إذا قمت بقراءة مكونات إحدى المنتجات الغذائية التي تحتوي على سكريات، من بينها المربى، أو الحلويات المغلّفة، ستجد أنها تحتوي على مادة أساسية تسمى البكتين.
والبكتين عبارة عن نوع كربوهيدرات موجود في عدة فواكه وخضر وفواكه والثمار التي تنتمي إلى عائلة الحمضيات، مثل الكمثرى والتفاح، وتحتوي على كمية جيدة من الألياف القابلة للذوبان.
غالباً ما يتم استخدام البكتين، الذي يتم بيعه على شكل سكر لونه أبيض أو بني فاتح، كعامل سماكة لعدة منتجات غذائية، إضافة إلى استعماله كنوع من العلاج للجهاز الهضمي، مثل المسهلات الطبيعية.
عندما يتم مزج سكر البكتين مع السوائل، فإنه يشكل مادة تشبه الهلام، لتتحول إلى مكون شبيه إلى حد كبير بالجيلاتين أو نخالة الشوفان.
إضافة لكل هذا، فإن للبكتين العديد من الفوائد الصحية، من خلال مساعدته على تعزيز إزالة السموم وخفض نسبة الكوليسترول في الجسم، وزيادة الشبع، في حال تناوله على شكل مكملات غذائية.
كيف يتم الحصول على سكر البكتين؟
يتم استخراج سكر البكتين من ألياف الفواكه والخضروات والبذور ذات الطبيعة الحمضية، وأبرز ما يتم استخدامه هو التفاح والجوافة والسفرجل والخوخ والبرتقال والكمثرى والجزر والطماطم والبطاطس والبازلاء، وذلك بسبب احتوائها على كميات كبيرة من البكتين، بينما تحتوي الفواكه الناعمة مثل الكرز والفراولة على كميات صغيرة.
تستخدم الشركات عادة البكتين في المواد الغذائية كعامل تبلور، وخاصة في المربيات والهلام. كما أنه يستخدم في الحشوات والأدوية والملينات والحلويات وعصائر الفاكهة ومشروبات الحليب، كونه مصدراً للألياف الغذائية.
وذلك لأن الاستخدام الرئيسي لسكر البكتين هو جعله عاملاً للتبلور، وعامل سماكة، ومثبتاً في الغذاء، سواء للمواد التي يتم حفظها لمدة طويلة، أم المواد سريعة الاستهلاك.
ما هو الفرق بين البكتين والجيلاتين؟
البكتين والجيلاتين مادتان تشبهان الهلام عندما يتم مزجهما بالسوائل، وكلاهما يتم استخدامه في المنتجات الغذائية، مثل المربى والأطعمة القابلة للدهن والحلويات.
لكن الفرق الرئيسي بين الاثنين هو أن الجيلاتين موجود في المصادر الحيوانية، وهو مشتق من التحلل المائي الجزئي للكولاجين.
أما البكتين فهو مشتق من النباتات، لذا يمكن للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً تناول المنتجات التي تحتوي عليه.
ونظراً لأن البكتين مصدر عالٍ للألياف، فإنه يستخدم بشكل شائع في نظام غذائي غني بالألياف لعلاج الإمساك ومشاكل الجهاز الهضمي.
ومن المعروف أيضاً أنه يخفض نسبة الكوليسترول بشكل طبيعي، ويحارب مرض السكري ويدعم فقدان الوزن.
القيمة الغذائية لسكر البكتين
تحتوي حفنة واحدة من سكر البكتين، والتي تعادل حوالي 50 غراماً، على:
- 163 سعرة حرارية
- 45.2 غرام كربوهيدرات
- 0.1 غرام بروتين
- 0.1 غرام دهون
- 4.3 غرام ألياف غذائية
- 0.2 ملليغرام من النحاس
- 1.4 ملليغرام حديد
- 0.2 ملليغرام زنك
مصدر عالٍ للألياف
تعتبر ألياف البكتين أكثر من مجرد منظم لعملية الهضم، فهي ألياف غنية بالفوائد وقابلة للذوبان في الماء بسرعة، وتساعد على خفض نسبة الكوليسترول وزيادة صحة الجهاز الهضمي.
وباعتبارها أليافاً قابلة للذوبان، فهي تعمل عن طريق الارتباط بالمواد الدهنية في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الكوليسترول والسموم، وتعزز عملية التخلص منها.
وهذا يعني أن البكتين يفيد قدرات الجسم على إزالة السموم، ويساعد على تنظيم السكريات والكولسترول في الجسم، ويحسن صحة الأمعاء والجهاز الهضمي.
يخفض نسبة الكولسترول في الجسم
كما تمت الإشارة إليه سابقاً، فإن البكتين عبارة عن ألياف قابلة للذوبان في الماء، الشيء الذي يمكّنه من ربط الكولسترول في الأمعاء، وبالتالي منع امتصاصه في مجرى الدم.
إذ تشير الأبحاث التي أجريت حول هذه المادة إلى أن الجرعة المناسبة لخفض نسبة الكولسترول هي 15 غراماً من البكتين يومياً.
