عنصرية وصعود اليمين المتطرف خلال 2022.. مسلمو أوروبا يستقبلون 2023 بكثير من الخوف

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/01 الساعة 12:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/01 الساعة 13:56 بتوقيت غرينتش
تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا خلال سنة 2022 (أرشيف)

بدأت الدول الأوروبية، كسائر دول العالم، اليوم الأحد، فاتح يناير/كانون الثاني 2023 السنة الجديدة، مُودّعة بذلك سنة 2022، التي كانت الأصعب على المسلمين، سواء المقيمين بطريقة قانونية، أو الذين شرّدتهم الحروب في أوروبا.

وشهدت سنة 2022 ارتفاع نسب جرائم العنصرية في أغلب الدول الأوروبية، وتنامي الشعور بانعدام الأمن في أوساط الأجانب والمهاجرين، وذلك تزامناً مع الصعود أحزاب اليمين المتطرف في عدد من بلدان القارة.

2022 في أوروبا.. صعود اليمين المتطرف

ففي إيطاليا، استطاعت زعيمة ائتلاف اليمين المتشدد، جورجيا ميلوني، تولي منصب رئاسة الوزراء، بعد أن حقق ائتلاف حكومتها نتائج جد متقدمة بفوزه بنحو 44.1% من الأصوات، في انتخابات سبتمبر/أيلول 2022.

وفي إسبانيا واصل حزب "فوكس"، المعروف بمعاداته للمهاجرين، اختراقه الذي كان بدأه سنة 2019، إذ حصل على نحو 15% من الأصوات، فنال بالتالي 52 مقعداً من أصل 350.

الأمر لا يختلف كثيراً في فرنسا؛ حيث تمكن حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، من خلق المفاجأة وتحقيق فوز تاريخي في الانتخابات التشريعية لسنة 2022، إذ حصل على 89 مقعداً، وهي نتيجة لم يسبق أن حققها منذ تأسيسه.

وفي السويد، حقق حزب "ديمقراطيو السويد" اليميني المتطرف، في انتخابات سبتمبر/أيلول 2022، مكاسب انتخابية كبيرة، وأضحى ثاني أثقل حزب سياسي وزناً في البلاد مباشرة خلف الحزب الديمقراطي الاجتماعي.

وفي ألمانيا، استفاد حزب "البديل من أجل ألمانيا" من أزمة اللاجئين، فحصد أصوات المعارضين للهجرة، واستطاع دخول البرلمان الألماني بعد فوزه بحوالي 13% من أصوات الناخبين في انتخابات 2017.

ميلوني تريد منع سفن الإنقاذ من الرسو في الموانئ الإيطالية/ رويترز
ميلوني تريد منع سفن الإنقاذ من الرسو في الموانئ الإيطالية/ رويترز

فرنسا.. نزيف الاعتداءات العنصرية 

في فرنسا يتواصل نزيف قتلى جرائم العنصرية التي تشهدها البلاد كل يوم، آخرهم 3 أكراد قتلهم فرنسي متقاعد في الدائرة العاشرة وسط باريس رمياً بالرصاص، والمشتبه به الذي أقر بأنه "عنصري"، وجّه له قاضي التحقيق تهم القتل.

السلوك العنصري الآخذ في التنامي بفرنسا لم تسلم منه حتى مؤسسات الدولة، التي يُفترض أن تكون نموذجاً يعكس ثقافة التعددية والتنوع، التي يزعم أن البلاد تقوم على أساسها.

وقررت الجمعية الوطنية تعليق عمل النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، غريغوار دو فورناس، بسبب إطلاقه تصريحات عنصرية في حق زميله كارلوس بيلونغو. النائب ذو البشرة السوداء البالغ من العمر 31 عاماً.

وتسببت التصريحات التي وُصفت بالعنصرية، في توقف جلسة الأسئلة الشفهية داخل البرلمان، ورفعها لدقائق بعد احتجاج كل النواب الحاضرين من مختلف الأحزاب، باستثناء فريق التجمع الوطني، الذي تتزعمه مارين لوبان.

 ألمانيا.. تصاعد الإسلاموفوبيا

في ألمانيا تواصلت الاعتداءات التي تتسم بالطابع العنصري سنة 2022، إذ تعرّضت سيدة محجبة لاعتداء على يد شخص في العاصمة برلين، والذي مزق حجابها وانهال عليها بالضرب أثناء تناولها الطعام في مطعم.

