من كرات الغولف إلى رفات الموتى.. أشياء غريبة أطلقها الإنسان لتسبح في الفضاء الخارجي

جزء من رماد كاتب "Star Trek" الأمريكي بعد وفاته تم إلقاؤه من مركبة فضائية بعد دورة كاملة حول الأرض؛ تكريماً لشغف الكاتب وحبه للفضاء

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/04 الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/12 الساعة 21:48 بتوقيت غرينتش
ترك الإنسان أنواعاً غريبة من المواد والخردة والنفايات في الفضاء - iStock

تمكّن البشر خلال القرن الأخير من زيارة الفضاء عدة مرات، أولاها بدأت بوصول الرائد الروسي "يوري غاغارين" إلى الغلاف الخارجي، وإكمال أكثر من دورة كاملة حول الأرض عام 1961، ووصل الأمر أخيراً إلى إطلاق زيارات استكشافية عديدة إلى الكواكب الأخرى في المجرّة.

في خضمّ تلك الزيارات العديدة للجزء البعيد من العالم، ترك الإنسان أنواعاً غريبة من المواد والخردة والنفايات.

تراوحت من البراغي (المسامير) الصغيرة والتذكارات ووصلت إلى جثامين الموتى أو المحطّات الفضائية الكاملة لتعذُّر إعادتها إلى كوكب الأرض.

بعض العناصر المهجورة التي تُركت في الفضاء تم انتقاؤها بعناية أيضاً كرموزٍ وتذكارات. فعلى سبيل المثال لم تترك رحلة أبولو 11 التي أطلقتها ناسا الأمريكية عام 1969 العلم الشهير الذي زرعه نيل أرمسترونغ على سطح القمر فقط، بل تركت البعثة قرصاً من السيليكون منقوشاً عليه تعليقات من قادة 73 دولة. كما ترك رواد الفضاء غصن زيتون ذهبياً، في رمزيةٍ لشعار السلام، ولكن هناك عناصر أكثر غرابة تركها الإنسان في الفضاء، نسرد لكم بعضها في هذا التقرير.

كرات غولف لقياس الجاذبية؟

اختيار بعض العناصر التي تم تركها في الفضاء كان لأهدافٍ تجريبية أحياناً، ومن بين ذلك 3 كرات غولف تم ركلها على سطح القمر، بعدما جرّب رائد فضاء أبولو 14 آلان شيبرد في رحلته عام 1971 لعب تلك الرياضة، لرؤية ما إذا كانت الكرات ستطير لمسافات طويلة عبر القمر.

عالمة الآثار في جامعة فليندرز الأسترالية، أليس جورمان، قالت في تصريح سابق لموقع Space.com المهتم بعلوم الفضاء: يمكنك عند النظر إلى كرات الغولف على سطح القمر أن تقول حسناً، كان هذا نوعاً من المرح. لقد كان نوعاً من التجارب: كيف ستلعب الغولف على القمر بمثل هذه المقاييس المختلفة من الجاذبية؟

صورة عائلية للذكرى

وفي خلال رحلة أبولو 16 عام 1972، ترك رائد الفضاء الأمريكي تشارلي ديوك صورةً موقَّعة لعائلته، قام بحفظها في غلاف بلاستيكي، وتركها تذكاراً على سطح القمر.

رائد الفضاء الأمريكي تشارلي ديوك ترك صورةً موقَّعة لعائلته على القمر - Flicker
رائد الفضاء الأمريكي تشارلي ديوك ترك صورةً موقَّعة لعائلته على القمر – Flicker

عالمة الآثار جورمان علّقت على ذلك الموقف قائلة "هذا شيء جميل لأنه شخصي للغاية، هي لفتة عزيزة لعائلته التي لا تستطيع مشاركته تلك اللحظة المهمة من حياته المهنية، وبالتالي كان ترك صورتهم ذا قيمة عاطفية لهم، وليس لزوار القمر التالين من بعده"، موضحة أن مستكشفي القمر في المستقبل لن يروا وجوه عائلة ديوك، لأنه في الظروف العادية تفقد الصور لونها تحت الضوء فوق البنفسجي، وهناك الكثير من هذا الضوء على القمر، بالإضافة لوابل ثابت من النيازك الدقيقة التي يمكن أن تدمر الطباعة.

مخلّفات بشرية للتجربة

وفي عام 1969، تركت مركبة أبولو 11 الأمريكية وراءها عدداً من أكياس البول والبراز والقيء، لأن تلك المخلّفات قد تُعد فهرساً من المعلومات عن جسم الإنسان، وتكشف النظام الغذائي لرواد الفضاء، وقد تكون فيما بعد مؤشراً على ما قد تُسببه ظروف الفضاء على المواد العضوية.

كذلك ألقى رواد الفضاء الكثير من الفضلات على سطح القمر عامي 1969 و1972، خلال برامج أبولو الأخرى بناسا. وقد قال كبير مؤرخي ناسا ويليام باري لمجلة Live Science، إنّه يمكن للباحثين فيما بعد دراسة هذه المواد، لمعرفة كيف تمكنت من مقاومة الإشعاع والفراغ الفضائي بمرور الوقت.

ومع ذلك، فقد تم مؤخراً إلحاق نظام جديد لإعادة تدوير البول في محطة الفضاء الدولية، لتحويله إلى مياه صالحة للشرب، والتقليل من إلقاء المخلفات في الفضاء الخارجي.

رماد جثمان صانع سلسلة "Star Trek" التلفزيونية

صانع سلسلة Star Trek التلفزيونية كان شغوفاً بالفضاء - Flicker
صانع سلسلة Star Trek التلفزيونية كان شغوفاً بالفضاء – Flicker

وفي عام 1992 تم إرسال جزء من رماد جثمان جيني رودينبيري، وهو مبتكر سلسلة مسلسلات Star Trek التلفزيونية الأمريكية الشهيرة إلى الفضاء، على متن مكوك كولومبيا الفضائي في مهمته STS-52. الكبسولة التي كان فيها جزء من رماد جثمان الكاتب بعد حرقه كانت في حجم إصبع أحمر الشفاه، ودارت على متن المركبة حول الأرض دورة كاملة، قبل أن يتم إلقاؤها في الغلاف الجوي في النهاية تكريماً له ولعشقه للفضاء.

شخصيات من مكعبات "LEGO"

أمّا في يونيو/حزيران 2011، فقد تم صنع 3 مجسمات من شخصية LEGO للمكعبات خصيصاً على شكل الإله الروماني جوبيتر (ملك الآلهة الرومانية وإله السماء والبرق في الميثولوجيا الرومانية)، وزوجته جونو، والفيزيائي وعالم الفلك الإيطالي غاليليو غاليلي، حيث تم إرسالها على متن مكوك إلى كوكب المشتري في مهمة Juno التابعة لوكالة ناسا.

وجاء قرار تلك الفكرة كجزء من برنامج تعليمي وتوعوي مشترك تم تطويره في شراكة بين وكالة ناسا ومجموعة LEGO، لإلهام الأطفال لاستكشاف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

كاميرا تصوير بقيت هناك بالخطأ

كانت رائدة الفضاء سونيتا ويليامز منهمكة أثناء إصلاح مجموعة شمسيات عالقة على متن المحطة الفضائية الدولية، في يونيو/حزيران 2007، عندما انفصلت كاميرتها وانجرفت بعيداً في الفضاء. وقد كان الحادث نتيجة انكسار الزر الذي يربط الكاميرا في بذلة الرائدة الفضائية أثناء عملها. وتم تسجيل الحادث بأكمله في مقطع فيديو تم نشره على موقع يوتيوب.

تحميل المزيد