كما يمكن استهلاك البكتين مباشرة من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضراوات والبذور. بالإضافة إلى ذلك، تُعرف هذه الأطعمة الصحية بالأطعمة التي تخفض نسبة الكولسترول بسبب محتواها الإجمالي من الألياف.
يعالج الإسهال
يستخدم البكتين عادة للتخفيف الطبيعي من الإمساك والإسهال، وذلك لأنه يساعد على انزلاق البراز بسهولة من الأمعاء.
إذ قامت دراسة أجريت عام 2001 في مركز بحوث الصحة والسكان في بنغلاديش بتقييم التأثيرات المعوية المفيدة للألياف الغذائية من الموز الأخضر أو البكتين لدى الأطفال الذين يعانون من الإسهال المستمر.
وتم إعطاء 62 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 5 و12 شهراً، بشكل عشوائي، نظاماً غذائياً يعتمد على الأرز، ويحتوي إما على الموز الأخضر المطبوخ أو البكتين أو نظام الأرز وحده.
و بعد 7 أيام، تم قياس وزن البراز واتساقه، وتكرار القيء والتطهير، ومدة المرض.
ومع حلول اليوم الثالث بعد العلاج، كان عدد الأطفال الذين يتعافون من الإسهال، والذين يتناولون البكتين أو الموز، أكبر بكثير من عدد الأطفال الذين يتناولون الأرز فقط، وبحلول اليوم الرابع، استمرت هذه النسب في الزيادة.
تشير الدراسات أيضاً إلى أن البكتين يمكن أن يساعد في علاج متلازمة القولون العصبي السائدة في الإسهال.
يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم
ومن المعروف أن البكتين يبطئ نشاط الإنزيمات التي تحطم النشويات والسكر، وذلك لأن امتصاص الكربوهيدرات والسكريات يتباطأ بسبب محتوى الألياف.
وهذا يساعد على منع ارتفاع نسبة السكر في الدم، والتي تسبب عدم تحمل الجلوكوز وزيادة الوزن ومرض السكري.
وحسب دراسة نشرت عام 1988 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، تم تقييم آثار تناول البكتين على 12 مريضاً بالسكري من النوع الثاني، غير معتمدين على الأنسولين.
تم اختبار المشاركين لمعرفة إفراغ المعدة وتحمل الجلوكوز والاستجابات الهرمونية، بعد وضعهم على نظام غذائي منخفض الألياف يحتوي على 2400 سعرة حرارية لمدة أسبوعين، تليها 4 أسابيع من المكملات المضافة مع 20 غراماً من بكتين التفاح.
تشير النتائج إلى أن تناول البكتين المستمر يبطئ معدل إفراغ المعدة ويحسن تحمل الجلوكوز، ما يجعله مساعداً طبيعياً فعالاً لأعراض مرض السكري.
يساعد على خسارة الوزن
سكر البكتين عبارة عن كربوهيدرات معقدة قابلة للذوبان في الماء، وتعمل كغذاء لحرق الدهون؛ نظراً لأن القوام يشبه العلكة أو الهلام، فعند تناول الفواكه أو الخضراوات الطازجة التي تحتوي على البكتين، تقوم الخلايا بامتصاصه بدلاً من الدهون.
زيادة على ذلك، فإنه يساعد من تناوله على الشعور بالشبع لفترة أطول، وهذا يعني تناول كميات طعام أقل على مدار اليوم.
وحسب دراسة أجريت عام 2014 في جامعة فاجينينجن في هولندا، قامت بتقييم آثار مكملات البكتين على 29 مشاركاً، وأشارت النتائج إلى أن سكر البكتين المتبلور، على وجه الخصوص، كان قادراً على تقليل الشهية وزيادة الطاقة وتقليل استجابات الأنسولين.
استخدامات سكر البكتين
البكتين متاح كمستخلص ومسحوق في معظم محلات البقالة والأغذية الصحية، إذ يمكن تناوله كذلك على شكل مكملات غذائية تباع على شكل كبسولة.
لاستخدام المسحوق، ما عليك سوى إذابته في سائل وتناوله على معدة فارغة، فقد تساعد جرعات البكتين البالغة 10-20 غراماً يومياً في السيطرة على مشكلة الإسهال.
وعلى الرغم من أنها متوفرة في شكل كبسولات ومسحوق للأغراض العلاجية، يجب الإشارة إلى أن البكتين موجود كذلك في جميع الفواكه، بنسبة تتكون من 5 إلى 10% على الأقل.
يمكنك أيضاً إضافته، سواء كان مزيجاً جافاً أم مستخرجاً من الفاكهة، إلى المربيات والمعلبات لتحضيرها بسرعة، إذ باستخدام البكتين، يمكن صنع مربى الفراولة في 10 دقائق فقط.
من دونها، يمكن أن يستغرق تحضير المربى وقتاً أطول يصل إلى 4 أضعاف، ويصبح أكثر حلاوة وأكثر قتامة كلما طالت مدة طهيه، ما يحرمها من نكهتها الطبيعية واللذيذة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.