من أشهر الأصناف التي تحظى بإقبال كبير عربياً ودولياً هي وصفة "قلاية البندورة". وباستخدام الطماطم الغنية وبعض الأنواع من التوابل الحريفة والمنكّهات، يمكن تحضير وصفة سهلة وبسيطة لكنها تتمتع بمذاق معقد وفريد يجعلها محببة لدى الكبار والصغار.
تتمتع الوجبة بتاريخ قديم ممتد لمئات السنين عبر العالم، بداية من الشام وصولاً إلى أوروبا، وقد أصبحت قلاية البندورة على الطريقة الفلسطينية بمثابة إحدى الوصفات الشعبية المعروفة التي تمتد جذورها عبر التاريخ.
صحيح أنه يمكن تحضيرها في وقت قياسي وبعدد قليل من المكونات، لكنها دوماً ما تستطيع أن تحقق التوازن المثالي على طاولة الطعام ببساطتها الغنية والمعقدة في آن واحد، وتضيف في الوقت نفسه بُعداً تاريخياً وثقافياً لأي مطبخ.
في هذا التقرير نستعرض تاريخ وصفة قلاية البندورة، وطريقة التحضير على الطريقة الفلسطينية.
تاريخ وصفة قلاية البندورة
تشتهر وصفة "قلاية البندورة"، التي يعتبرها البعض رمزاً لابتكارات الأكل الشعبي في الريف الفلسطيني، ويُسارع الناس لإعدادها في البرية باعتبارها واحدة من الوصفات الأصيلة في التقاليد المتوارثة عربياً، لكن يُعتقد أن الوصفة إيطالية الأصل، إذ وردت أول إشارة تاريخية للقلاية سنة 1544، حينما روى الطبيب الإيطالي بيتروس ماتيولوس (1501 – 1577) أنه كان في إيطاليا من يقلي الطماطم أو البندورة كالفطر (المشروم)، ويقوم بطهيها بزيت الزيتون مع تمليحها وتطييبها بالتوابل والمُنكّهات المتنوعة.
في المقابل، هناك رأي آخر يشير إلى أن أصل الوصفة يعود إلى منطقة غَور الأردن وفلسطين، حيث البيئة المناسبة والمناخ الملائم لزراعة الطماطم.
وفي القرون الماضية، عندما كان الرجل والمرأة يعملان جنباً إلى جنب في الأرض لزراعتها ورعاية محاصيلها، كان لا يزال على المرأة في الوقت ذاته الاهتمام بشؤون المنزل والأولاد وتحضير الطعام.
ولهذا السبب، كانت قلاية البندورة هي الطبق الأسهل الذي توافرت مكوناته لتحضيره بسهولة وتناوله، ومن هذا المنطق أصبحت قلاية البندورة طبقاً يرافق الفلاحين خلال يومهم الطويل والمتعب في الأرض.
وباستخدام الطماطم تُصنع وصفة قلاية البندورة، التي تستقي اسمها من المقلاة التي تُطبخ فيها، ويضاف إليها الثوم والزيت والفلفل، وهي الوجبة التي عادة ما كانت تزيّن موائد الفلاحين في الماضي، ولا تزال تُعد في الحاضر لتعيد استحضار الذكريات بنكهتها الغنية.
وصفة قلاية البندورة على الطريقة الفلسطينية
أولاً المقادير:
- 6 حبات من الطماطم الناضجة ذات الحجم الكبير
- 4 فصوص من الثوم الطازج أو بديله من المهروس حسب الرغبة
- 3 ملاعق من زيت الزيتون البكر
- ملعقة صغيرة من الملح الخشن
- ملعقة طعام من صلصة الطماطم المركزة
- نصف ملعقة صغيرة من التوابل المنوعة لتعزيز النكهات مثل: البهارات المشكلة، الفلفل الأسود المطحون، والسماق
- 3 حبات من الفلفل الحار حسب الرغبة
ثانياً: طريقة التحضير
- يتم تقشير حبّات الطماطم أو البندورة وتقطيعها إلى شرائح دائرية أو مكعبات بحجم عقلة الإصبع أو حسب التفضيل الشخصي.
- في هذه الخطوة يتم تجهيز المقلاة على نار متوسطة وتوضع فيها الكمية المطلوبة من زيت الزيتون.
- يتم فرم الثوم بشكل ناعم وإضافته للزيت الساخن مع التقليب إلى أن يصبح لون الثوم ذهبياً وناضجاً.
- في الخطوة التالية يتم إضافة كمية البندورة والملح للمقلاة، مع الفلفل الحار بعد تقطيعه لشرائح رفيعة.
- تُقلب المكونات جيداً وتترك لتنضج على النار مع الإضافات الأخرى لعدة دقائق أو حتى تصل للون المثالي.
- بعدها يمكن وضع كمية من توابل السماق حسب الرغبة وتُقدم ساخنة.
- عادة ما تؤكل هذه الوصفة باستخدام الخبز الطازج.
طريقة تحضير قلاية البندورة باللحم
- في وصفة مطورة من قلاية البندورة الفلسطينية، يمكن أيضاً إضافة اللحم للطبق لتعزيز قيمته الغذائية ومذاقه الغني.
- قبل تحضير الطماطم، يمكن استخدام اللحم البقري أو الغنم المفروم أو المكعبات في الصنف وطهيه أولاً بالطريقة التقليدية.
- يتم ذلك من خلال إضافة حبة من البصل المفروم الناعم في قدر من الزيت، وقلي اللحم فيه مع إضافة التوابل وتغطيته على نار متوسطة حتى النضج.
- بعدها يتم اتباع الخطوات السالف ذكرها لتحضير الوصفة بالطريقة الفلسطينية التقليدية، لحين ذوبان الطماطم مع باقي المكونات وتصبح جاهزة.
نصائح عامة
بالإمكان الاحتفاظ بالوجبة في عبوة زجاجية محكمة الغلق في الثلاجة على درجة حرارة باردة، وإعادة تسخينها في قدر على النار أو باستخدام الميكروويف عند الاستهلاك. مع ضرورة التأكد من التسخين بعناية ووصول الوجبة لدرجة حرارة عالية إذا تضمنت اللحم، وذلك للتأكد من خلوها من البكتيريا التي قد تتكاثر فيها عند البرودة.
قد يهمك أيضاً: حروب أم زيجات سعيدة؟ سر تسمية حلوى "أصابع زينب" وتاريخ ابتكارها