالحزن في هذا اليوم، كما نصح موقع Medical News Today المهتم بالمواضيع الصحية.
 

وأخيراً، احتفل بعيد ميلادك كيفما تشعر بالراحة، بمعنى لا تضغط نفسك للاحتفال طالما لم تشعر بذلك، واطلب من المحيطين بك إلغاء أي ترتيبات إن كنت تشعر أنها لا تناسبك، وافعل ما تشعر أنك ترتاح للقيام به في هذا اليوم، حتى وإن كان هذا الشيء المريح هو عدم القيام بأي شيء، كما نصح موقع Health Line المتهم بمواضيع الصحة.

أما إن كنت تشعر أن الأمر أكثر سوءاً من مجرد التعامل معه بنفسك أو بمساعدة من مقربين لك، فالأفضل أن تتحدث مع معالج لمعرفة الأسباب وراء شعورك العميق بالحزن، فقد يكون الأمر اكتئاباً أو قلقاً تمر به ويزداد شعورك السيئ به مع عيد ميلادك.

علامات:
تحميل المزيد