وفي حادث مشابه، أقدم خمسيني على إهانة عنصرية من نافذة منزله لسيدتين في منطقة برينزلوير بيرغ ببرلين، وتفاعلاً مع ذلك، أبلغ الجيران الشرطة، التي توجهت إلى منطقة الحادث وأوقفت المعتدي، قبل إطلاق سراحه بعد التثبت من هويته.

وفي مدينة لايبزيغ الألمانية، والتي تشهد ارتفاعاً في عدد الاعتداءات العنصرية ألقى مجهولون عبوات حارقة على مأوى للاجئين ليلة الجمعة/السبت 27/26 أغسطس/آب 2022.

وحسب بيان للمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية ساكسونيا بشرق البلاد، فإن قوات الأمن تمكنت من إخماد الحريق سريعاً، فلم تقع سوى أضرار مادية طفيفة، وفر الجناة عقب ارتكاب الجريمة، ولم تستبعد الشرطة حينها وجود دوافع سياسية وراء الهجوم.

نائب البرلمان الفرنسي عن حزب فرنسا الأبية كارلوس بيلونغو (Getty images)
نائب البرلمان الفرنسي عن حزب فرنسا الأبية كارلوس بيلونغو (Getty images)

إيطاليا.. قتل بدم بارد

قُتل أليكا أوغورشوكو، بائع متجول نيجيري، في شوارع إيطاليا الأسبوع الماضي على يد رجل إيطالي، الجريمة خلفت صدمة وحزناً كبيرين، وكان مقتله بمثابة مساءلة للمشهد السياسي في البلد.

وهزت جريمة قتل أليكا أوغورشوكو، المهاجر النيجيري الذي يعمل بائعاً متجولاً، المجتمع الإيطالي الذي لم يخف ربطه بين تداعيات خطاب اليمين المتطرف والاعتداءات العنصرية الجسدية.

وفي 29 يوليو/تموز 2022، قُتل شاب في الـ39 من عمره، متأثراً بجروحه بعد أن انهال عليه مُواطن إيطالي بعصا حتى الموت في شارع تسوق رئيسي بمنطقة تشيفيتانوفا ماركي، ووثق المارة الحادث عبر فيديو تم تداوله على الإنترنت.

اليونان.. طريق الموت

في اليونان التي تُعد طريقاً حتمياً لكثير من المهاجرين وطالبي اللجوء الراغبين في العبور إلى دول أوروبية، لم تخلُ سنة 2022 من سلوكات، بل واعتداءات عنصرية، في حق هؤلاء الباحثين عن غدٍ أفضل.

ورصدت منظمة "أرسيس" غير الحكومية اليونانية في الـ20 من مايو/أيار اعتداء على مهاجرين قاصرين في مدينة سالونيكي شمال اليونان من طرف مجموعة مؤلفة من 8 شبان مجهولين.

بريطانيا.. آلاف الاستقالات بسبب العنصرية

وفق دراسة نشرتها جريدة "الغارديان" البريطانية، في سبتمبر/أيلول 2022، فإن أكثر من واحد من كل 4 عمال من أصحاب البشرة السمراء ومن الأقليات العرقية تعرضوا لعبارات ساخرة أو "نكات" ذات طبيعة عنصرية في محل عملهم.

وحسب الدراسة التي أجراها "مؤتمر اتحاد العمال"، فإن أكثر من 120 ألف عامل من الأقليات العرقية استقالوا من وظائفهم بسبب العنصرية.

في هذا السياق أوردت صحيفة "إيفننغ ستاندارد" أن رجلاً اعتدى على امرأة تردي الحجاب في الـ20 من فبراير/شباط في خط القطارات المعروفة باسم "DLR"، وحاول تمزيق حجابها الذي كانت تغطي به رأسها.

السويد سحب أطفال المهاجرين

يبدو أن السلوك العنصري اتخذ طابعاً مؤسسياً في السويد، وبات مؤطراً بالقانون، وذلك بعد أن أصدرت المحاكم قرارات تسمح بانتزاع أطفال لاجئين من عائلاتهم وتسليمهم إلى عائلات سويدية، بينها أسر مثلية، بدعوى الظروف المادية والبيئة الملائمة والمساعدة على الاندماج.

تفاعلاً مع القرارات، انتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وسم "أوقفوا خطف أطفالنا"، كما احتج المئات من المتضررين وعائلاتهم وعموم المهاجرين في السويد ضد قانون حماية القاصرين (القواعد الخاصة بالتعامل مع الأطفال أو اليافعين في السويد) المعروف باسم LVU، والذي يتيح لدائرة الخدمات الاجتماعية "السوسيال" سحب الأطفال من عائلاتهم مع إمكانية عدم استعادتهم أبداً. 

تحميل المزيد